الأربعاء 2023/10/11

آخر تحديث: 15:26 (بيروت)

تقييم سلبي للاقتصاد الإسرائيلي وخشية من صراع عالمي

الأربعاء 2023/10/11
تقييم سلبي للاقتصاد الإسرائيلي وخشية من صراع عالمي
يتوقع أن يتكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة (Getty)
increase حجم الخط decrease
حتى قبل عملية "طوفان الأقصى"، كانت العديد من وكالات التصنيف تنظر سلباً إلى أداء الاقتصاد الإسرائيلي في ظل حكم بنيامين نتنياهو. أما الشيكل فهو ليس بأفضل حال. إذ أنه يتدحرج إلى أضعف مستوياته منذ سنوات. واليوم تدرس أكثر من وكالة تصنيف ائتماني دولية مراجعة تقييم الاقتصاد الإسرائيلي، في أعقاب هجمات "طوفان الأقصى". ولا يزال الاقتصاد الإسرائيلي تحت تأثير تداعيات الإضرابات التي رافقت تعديلات قضائية أقرها الكنيست منذ أشهر. وسجلت الاستثمارات الأجنبية انخفاضاً كبيراً في الربع الأول من 2023 بلغ 60%، مقارنة بالمتوسط ​​في كل من الربعين الأولين لعامي 2020 و2022.
قد يكون من السابق لأوانه تقييم الأضرار الناجمة عن "طوفان الأقصى"، إلا أن الضرر الاقتصادي سيكون واضحاً، وستتحدد درجة تداعياته مع تطور الأحداث. ومن المؤكد أن المصالح الاقتصادية ستتعطل بالكامل جنوب إسرائيل، وربما تل أبيب نفسها، تحت تأثير الضربات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية.

وحسب تقرير "ماركتس ووتش الأميركية"، تجتمع وكالة موديز للتصنيف الائتماني في أقل من أسبوع، لتحديد التصنيف الائتماني الجديد لإسرائيل. وستقرر الوكالة في الاجتماع، ما إذا كانت ستخفض التصنيف الائتماني. وهو الاحتمال الذي لم يكن مطروحاً على الطاولة حتى الساعة. كما أن وكالة "ستاندرد آند بورز" كانت تعكف على إصدار تقييم مماثل للاقتصاد الإسرائيلي. ويتوقع البنك المركزي نمواً بنسبة 3% في عامي 2023 و2024. وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن يتباطأ الاقتصاد الإسرائيلي إلى 2.9% في 2023 من نسبة 3% التي كانت متوقعة، وإلى 3.3% في 2024 من 3.4% سابقاً.
بنك إسرائيل أشار إلى الحرب التي استمرت 50 يوماً مع مقاتلي حماس في غزة عام 2014، تسببت في خسائر قدرها 3.5 مليارات شيكل، أو 0.3% من الناتج المحلي الإجمالي.

المنعطف الحرج
وحسب تقرير لـ"رويترز"، أغلق مؤشر أسهم تل أبيب الرئيسي في اليوم ألأول من الهجوم منخفضاً بنحو 7% مع تراجع أسهم البنوك بنسبة 9% مع مبيعات بلغت 2.2 مليار شيكل (573 مليون دولار). وانخفضت أسعار السندات الحكومية بنسبة 3% في رد الفعل الأولي للسوق. فجولات التصعيد العسكري غالباً ما يكون لها تأثير على أداء البورصة الإسرائيلية، نظراً لاعتماد أكبر قطاعين في السوق وهما البنوك وتكنولوجيا المعلومات، في إيراداتها على الأسواق الخارجية، وليس على السوق المحلية.
انخفض مؤشر تل أبيب 35 بنسبة 6.47%، ومؤشر تل أبيب 125 بنسبة 6.69%، وتل أبيب 90 بنسبة 7.86%. وانخفض مؤشر عقارات تل أبيب بنسبة 9.48%، ومؤشر البنوك بنسبة 8.7%، بينما تأخر افتتاح البورصة صباح الثلاثاء 10 دقائق بسبب الانخفاض الكبير قبل التداول. وليس من المستبعد أن تغلق البورصة الإسرائيلية أبوابها في حال استمرت بالهبوط، ويتوقع أن يتكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة لا يمكن حصرها بهذه المرحلة.

أسواق العملات والنفط
ومن المتوقع أيضاً أن تطال عملية طوفان الأقصى أسواق العملات. فقد ارتفع الدولار والين الياباني، يوم الاثنين. في حين أعطى تقرير الوظائف الأميركي القوي العملة الأميركية دفعة أكبر. وقفزت أسعار النفط بالأسواق العالمية، في أولى جلسات التداول منذ اندلاع الحرب مطلع الأسبوع الجاري. إذ يخشى المتعاملون أن يؤدي التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة إلى صراع أوسع تتورط فيه إيران وربما الولايات المتحدة، لتتسع رقعة المخاطر الجيوسياسية التي تحيط بالأساس بأسواق الطاقة، التي تئن بالفعل تحت وطأة تخفيضات إمدادات مجموعة "أوبك+" وانخفاض المخزونات عالمياً. كما واصلت أسعار الذهب ارتفاعها يوم الثلاثاء، غداة تحقيق مكاسب حادة بفعل تزايد حالة عدم اليقين في السوق. إذ أثرت التصريحات الحذرة الصادرة عن كبار مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) على الدولار وعوائد السندات.

