الأحد 2023/11/19

آخر تحديث: 10:54 (بيروت)

إغلاق"أورينت"رسمياً مطلع العام المقبل..نكسة للاعلام السوري البديل

الأحد 2023/11/19
إغلاق"أورينت"رسمياً مطلع العام المقبل..نكسة للاعلام السوري البديل
increase حجم الخط decrease
قبل أن تحتفل بالذكرى الخامسة عشرة على انطلاقتها مطلع شباط/فبراير القادم، جاء تسريب قرار إغلاق قناة "أورينت" صادماً لقرابة 90 موظفاً في التلفزيون الذي حمل لواء "معارضة النظام السوري"، بالتوازي مع أولى شرارات ثورة آذار/مارس 2011، وتحوّل لاحقاً الى تلفزيون مثير للجدل. 

ومع أن قرار الإغلاق لم يعلن حتى الآن بشكل رسمي على منصات القناة، إلا أن صحافيين من داخل القناة أكدوا صحة القرار، وقال موظفون لـ"المدن" إن التوقف التام للقناة والموقع الالكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي وراديو "أورينت"، سيتم بشكل رسمي في نهاية هذا العام.

وقال الصحافي في القناة محيي الدين عبد الرزاق لـ"المدن" إن القرار إتُخذ بعد اجتماع مديري الأقسام ورئيس التحرير مع مالك القناة غسان عبود، لافتاً الى ان مديري الاقسام أبلغوا الموظفين في "أورينت" بالقرار، فضلاً عن إبلاغ المراسلين.

وأشار إلى عدم وجود "تفاصيل واضحة حول سبب الإغلاق الذي تلقيناه كالصاعقة وكان صادماً للجميع بسبب آنيته وطريقة اتخاذه بشكل مفاجئ"، مؤكداً أن "الإغلاق سيكون شاملاً وسيتم تسيير العمل حتى مطلع العام المقبل حيث سيتم الإعلان الرسمي عن الأمر، حسبما أخبرنا مديرو الأقسام وبعض المحررين".

خيارات شبه معدومة

وفي ظل تقلص سوق الصحافة وغياب فرص التوظيف مع الظروف المعيشية الصعبة في تركيا، ليس أمام موظفي القناة أي مستقبل واضح، فالمحطات والمواقع الصحافية المعارضة أو ما يسمى بـ"الإعلام السوري البديل"، تعاني من ضعف التمويل وكثافة طلبات التوظيف والتعاون. 

ويرى الصحافي في "أورينت" يمان دابقي خلال حديث لـ"المدن" أن خيارات ما يقارب 90 موظفاً "ستكون فردية"، ويمكن تلخيصها بـ"التحرّك الفردي للتواصل والبحث مع بقية المحطات المتوفرة ضمن اسطنبول والمواقع الصحافية الأخرى". 

ويضيف أن "الظروف صعبة جداً بسبب ندرة عدد فرص العمل"، مؤكداً أن هذه "الفرص الآنية غير موجودة، إضافة إلى أن الشتاء القادم على الأبواب  يجعل الأزمة مضاعفة". 
ويقول محيي الدين عبد الرزاق إن "عشرات الصحافيين والفنيين الآن بلا عمل وبدون فرص في ظل الوضع الراهن في تركيا والتضخم غير المسبوق". ويضيف: "صراحة وُضِعنا في موقف لا نُحسد عليه، ولا نعلم كيف سنتدبر أمورنا ونؤمن مستلزمات عائلاتنا". 

تفاعل وتعاطف
وبالرغم من الاختلاف حول سياسات القناة وتقلباتها، عبّر سوريون معارضون عن أسفهم من سماع خبر الإغلاق. وذكرت تدوينات في فايسبوك أن القناة كانت منذ الساعات الأولى للثورة "لسان حال السوريين الثائرين على القمع والتمييز الطائفي"، يُضاف إلى ذلك "دورها في تعرية جرائم ميليشيات الأسد وعناصر مخابراته وكشف الكثير من المخططات الدولية"، وأيضاً "في كشف الكثير من الحقائق التي يمر بها اللاجئون السوريون في دول اللجوء". 

وبينما لم يخف بعض النشطاء تعارضهم مع توجه القناة، إلا أنهم عبروا عن تعاطفهم الكبير مع العاملين في القناة الذين "سيكونون في نهاية العام كحد أقصى بدون عمل، يعني 80 عائلة في تركيا ستكون دون مصدر رزق، وخلفها بالتأكيد عشرات العائلات في المدن السورية والمخيمات". 

وحضر خبر إغلاق "أورينت" في الإعلام الموالي الذي نقل الخبر عن تدوينات صحافيي القناة في فايسبوك، مكتفياً بالتذكير بأن "قناة أورينت المعارضة  تعتبر أول قناة سوريّة تستضيف مسؤولاً في قوات الاحتلال الإسرائيلي"، وفقا لموقع "سناك سوري". 

ويتابع الموقع بأن القناة مع "بداية الأزمة عام 2011، اتخذت موقفاً معارضاً للسلطات السورية، قبل أن تحوّل خطابها لخطاب بث الكراهية والفتنة، خصوصاً لناحية التحريض الطائفي، كما يقول العديد من الناشطين". بينما نشر موقع "أثر برس" المقرب من إيران خبر إغلاق القناة من دون أي تعليق. 

شركة مساهمة

وعقب تداول خبر الإغلاق، قدم "تيار المستقبل السوري" مقترحاً "على كادر "أورينت" من الشابات والشبان أن ينتقلوا بقناة أورينت وبالتنسيق مع مالكها إلى جعلها شركة مساهمة تكون ملكاً للشعب السوري". وقال التيار إنه يضع كافة إمكانياته ومكاتبه لدعم كادر أورينت، داعيا الكُتَّاب والباحثين في القناة للاستفادة من موقعه الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به. 

وتتلخص فكرة تحويل القناة إلى شركة مساهمة بأن يشارك كل السوريين في دعم وتمويل صحافيي القناة التي تتحول إلى الاستثمار الشعبي عبر أسهم يشتريها مواطنون عاديون. 
وتعليقاً، يعتبر يمان دابقي طرح "تيار المستقبل" في اطار "مبادرة تؤخذ بالمنحى الايجابي من ناحية المبدأ كبادرة حسن نية من منطلقات الحرص والمحافظة على الكوادر والاستفادة من خبراتهم"، لكن من الناحية العملية "لن يلقى المقترح أي آذان صاغية بسبب ارتباط كل الأمور بشخص مالك القناة"، موضحاً أنه "لا أحد يعلم ماذا سيفعل بهذه المنصات مستقبلاً". 

انطلقت قناة "أورينت" لمالكها رجل الأعمال السوري غسان عبود في العام 2009، حيث بدأت بثها في إمارة دبي باسم "تلفزيون المشرق". وفي ربيع 2020 أوقفت بثها التلفزيوني الفضائي وانتقل مقر إدارة تحريرها من المنطقة الحرة في دبي إلى مكاتبها في اسطنبول. 
ومنذ بداية الثورة، كان للقناة حضور كبير في تغطية المظاهرات والأحداث، كما تميزت بجرأتها في التعاطي مع ملفات عديدة، ما عرضها لاتهامات من قبيل نشر الكراهية والطائفية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها