الفتيات ممنوعات من الدراسة في كلية الإعلام بإدلب

واللافت كان حضور شخصيات إسلامية لحفلة الافتتاح التي تمت في مبنى جديد، ما يؤكد عناية السلطة بمشروع من هذا النوع، ومن بين من ألقوا كلمات خلال الافتتاح: مدير مكتب "الجزيرة" السابق أحمد زيدان، والدكتور جاسم سلطان، والشيخ الحسن الكتاني، والدكتور مثنى الضاري.

وحظي افتتاح الكلية التي تتخصص في الإعلام والعلوم السياسية، بتغطية إعلامية موسعة في المنصات التابعة لـ"حكومة الإنقاذ"، الذراع الإدارية لـ"هيئة تحرير الشام" الحاكمة، إضافة للمنصات المقربة من الهيئة مثل "المبدعون السوريون" و"راديو الثورة" بوصفها "الفرع السابع عشر من جامعة الثورة".


وقال طلاب من إدلب لـ"المدن" أن الكلية مخصصة على الأغلب لأشخاص مقربين من السلطة أو يعملون ضمن منصاتها، وهذا يفسر عدم وجود الكلية ضمن المفاضلة العامة للجامعة.

وركزت الانتقادات التي تعرضت لها الكلية، على عميدها الدكتور عادل حديدي، لأنه لا يحمل شهادة عالية في الإعلام أو العلوم السياسية، ما يجعل توليه عمادة الكلية أمراً غير منطقي ولا مقبول ضمن الفضاء الأكاديمي، خصوصاً مع وجود أساتذة في الصحافة يدرسون في "جامعة حلب الحرة" ويمكن الاعتماد على أحدهم لتولي هذا المنصب.

والحديدي من مواليد دير الزور 1979، نال شهادة الدكتوراه من كلية التربية بجامعة إدلب في آب/أغسطس 2022 عن بحث "تقنين مقياس وكسلر لذكاء الأطفال"، وكان أول ظهور إعلامي له كعميد لكلية الإعلام في كلمة بعنوان "الإعلام والحرب النفسية" في ورشة العمل الإعلامي التي عقدتها جامعة إدلب في 20 أيلول/سبتمبر 2022، أي بعد شهر واحد فقط من حصوله على شهادة الدكتوراه في فرع لا يمت للإعلام أو العلوم السياسية بصلة.



وبالتوازي مع عمادة كلية العلوم السياسية والإعلام، يرأس الحديدي "دار الثقافة والمعارف" التابعة لإدارة الشؤون السياسية في حكومة الإنقاذ، وأشرف من خلال هذا المنصب على معرض إدلب للحرف والأشغال اليدوية 2023، الذي أقيم في متحف إدلب وشارك فيه 43 حِرَفياً.

وبدأ العام الدراسي الأول للكلية العام 2022/2023. ولم تدخل الكلية في العام الماضي ولا العام الحالي ضمن المفاضلة العامة التي أصدرتها جامعة إدلب، بل يتم قبول الطلاب فيها استناداً إلى امتحان معياري يكتنفه الغموض، يبدأ باختبار يتوجب على الطالب أن يحصل من خلاله على درجة لا تقل عن 60% وبذلك يتأهل للمقابلة الشفهية أمام لجنة متخصصة، ويحتاج لتجاوزها أيضاً للقبول ضمن صفوف الكلية.

وفي العام الماضي قدم ناشطون وثائق تثبت قيام الكلية بقبول طالب ضمن صفوفها رغم رسوبه في الامتحان المعياري، لكنه يعمل ضمن مؤسسة إعلامية تابعة للسلطة. كما انتقدوا رسوب طلاب في الامتحان الشفهي الذي "كان شكلياً وعبارة عن تعارف" رغم نجاحهم في الامتحان الكتابي.



وسبق افتتاح الكلية، إيقاف قسم العلوم السياسية في "جامعة الشمال" وهي جامعة خاصة تنشط في إدلب ومرخصة من مجلس التعليم العالي التابع لـ"حكومة لإنقاذ"، وفق مصدر خاص تحدث لـ"المدن"، حيث بات قسم العلوم السياسية في جامعة الشمال مقتصراً على الطلاب القدامى.

وفي "فايسبوك" انتقد طلاب من جامعة إدلب ما سمّوه "الاعتناء بكليات على حساب كليات أخرى، حيث تم تخصيص مبنى جديد ومخدم للكلية الجديدة، رغم أن كليات عديدة تعاني من اكتظاظ الطلاب لدرجة أن الكادر التدريسي في كلية الاقتصاد في مدينة الدانا اضطر لإلغاء المحاضرات بسبب عدم وجود مقاعد كافية للطلاب".

وتستمر الكلية في منعها الإناث من الدراسة في مقاعدها للعام الثاني على التوالي، رغم اتساع المبنى الجديد، من دون ذِكر أسباب مقنعة، ما يحرم عشرات الفتيات من فرصة دخول مجال الإعلام نظراً لقيام الجامعة بإغلاق "المعهد التقني للإعلام في السنوات السابقة".