الإثنين 2022/05/09

آخر تحديث: 16:22 (بيروت)

تأجيل زيارة البابا: أسباب صحية تُضاف إلى "تعقيدات" سياسية

الإثنين 2022/05/09
تأجيل زيارة البابا: أسباب صحية تُضاف إلى "تعقيدات" سياسية
زيارة البابا في هذه المرحلة دونها محاذير (Getty)
increase حجم الخط decrease

في وقت أنجز لبنان المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية في الدول العربية ودول الانتشار في آسيا وأوروبا والأميركتين وأستراليا، ويستعد لإجراء الانتخابات المقررة يوم الأحد المقبل في لبنان، عادت تشغل اللبنانيين زيارة البابا فرنسيس للبنان، التي أعلنت رئاسة الجمهورية عن موعدها في حزيران المقبل، وبدأت دوائر الفاتيكان تتحدث عن "إمكان تأجيلها". وهو ما تبلّغته وزارة الخارجية اللبنانية بالطرق الديبلوماسية قبل ثلاثة أيام. وعزت هذا التأجيل المحتمل لأسباب صحية، خصوصاً بعد وقوع البابا خلال الصلاة في "لقاء الأربعاء" الفائت 4 أيار2022، نتيجة انعكاسات داء التهاب المفاصل والترقق في الركبتين.
واليوم، الاثنين، أعلن رئيس اللجنة الوطنية العليا للإعداد لزيارة البابا فرنسيس للبنان، وزير السياحة وليد نصّار، في بيان، أنّ لبنان تلقى رسالة من دوائر الفاتيكان تبلّغ فيها رسمياً قرار إرجاء زيارة الحبر الاعظم المقرّرة إلى لبنان، على أن يتم الإعلان عن الموعد الجديد للزيارة فور تحديده.
وأشار نصّار إلى أنّه قد تمّ إرجاء الزيارات الخارجية والمواعيد المقرّرة في برنامج قداسة البابا فرنسيس لأسباب صحّية، متمنياً لقداسته الشفاء العاجل.

محاذير سياسية
ولوحظ أن الحديث اللبناني الرسمي عن الزيارة وتحديد موعدها، كان متواضعاً بعد تسرّع رئاسي فاجأ االكرسي الرسولي. إذ بدا كأن الهمّ الأكبر لدى بعض الحكم اللبناني أن تحصل في هذه المرحلة لتأتي تتويجاً لعهد الرئيس ميشال عون! علماً أن الأعراف الفاتيكانية كانت تقضي بالإعلان عن الزيارة قبل بضعة أشهر من حصولها، ومع ذلك كانت تؤجّل في بعض الأحيان لأسباب مختلفة. وزيارة القدس التي تأجلت مرتين دليل قريب. كذلك لوحظ أن التحضيرات في الفاتيكان ولبنان ظلّت بطيئة واكتُفيَ باجتماعات يتيمة وزيارات وفود فاتيكانية متواضعة.

وإضافة إلى الوضع الصحي للبابا الذي يستعد للخضوع لجراحة في الركبتين الثلاثاء المقبل 10 أيار، تعقبها فترة نقاهة لأكثر من شهر، فإن زيارة البابا في هذه المرحلة دونها محاذير -وفق أوساط متابعة- إذ تبدو الأجواء الإقليمية والدولية مقلقة للكرسي الرسولي، من سير المفاوضات في فيينا إلى التطورات في اليمن والعلاقات السورية- الإيرانية والموقفين التركي والروسي، فضلاً عن الصراع الأميركي، الأوروبي- الروسي في أوكرانيا. هذا إذا ما استثنينا الحديث عن القدرة الأمنية اللبنانية المرهقة بعد الانتخابات على توفير أمن الزيارة، ومواكبة الحشد الشعبي الذي يتطلّب أشهراً من التحضير، و"الملاءة المالية" للمنظمين من جهات رسمية وكنسية ومجتمعية. علماً أن زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للبنان في 10 و11 أيار عام 1997 (أي مثل هذه الأيام) كلّفت عشرات ملايين الدولارات، في وقت كانت الخزينة اللبنانية والكنيسة والمموّلون في "وضع مريح" لتكفّل هكذا تكاليف ضخمة. أما اليوم فلا الدولة ولا الكنيسة ولا "المموّلين" في وضع مليء.

صرخات البطريرك
في المطلق لبنان يعيش اليوم على الأوكسيجين، فلا سلطة ولا قرار ولا خزينة ولا مموّلين،  ووحده البطريرك يطلق صرخة في واد ولا مَن يسمع، وكل أحد تتراكم الصرخات في العظات، حتى إذا ما سئل عن "الزيارة الموعودة" للبابا ولماذا ليس "المقررة"، رد "فيما لو حصل شيء".

إذن، كل الاحتمالات كانت واردة والتأجيل الذي كان محتملاً جداً، بات أمراً محسوماً. ثم إن متابعة "تداعيات الهوية والكيان" الشغل الشاغل للكرسي الرسولي، يمكن أن تتم من الفاتيكان، فالعالم قرية صغيرة.

يذكر أن الزيارات البابوية للبنان بدأت في 2 كانون الأول 1964 لما زاره البابا بولس السادس في عهد الرئيس "الراهب اليسوعي" شارل حلو، عندما انتهز الفرصة للمرور في لبنان في طريقه إلى الهند، مستغلاً الفرصة لينشر رسالة السلام، معرباً عن حرصه على هذا البلد، ولا يزال صدى رسالته إلى اللبنانيين "آمل في أن يبقى لبنان ينعم بالأمان" يتردد في قلوبهم حتى اليوم .

وبعد البابا بولس السادس أتت زيارة البابا القديس يوحنا بولس الثاني في 10 و11 أيار عام 1997 لتسليم "الإرشاد الرسولي ـ رجاء جديد للبنان"،  وهو إرشاد فتح صفحة جديدة لـ"لبنان الرسالة الأكثر من بلد" في عهد الرئيس الياس الهراوي، فالبابا بينيديكتوس السادس عشر في 14 و15 و16 أيلول 2012 في عهد الرئيس ميشال سليمان لتقديم الإرشاد الرسولي إلى أساقفة الشرق الأوسط المنبثق من السينودس الخاص الذي عقد في تشرين الأول عام 2010 في الفاتيكان.

والسؤال هل تتحقق زيارة بابوية للبنان في عهد الرئيس ميشال عون؟

مسألة فيها نظر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها