الإثنين 2022/03/07

آخر تحديث: 12:56 (بيروت)

انتخابات الرابطة المارونية: من الكنيسة إلى السياسة

الإثنين 2022/03/07
انتخابات الرابطة المارونية: من الكنيسة إلى السياسة
تجري انتخابات الرابطة في 19 آذار (موقع الرابطة)
increase حجم الخط decrease

تدخل الرابطة المارونية هذا الأسبوع مرحلة غربلة أسماء المرشحين من الرئيس إلى نائب الرئيس، إلى الأعضاء الخمسة عشر الذين ينتخبون من بينهم لاحقاً أميناً عاماً، وسط جو من التنافس الشديد بلغ أحياناً كلاماً غير مألوف لم تشهده هذه الانتخابات، وكأنه كتب للطائفة ولبطريركها الذي "أُعطي له مجد لبنان"، أن يتقلّبا على صفائح نار الخلافات بين أبناء طائفة يعشقون الديموقراطية ويمارسونها حتى العظم. ومن هنا حدة الصراع وهذا ما يميزها.

يد البطريركية وسيفها
والرابطة التي تشهد هذه المرة معركة حامية بين ثلاثة مرشحين لمنصب رئيس، لاستقطاب تأييد 889 ناخباً سدّدوا الاشتراك السنوي البالغ 500 ألف ليرة، لا تغيب عنها السياسة، مهما حاول المرشحون الذين لكل واحد منهم داعمه السياسي، ولا شيء خفياً ، فلبنان صغير جداً والكل يعرف الكل، وأيضاً الكل يعرف أن الرابطة معبر إن لم نقل tremplin للارتقاء والتصدّر. وهي شهدت وصول أكثر من مرشح إلى النيابة، وصقلت أكثر من نائب، من النائب والوزير الدكتور الياس الخوري الذي ورد اسمه كمرشح لرئاسة الجمهورية خلفاً للرئيس فؤاد شهاب عام 1964 قبل وصول الرئيس شارل حلو، إلى النواب شاكر أبو سليمان وبيار حلو ونعمة الله أبي نصر، وبينهم الوزير السابق ميشال إده الذي ورد إسمه مرات عدة لرئاسة الجمهورية.

وفي المطلق، فإن أي مرشح لا يمكن أن يكون بعيداً عن بكركي. وهي أصلاً وُجدت لتكون اليد اليمنى للبطريركية والضارب بسيفها، إلا أن الأمر تغيّر في الفترة الأخيرة، وبدا نفور واضح بسبب التمايز السياسي بينهما، وانحسرت المواقف المؤيدة، واقتصرت العلاقة على الصورة البروتوكولية، فضلاً عن تفاقم الحزازات والاصطفافات بين المنتسبين واعتماد السياسات الضيقة، وبالتالي فإن لا مرشح تفضيلياً لبكركي و"الكل أبنائي" كما يقول البطريرك، وهو لا يمكن أن يتدخل لمصلحة مرشح ضد مرشح آخر. مرة واحدة حصل تدخل بطريركي عام 2003 بعد اشتداد التنافس بين مرشحي الرابطة، حين أصدر البطريرك صفير مرسوماً قضى بتعيين "لجنة حكماء" رباعية لتولي إدارة شؤون الطائفة وتطوير نظامها الداخلي وضبط الإنتساب إليها برئاسة الوزير السابق ميشال إده، وعضوية القضاة المتقاعدين منير حنين وإدوار عيد وموريس خوام. ولكن ضبط الانتساب لم يدم. ومن هنا نرى "بلوكات" لهذا الرئيس أو ذاك، لها تأثيرها الموازي تقريباً لتأثير الأحزاب.