وحتى قبل هجمات "طوفان الأقصى"، كانت حالة الاقتصاد الإسرائيلي قد وصلت إلى المنعطف الحرج، في ظل تأكيد وكالة "ستاندرد آند بورز" إن دورة الأعمال في إسرائيل انتقلت من فترة الازدهار إلى فترة الركود. ففي حين نما الاقتصاد الإسرائيلي بأكثر من 15% في الفترة بين 2022-2021، وبمتوسط معدل 7.5% سنوياً، فإن معدل النمو يتراجع الآن إلى 3%، وتشير توقعات الوكالتين إلى اتجاه تنازلي للنمو.

النشاط الاقتصادي
وحسب التقديرات الأولية لوزارة المالية الإسرائيلية، بلغت الأضرار التي لحقت بالممتلكات نتيجة اليوم الأول لـ"طوفان الأقصى" أكثر من 30 مليون دولار، حسب ما أوردت صحيفة يديعوت أحرونوت. ولحقت بعض الأضرار بالممتلكات والمباني العامة، مثل تدمير مركز الشرطة في "سديروت" وإلحاق أضرار جسيمة بمعبر بيت حانون "إيرز"، علاوة على تضرر أكثر من 100 مبنى جراء الصواريخ وإطلاق النار، ومئات المركبات المدنية. وتلقت سلطة الضرائب الإسرائيلية في اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى" حوالى 1200 إخطار بالأضرار، تسلم حوالى 700 منها مركز الاتصال في عسقلان (أشكلون)، والباقي في مركز الاتصال في منطقة تل أبيب.

على صعيد حركة السفر، قالت شركة "دلتا إيرلاينز" الأميركية، إن الرحلات الجوية من إسرائيل إلى نيويورك وأتلانتا ألغيت حتى يوم الاثنين المقبل، بينما قالت شركة "يونايتد إيرلاينز"، إن "العمليات المستقبلية في مطار تل أبيب سيتم تعليقها حتى تسمح الظروف باستئنافها". وقالت شركة طيران الهند إن الرحلات الجوية من وإلى تل أبيب ستظل معلقة حتى 14 تشرين الأول الجاري. في السياق نفسه، قالت شركة أركيا المنافسة الصغرى لشركة يونايتد إيرلاينز إنها تقوم برحلات من أثينا لإعادة الإسرائيليين الذين يقضون إجازة إلى وطنهم.
وقالت شركة Nvidia، أكبر صانع للرقائق المستخدمة في الذكاء الاصطناعي والرسومات الحاسوبية في العالم، إنها ألغت قمة الذكاء الاصطناعي المقرر عقدها الأسبوع المقبل في تل أبيب، حيث كان من المقرر أن يتحدث فيها الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ. ورفضت شركة إنتل الأميركية، أكبر شركة توظيف في إسرائيل، تحديد ما إذا كان إنتاج الرقائق قد تأثر بالهجمات. وقال متحدث باسم الشركة: "نحن نراقب الوضع في إسرائيل عن كثب ونتخذ خطوات لحماية ودعم موظفينا".
كما تم إغلاق المدارس ومنحت العديد من الشركات إجازات للموظفين، وأغلقت معظم المتاجر باستثناء محلات السوبر ماركت والصيدليات.

النفط والغاز
توقف تدفق الغاز من حقل "تمار"، بسب ما أفادت صحيفة "كلكليست" التي تعنى بالشؤون الاقتصادية. وتلجأ إدارة الحقل الموجودة قبالة شاطئ عسقلان إلى إيقاف التدفق للغاز خلال الأحداث الأمنية الحساسة، وفق تعليمات وزارة الطاقة التي تستقبلها من وزارة الأمن الإسرائيلية. وانخفض مؤشر الغاز والنفط في البورصة، الأحد، بنسبة 9.2%، بفعل مخاوف من تصعيد أيضاً على الجبهة الشمالية مع لبنان. الأمر الذي من شأنه تعريض الاحتياطيات في حقول الغاز قبالة سواحل البلاد إلى الخطر.

ماذا عن الشيكل؟
وتوقع محللون ووسطاء أن يتراجع الشيكل إلى أدنى مستوياته خلال 7 سنوات سجلها الخميس الماضي، عندما وصل سعر الدولار الواحد 3.88 شيكل في التداول المستمر. وسيؤدي المزيد من ضعف الشيكل وتراجعه أمام الدولار والعملات الأجنبية إلى ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة في الأيام المقبلة، مما سيزيد من حاجة بنك إسرائيل إلى رفع أسعار الفائدة في 23  تشرين الأول الحالي، بنسبة 0.25% أخرى، لتصل إلى 5%، وفقا لتقديرات مراسل شؤون الاقتصاد في صحيفة "هآرتس".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها