طوفان الأقصى:مراقبة امدادات النفط والملاذ الآمن في اسواق الذهب

 يراقب المستثمرون عن كثب أحداث الشرق الأوسط لتقدير انعكاس المخاطر الجيوسياسية على الأسواق والاستثمار في أصول آمنة، ومن المتوقع أن يؤدي ارتفاع هذه المخاطر إلى زيادة الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب والدولار، وزيادة الطلب على سندات الخزانة الأمريكية. و يقول محللون نفطيون إنه لم تتعطل إمدادات النفط حتى الآن بسبب الصراع في الشرق الأوسط، في حين تراقب أسواق النفط الإغلاق الاحترازي لبعض حقول الغاز في أعقاب ارتفاع المخزونات، وبعد التعليقات الأكثر تشددا من المتحدثين باسم بنك الاحتياطي الفيدرالي. ولقد زادت مخزونات النفط الخام الأمريكية بنحو 12.9 مليون برميل، نقلا عن أرقام معهد البترول الأميركي .

و من المتوقع أن تطال عملية "طوفان الأقصى" أسواق العملات فلقد ارتفع الدولار والين الياباني اللذان يعتبران الملاذين الآمنين للاسواق وقفزت أسعار النفط في الأسواق العالمية  في أولى جلسات التداول منذ اندلاع الحرب مطلع الأسبوع الجاري، إذ يخشى المتعاملون أن يؤدي التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة إلى صراع أوسع تتورط فيه إيران وربما الولايات المتحدة، لتتسع رقعة المخاطر الجيوسياسية التي تحيط بالأساس بأسواق الطاقة التي تئن بالفعل تحت وطأة تخفيضات إمدادات مجموعة "أوبك+" وانخفاض المخزونات عالمياً.


اسواق النفط
وقد ارتفعت أسعار النفط وسندات الخزانة وانخفضت عقود الأسهم الأمريكية . تجدر الاشارة الى أن منطقة الشرق الأوسط  موطن لنحو ثلث إمدادات الخام الإجمالية عالميا. ولقد تسببت الصراعات المسلحة في الشرق الأوسط تاريخياً في تحركات حادة لأسعار النفط. وجاء الارتفاع في أسعار النفط ليعكس مسار الاتجاه النزولي الأسبوع الماضي والذي شهد أكبر انخفاض أسبوعي منذ آذار/ مارس، حيث تراجع برنت 11 بالمئة وهبط خام غرب تكساس أكثر من 8 بالمئة وسط مخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة وتأثيرها على الطلب العالمي.

ومع ظهور تداعيات الصراع بشكل فوري على الأسواق المالية العالمية، كان للنفط النصيب الأبرز من التحركات وسط مخاوف بشأن تضرر محتمل للإمدادات في سوق يشهد بالفعل نقصًا للمعروض و تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت رقعة الصراع في الشرق الأوسط ستتسع لتشمل إيران بشأن المساعدة في هجوم "طوفان الأقصى".
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر قولها إن مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط للهجمات الأخيرة في الأراضي المحتلة، لكن مسؤولين أميركيين أشاروا إلى عدم وجود أي دليل على تورط طهران في الأمر. و يتوقع المحللون أن يؤدي اتساع نطاق الصراع ليشمل طهران إلى ارتفاع أسعار النفط بما يتراوح بين 5 إلى 10 دولارات مع مرور 40% من الصادرات العالمية من النفط عبر مضيق هرمز. الا أن وكالة الطاقة الدولية أكدت في تقريرها الشهري "إن النزاع الدموي الذي تفجر مؤخرا بين حماس وإسرائيل، لم يتسبب في تداعيات مباشرة على الإمدادات النفطية العالمية، وأكدت أنه في الوقت الراهن يبقى احتمال تأثيره على صادرات النفط "محدودا". لكنها حذّرت على الرغم من ذلك بأنها ستبقي على "استعدادها للتصرف عند الضرورة لضمان إمدادات كافية للأسواق". وتوقعت وكالة الطاقة أن يقارب متوسّط إنتاج النفط العالمي 101,3 مليون برميل في اليوم في الفصل الرابع من السنة "ما لم تحصل بلبلة غير متوقعة".

و ارتفعت أسعار النفط بنحو 4% في اول ايام القتال وارتفع خام برنت القياسي تسليم شهر ديسمبر بنحو 5% خلال التعاملات ليلامس مستوى 89 دولارًا للبرميل، قبل أن يغلق مرتفعًا 4.2% عند 88.15 دولار.

أسواق الذهب
سجلت أسعار الذهب زيادة كبيرة منذ ايار/ مايو بفعل زيادة الطلب عليها وحقق المعدن الثمين ارتفاعًا يصل إلى 1.7٪ يوم الاثنين مع تفاقم حالة عدم اليقين السياسي في أنحاء الشرق الأوسط و بفعل التصريحات الحذرة الصادرة عن كبار مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) عن الدولار وعوائد السندات. و ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها في أسبوعين مع تعثر الدولار وعوائد سندات الخزانة قبيل تقرير التضخم الأميركي المنتظر بفارغ الصبر، الذي قد يلقي بعض الضوء على النهج الحذر الذي يتبعه مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) تجاه أسعار الفائدة.
ويعدّ الذهب من أهم المعادن الثمينة مقارنة بالعملات المعدنية، أو أنواع الأصول الأخرى، ويتمتع بمكانة مميزة في الاقتصاد العالمي، ولذلك يستخدمه المستثمرون وسيلة للتحوط من التضخم، أو لمواجهة أزمات كبيرة.


أسواق الأسهم
ارتفعت معظم أسواق الأسهم في منطقة الخليج الخميس، بدعم من ارتفاع أسعار النفط، اما خارج منطقة الخليج، ارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية 1.7%
وحسب تقرير لرويترز، أغلق مؤشر أسهم تل أبيب الرئيسي في اليوم ألأول من الهجوم منخفضاً بنحو 7% مع تراجع أسهم البنوك بنسبة 9% مع مبيعات بلغت 2.2 مليار شيكل (573 مليون دولار)، وانخفضت أسعار السندات الحكومية بنسبة 3% في رد الفعل الأولي للسوق فجولات التصعيد العسكري غالباً ما يكون لها تأثير على أداء البورصة الإسرائيلية، نظراً لاعتماد أكبر قطاعين في السوق وهما البنوك وتكنولوجيا المعلومات، في إيراداتها على الأسواق الخارجية، وليس على السوق المحلية. انخفض مؤشر تل أبيب 35 بنسبة 6.47%، ومؤشر تل أبيب 125 بنسبة 6.69%، وتل أبيب 90 بنسبة 7.86%. وانخفض مؤشر عقارات تل أبيب بنسبة 9.48%، ومؤشر البنوك بنسبة 8.7%.

وحتى قبل هجمات "طوفان الأقصى"، كانت حالة الاقتصاد الإسرائيلي قد وصلت إلى المنعطف الحرج، في ظل تأكيد وكالة "ستاندرد آند بورز" إن دورة الأعمال في إسرائيل انتقلت من فترة الازدهار إلى فترة الركود. ففي حين نما الاقتصاد الإسرائيلي بأكثر من 15% في الفترة بين 2022-2021، وبمتوسط معدل 7.5% سنوياً، فإن معدل النمو يتراجع الآن إلى 3%، وتشير توقعات الوكالتين إلى اتجاه تنازلي للنمو.