ووفق النظام الداخلي الذي خُرق مراراً، منذ أن تأسست جمعية الرابطة المارونية في آب 1952 على يد مجموعة من الشخصيات والمثقفين، وانتخبت جورج تابت كرئيس لها، أصبحت أكثر تسيّساً في ستينات القرن الماضي، مما عزّز علاقاتها مع أركان الكنيسة وتظلّلت عباءتها، وتسلّلت الأحزاب إليها، ثم فتحت أبوابها على الغارب لمنتسبين لم تنجح "لجنة الحكماء" في وقف تدفقهم انطلاقاً من "حق" رئيس الرابطة بكوتا سنوية غالباً ما كانت بعيدة عن "الحق في الإنتساب"، وهو اتهام للرؤساء السابقين يتداوله، في كل انتخابات، كل المرشحين للمجلس التنفيذي للرابطة، ثم تنتهي المرافعات ويصدر الحكم بعدم كفاية الدليل أو توضع القضية في الدرج للحفظ.. ويبدأ تشكيل بلوكات جديدة .

والكل ينادي بمحاربة الفساد. أليس هذا لبنان؟!

ثلاث لوائح
والمهم أن باب الترشيحات يقفل يوم الأربعاء 9 آذار الحالي، قبل 10 أيام من الانتخابات المقررة يوم السبت 19 منه، وبدت اللوائح وفق تسلسل آلية إقفالها أو إعلانها، على الشكل الآتي:

- لائحة "رابطة لبكرا" برئاسة غسان خوري، الذي خاض انتخابات رئاسة الرابطة قبل ثلاث سنوات منافساً شرساً للنائب نعمة الله أبي نصر وتضم: الدكتور مطانيوس الحلبي لنيابة الرئيس، والسفير شربل اسطفان وميشلين أبي سمرا والمحامية ناتالي الخوري والإعلامية ريبيكا أبو ناضر والدكتور إيلي مخايل والدكتور رامي الشدياق والدكتور بسام رومانوس والدكتور جورج مراد والمحامي لحود لحود والمحامي جان شدياق وبيار بجاني والدكتور عبده يونس وبطرس عون والعميد المتقاعد ميشال حروق والعقيدة المتقاعدة نهى شرتوني (أعضاء). ومن المقررإذا فازت أكثرية اعضائها انتخاب السفير اسطفان أميناً عاماً لها.

- لائحة لم يعلن إسمها حتى الآن برئاسة نائب رئيس الرابطة الحالي السفير خليل كرم، وتضم المستشار المالي جو عيسى الخوري لنيابة الرئيس، والقاضي المتقاعد رفول البستاني والدكتور كريم طربيه وجهينة رحيّم والدكتورة نجوى طرزي والمهندس ريشار باسيل وأنطوان عماطوري والعميد المتقاعد منير عقيقي والمهندس نسيب نصر وسمير صادر والمهندس أنطوان منعم والمحامي يوسف عمار ومروان فرح (أعضاء). ومن المقرر اذا فازت أكثرية اعضائها، انتخاب القاضي البستاني أميناً عاماً.

- لائحة "موارنة من أجل لبنان" برئاسة المحامي بول يوسف كنعان. وثمة مفاوضات مع الدكتور أنطوان سعد للترشح لنيابة الرئيس. وتضم الدكتورة كورين أبي نادر والدكتور وديع أبو شبل والمحامي اسكندر جبران وقيصر أبو خليل والدكتور ميغال عبود وإلسا خوري وأنطوان كويس والدكتور جورج لبكي وغادة حنين وريمون عازار وميشال قماطي ومالك مارون والمحامي فؤاد الحاج. ويرجح انتخاب الدكتورة أبي نادر من بينهم أمينة عامة.

اليوم كل العيون شاخصة إلى النظام الداخلي للرابطة، لإجراء تعديل جذري، خصوصاً لجهة الإنتسابات. والكل يعد بالتغيير، وكم من أشعار قيلت وقصائد نُظمت في هذا المجال. فهل يصدق الواعدون، أم يصح مجدداً قول "عا الوعد يا كمّون"؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها