وقال مصعب الياسين أحد موظفي الشبكة ومن أوائل العاملين فيها، في حديث مع "المدن" أن بداية تقلص تمويل "بلدي نيوز" كانت مع جائحة "كورونا" حيث تم الاستغناء عن قسم من الموظفين وتخفيض الرواتب، مضيفاً أن من تبقى من الموظفين يعملون منذ تلك الفترة برواتب منخفضة، ولكنها كانت تكفل الحصول على مستوى معيشي مقبول. مؤكداً أن الجهة الممولة أبلغتهم اليوم بوقف الدعم المالي وقرار إيقاف الشبكة.
ما الذي يجري خلف الكواليس؟!
— Ayman Abdel Nour (@aabnour) November 23, 2023
-بعد قرار إغلاق شبكة اورينت الإعلامية المعارضة شبكة بلدي الإعلامية المعارضة تعلن إيقاف عملها رسميا؟
-عرف عنها انها كانت منبرا حرا على جميع الصعد وكان لها دور كبير في تغيير حياة الكثيرين وعرت النظام وفضحت فاسديه مما ساهم في إقالة عدد من مسؤولي النظام
وانطلقت "بلدي نيوز" العام 2015، وساهمت في تسليط الضوء على قضايا عديدة أبرزها ملف الفساد في مناطق النظام "وكان لها دور كبير في تغيير حياة الكثيرين وعرت النظام وفضحت فاسديه مما ساهم في إقالة عدد من مسؤولي النظام" بحسب منشور للمعارض السوري أيمن عبد النور في منصة "إكس".
وكانت المنصة تحصل على تمويلها من رجل الأعمال السوري المقيم في قبرص، ثابت عبارة، الذي يدير "اتحاد السوريين في المهجر"، بحسب مصدر مطلع على شؤون المنصة. وأضاف المصدر أن عبارة سار على خطى نظيره غسان عبود مالك شبكة "أورينت"، في وقت انتشرت فيه تقديرات بين السوريين بوجود رسائل إقليمية وجهت لهما لإغلاق منصتيهما، في وقت باتت فيه تلك المنصات تشكل عبئاً مالياً على مالكيها مع غياب أي رؤية مستقبلية للواقع السوري الكارثي.
ولم ينشر عبارة أي بيان يخص توقف الشبكة عبر صفحته الرسمية في "فايسبوك"، كما لم تنشر المنصة بيان إغلاقها حتى الآن. لكن موظفين عديدين من الشبكة نشروا تدوينات في "فايسبوك" أكدوا فيها قرار التوقف.
ومثل بقية الصحافيين الذين يغطون مناطق النزاع في سوريا، يعتمد موظفو "بلدي نيوز" على المستحقات المالية البسيطة التي يوفرها لهم العمل الصحافي لإعالة أسرهم بالتوازي مع العناية بأسر أخرى مقربة منهم، لأن الصحافي في الداخل السوري يكون غالباً مكلفاً بإعالة أسر عديدة.
وحول المصير المعيشي المظلم، علق الياسين: "الخبر الذي نزل علينا كالصاعقة يجعلنا في حيرة، حيث لا نعلم كيف سنتدبر أمورنا المعيشية وكيف ستصبح الحياة مستقبلاً من دون عمل أو مدخول مالي، في منطقة نزاع تجتاحها موجات الغلاء وتعاني عدم الاستقرار والنزوح المستمر المكلف جداً".
ولا يخفي الياسين توجسه من أن يكون إغلاق المنصات المعارضة مخططاً لإسكات أصوات المعارضين للنظام السوري، مرجحاً استكمال إغلاق ما تبقى من المنصات القليلة الناشطة ضمن نهج متنام لإيقاف المنابر التي تنقل معاناة السوريين.
وقال موظف آخر طلب عدم ذكر اسمه، لـ"المدن"، أنه لا يمتلك مصدر دخل آخر باستثناء عمله في المنصة، مؤكداً أن البدائل مثل الحصول على وظيفة في المؤسسات الصحافية الأخرى غير متاحة بسبب انعدام شبه كامل للفرص نتيجة قطع التمويل عن معظم المنصات.
إلى ذلك، أرجع الصحافي السوري منار عبد الرزاق توقف المنصات السورية المعارضة إلى "تغير الخريطة السياسية في المنطقة، خصوصاً تنامي ملف التطبيع مع النظام السوري" إقليمياً.
وأضاف عبد الرزاق في حديث مع "المدن" أن ملف التطبيع انعكس على المؤسسات التي تتلقى تمويلاً من رجال أعمال موجودين في المنطقة، خصوصاً في الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أن "خفض المنظمات الداعمة للمنح إلى ما دون 50% انعكس سلباً على الكوادر العاملة في الشق الإعلامي".
وأشار عبد الرزاق إلى أسباب أخرى، من بينها الحرب الأخيرة على غزة، والوضع في أوكرانيا، وهو ما يعني بشكل تدريجي انسحاب أجزاء كبيرة من الدعم الذي كان يصرف على الملف السوري إلى الملفين المستجدين على الساحة.
وسبق توقف "بلدي نيوز" إعلان قناة "أورينت" رسمياً إيقاف عملها "بعد محاولات عديدة وجهود كبيرة طيلة الأشهر الماضية لتجاوز الضغوط القاسية التي تمر بها"، بحسب بيان الإغلاق المنشور يوم الثلاثاء الماضي، والذي أشار إلى أن الظرف المختلف الذي تمر به القناة ويضيق المقام بذكره أدى إلى استحالة استمرارها جملة وتفصيلاً.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها