الجمعة 2023/11/24

آخر تحديث: 17:26 (بيروت)

"بلدي نيوز" تنضم إلى الإعلام السوري البديل المتعثر

الجمعة 2023/11/24
"بلدي نيوز" تنضم إلى الإعلام السوري البديل المتعثر
increase حجم الخط decrease
قال صحافيون من داخل شبكة "بلدي نيوز" المعارضة للنظام السوري، أنهم تبلغوا قرار إيقاف الشبكة من دون أسباب واضحة، ما خلق صدمة في ظل تقلص خيارات التوظيف الصحافي وندرة فرص العمل.


وقال مصعب الياسين أحد موظفي الشبكة ومن أوائل العاملين فيها، في حديث مع "المدن" أن بداية تقلص تمويل "بلدي نيوز" كانت مع جائحة "كورونا" حيث تم الاستغناء عن قسم من الموظفين وتخفيض الرواتب، مضيفاً أن من تبقى من الموظفين يعملون منذ تلك الفترة برواتب منخفضة، ولكنها كانت تكفل الحصول على مستوى معيشي مقبول. مؤكداً أن الجهة الممولة أبلغتهم اليوم بوقف الدعم المالي وقرار إيقاف الشبكة.


وانطلقت "بلدي نيوز" العام 2015، وساهمت في تسليط الضوء على قضايا عديدة أبرزها ملف الفساد في مناطق النظام "وكان لها دور كبير في تغيير حياة الكثيرين وعرت النظام وفضحت فاسديه مما ساهم في إقالة عدد من مسؤولي النظام" بحسب منشور للمعارض السوري أيمن عبد النور في منصة "إكس".

وكانت المنصة تحصل على تمويلها من رجل الأعمال السوري المقيم في قبرص، ثابت عبارة، الذي يدير "اتحاد السوريين في المهجر"، بحسب مصدر مطلع على شؤون المنصة. وأضاف المصدر أن عبارة سار على خطى نظيره غسان عبود مالك شبكة "أورينت"، في وقت انتشرت فيه تقديرات بين السوريين بوجود رسائل إقليمية وجهت لهما لإغلاق منصتيهما، في وقت باتت فيه تلك المنصات تشكل عبئاً مالياً على مالكيها مع غياب أي رؤية مستقبلية للواقع السوري الكارثي.

ولم ينشر عبارة أي بيان يخص توقف الشبكة عبر صفحته الرسمية في "فايسبوك"، كما لم تنشر المنصة بيان إغلاقها حتى الآن. لكن موظفين عديدين من الشبكة نشروا تدوينات في "فايسبوك" أكدوا فيها قرار التوقف.



ومثل بقية الصحافيين الذين يغطون مناطق النزاع في سوريا، يعتمد موظفو "بلدي نيوز" على المستحقات المالية البسيطة التي يوفرها لهم العمل الصحافي لإعالة أسرهم بالتوازي مع العناية بأسر أخرى مقربة منهم، لأن الصحافي في الداخل السوري يكون غالباً مكلفاً بإعالة أسر عديدة.

وحول المصير المعيشي المظلم، علق الياسين: "الخبر الذي نزل علينا كالصاعقة يجعلنا في حيرة، حيث لا نعلم كيف سنتدبر أمورنا المعيشية وكيف ستصبح الحياة مستقبلاً من دون عمل أو مدخول مالي، في منطقة نزاع تجتاحها موجات الغلاء وتعاني عدم الاستقرار والنزوح المستمر المكلف جداً".

ولا يخفي الياسين توجسه من أن يكون إغلاق المنصات المعارضة مخططاً لإسكات أصوات المعارضين للنظام السوري، مرجحاً استكمال إغلاق ما تبقى من المنصات القليلة الناشطة ضمن نهج متنام لإيقاف المنابر التي تنقل معاناة السوريين.

وقال موظف آخر طلب عدم ذكر اسمه، لـ"المدن"، أنه لا يمتلك مصدر دخل آخر باستثناء عمله في المنصة، مؤكداً أن البدائل مثل الحصول على وظيفة في المؤسسات الصحافية الأخرى غير متاحة بسبب انعدام شبه كامل للفرص نتيجة قطع التمويل عن معظم المنصات.



إلى ذلك، أرجع الصحافي السوري منار عبد الرزاق توقف المنصات السورية المعارضة إلى "تغير الخريطة السياسية في المنطقة، خصوصاً تنامي ملف التطبيع مع النظام السوري" إقليمياً.

وأضاف عبد الرزاق في حديث مع "المدن" أن ملف التطبيع انعكس على المؤسسات التي تتلقى تمويلاً من رجال أعمال موجودين في المنطقة، خصوصاً في الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أن "خفض المنظمات الداعمة للمنح إلى ما دون 50% انعكس سلباً على الكوادر العاملة في الشق الإعلامي".

وأشار عبد الرزاق إلى أسباب أخرى، من بينها الحرب الأخيرة على غزة، والوضع في أوكرانيا، وهو ما يعني بشكل تدريجي انسحاب أجزاء كبيرة من الدعم الذي كان يصرف على الملف السوري إلى الملفين المستجدين على الساحة.

وسبق توقف "بلدي نيوز" إعلان قناة "أورينت" رسمياً إيقاف عملها "بعد محاولات عديدة وجهود كبيرة طيلة الأشهر الماضية لتجاوز الضغوط القاسية التي تمر بها"، بحسب بيان الإغلاق المنشور يوم الثلاثاء الماضي، والذي أشار إلى أن الظرف المختلف الذي تمر به القناة ويضيق المقام بذكره أدى إلى استحالة استمرارها جملة وتفصيلاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها