الأربعاء 2018/05/23

آخر تحديث: 12:56 (بيروت)

ساموراي وقُبلة القاتل في سبعينية "لوكارنو" البيروتية

الأربعاء 2018/05/23
ساموراي وقُبلة القاتل في سبعينية "لوكارنو" البيروتية
"سايا ساموراي" لهيتوشي ماتسوموتو.. كوميديا تقلب توقعات معالجة السينما اليابانية لصورة الساموراي.
increase حجم الخط decrease
تحيي جمعية ميتروبوليس في بيروت، احتفال سبعينية مهرجان لوكارنو السينمائي، بعروض في متحف سرسق من 23 أيار الجاري حتى 25 منه، ثم في صالة ميتروبوليس - صوفيل من 26 حتى 28. 

منذ العام 1946 والمهرجان السويسري يتفرّد بين المهرجانات الأوروبيّة المرموقة في تقديم التجارب السينمائيّة الأكثر راديكالية في التجريب والتشكيل السردي المتخيّل والتسجيلي. بداية الإكتشافات اللوكارنيّة الكبرى، كانت العام 1948 بتكريم فيلم "ألمانيا العام صفر" للمخرج روبيرتو روسوليني، الفيلم-الصرح، الذي أطلق سينما الواقعيّة الجديدة نحو الشاعريّة الكبرى. وتتابعت تصريحات المهرجان الداعمة للتجديد الفنّي، فكان على لائحة الفائزين عدد كبير من روّاد السينما الراديكاليّة، مثل غلوبر روكا، راوول رويز، ألبير سيرا، وانغ بينغ، فيليب غرانريو، بيدرو كوستا وف. ج. أوسانغ.

تنطلق العروض البيروتية، مساء اليوم الأربعاء 23 آيار/مايو الجاري، بعرض في باحة متحف سرسق المفتوحة لفيلم "كيلرز كيس"(قُبلة القاتل) للمخرج الأميركي ستانلي كوبريك، الحائز جائزة أفضل مخرج في المهرجان العام 1959. دراما مدينية تدور في عالمٍ قاتمٍ تتصارع فيه الطبيعة البشريّة الطيبة مع الحياة المدينية الظالمة على طريقة Film Noir أي السينما البوليسية القاتمة. ولهذا الفيلم أهميّة ملحوظة في مسيرة كوبريك السينمائيّة. فمن خلاله أثبت قدراته في خلق تجاذب بين الإداء الطبيعي للممثلين، والتركيب التشكيلي المصطنع في تصوير الحركة والديكور، وهو التشكيل الذي ظلّ سمة أعماله الأولى.



ويتابع المهرجان في متحف سرسق مع "ألمانيا العام صفر" الذي صوّر العام 1947، أي بعد عامين من سقوط آلاف الأطنان من قنابل الحلفاء على جدران برلين وأهلها. يروي الفيلم حال مدينة برلين بعد غزو الحلفاء وتحريرها من النازية، من خلال يوميات الفتى إدموند ابن الـ12 عاماً ومحيطه العائلي. يخرق روبيرتو روسيليني قوانين السينما الواقعية الجديدة، التي كان من روادها، حين يمزج بين أماكن التصوير الحقيقية والتصوير الداخلي في الاستديو، ويخسر دعم الكثير من النقاد ومنظري الواقعية السينمائية، أمثال أندري بازان، لكنه يحظى بمشهد أخير لفيلمه يحمل سقوط البشرية كلها داخل الفتى.

تكتمل العروض المخصصة لمتحف سرسق مساء الجمعة، مع الفيلم الياباني المعاصر "سايا ساموراي"، للمخرج هيتوشي ماتسوموتو، كوميديا تقلب توقعات معالجة السينما اليابانية لصورة الساموراي في مزيج بين الدراما الفكاهية والسلابستيك.



تنتقل العروض، مساء السبت 26 آيّار/مايو، إلى صالة عرض سينما ميتروبوليس، بداية مع الفيلم الأحدث "من دون رب"، للمخرجة البلغارية راليتزا بيتروفا، والذي حاز العام 2016 جائزة النمر الذهبي، وهي الجائزة الأولى في المهرجان. فيلم من طينة الواقعية الاجتماعية التي تطغى على موجة الأفلام البلغارية المتميزة خلال الأعوام الأخيرة، مثل فيلم "أوروك" _2014) و"اتجاهات" (2017). يقتنص الفيلم شذرات من حياة ممرضة تتورط في أعمال غير شرعية، لتوريط المشاهد في جحيم الحياة اليومية البلغارية ما بعد السوفياتية الغائمة بالفساد.

مساء الأحد، يُعرض "أغرب من الفردوس"، الفيلم الأيقونة للسينما الأميركية المستقلة، والحائز الجائزة الكبرى العام 1984. فمن خلال سردية تحملها طباع الشخصيات وهيامها، بدلًا عن الحبكة الدراميّة، استطاع جيم جارموش في فيلمه الثاني هذا، أن يجمع بين نمط أفلام الطريق (Road Movie) الأميركية الأصيلة، وبين التشكيل الأقلّي المتأثّر بأعمال روبير بروسون ويازوجيرو أوزو، والسرح السينمائي في الأعمال الطليعية النيويوركية كأشغال بول موريسي وروبيرت فرانك.



وتختتم الإحتفالية مساء الإثنين 28 أيار/مايو الجاري، بعرض للمخرج السويسري، ألان تانير، الذي دعا المجتمع السويسري إلى التحرّك والتنظير الثوري وشارك مع الكاتب والمنظّر الإنكليزي، جون برجر، في تأليف بعض من أفلامه الأخرى. "شارل حياً أو ميتاً" هو باكورة أعمال تانير، الذي طرح إشارات تتردد في أعماله الأخرى، حيث يقرر الفرد أن يخرج من الجماعة ويراقب مجتمعه من الهامش، محدقاً بآثام المجتمع الصناعي الحديث. وهو من أهمّ الأفلام التي تحضن آمال وأفكار ما بعد انتفاضة أيار/مايو 1968.   
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها