ريف دمشق:استبعاد إغاثة مئات الأسر..بسبب تلاعب الهلال الأحمر بالمساعدات

قال سكان من ريف دمشق ل"المدن" إنهم استبعدوا من تلقي المساعدات الإغاثية الأممية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر المقربة من النظام السوري، ما يجعل مئات العائلات تفقد آخر مصدر متاح للحصول على المواد التموينية، التي تشهد أسعارها ارتفاعاً باهظاً يتجاوز القدرة الشرائية للنسبة الأكبر من المواطنين.

وبحسب ستة مصادر أهلية تحدثت ل"المدن" من داريا والكسوة ودوما وهي مناطق عرفت عقب تهجير قسم كبير من سكانها المعارضين بعد تدميرها، ب"مدن التسويات"، فإن الخطة التي وضعها الهلال الأحمر السوري التي تهدف إلى غربلة متلقي المساعدات الإغاثية "كانت مجحفة بحق سكان هذه المدن".

وأكد ثلاثة أشخاص أن اللجنة التي شكلتها "مبادرة أهل الشام" بالتعاون مع الهلال الأحمر لم تزر منازلهم خلال السنوات السابقة للاطلاع على الواقع المعيشي وتقييم احتياجاتهم، ولفتوا إلى أنهم فوجئوا من حرمانهم من السلة الإغاثية بعد شطب أسمائهم من السجلات بحجة اكتفائهم المادي.

وقال شخص آخر ل"المدن" إن اللجنة استبعدته من السجلات الإغاثية بذريعة كونه موظفاً حكومياً، علماً أن الراتب الحكومي الذي يتقاضاه لا يكفي لدفع إيجار الشقة السكنية التي يعيش فيها بعد تدمير بيته خلال المعارك السابقة.

وذكر مصدر خامس أن اسمه لم يشطب من السجلات لكنه مع ذلك لم يستلم مخصصاته الإغاثية منذ ستة أشهر أو أكثر، لافتاً إلى أن فرع الهلال الأحمر يتذرع بعدم توفر المواد التموينية حتى بداية العام القادم. بينما أكد المصدر السادس أن اللجنة قررت منحه سلة إغاثية كل ثلاثة أشهر بالرغم من حاجته إلى سلة على الأقل كل شهر.

وتتألف مبادرة أهل الشام من أكثر من 40 جمعية محلية يمولها تجار وصناعيون من دمشق، وتشرف عليها لجان محلية ومخاتير، وتتعاون معها منظمات دولية مثل مفوضية اللاجئين والهلال الأحمر وبرنامج الأغذية العالمي والمجلس الدنماركي ومنظمات أخرى. وفقاً لموقع صوت العاصمة المعارض.

ولقي استبعاد مئات العائلات من الدعم الإغاثي الدولي صدى في الإعلام الموالي حيث ذكر موقع "أثر برس" أن الدراسة التي أجرتها مبادرة أهل الشام "لم تكن دقيقة وتم حذف الكثير من العائلات التي يعد وضعها تحت خط الفقر".

ونقل الموقع عن أحد أعضاء شعبة الهلال الأحمر بريف دمشق أنه "تم تصنيف العائلات بحسب الوضع الاقتصادي لكل عائلة، وبناءً على ذلك تم تقسيمها إلى مستوى حاد يعطى كرتونة غذائية كل شهر، ومستوى فوق المتوسط يعطى كرتونة كل شهرين ومستوى متوسط يعطى كرتونة كل ثلاثة أشهر، ودون ذلك تم حذف اسمه بشكل كامل".

سرقة مباشرة
وتعد المساعدات الإنسانية مصدراً مالياً كبيراً للنظام حيث يعمل على تجييرها وتقوم الجهات المتنفذة المتعاونة مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بسرقة قسم كبير منها.  

وأكد مصدر يعمل في توزيع المواد الغذائية في الهلال الأحمر السوري ل"المدن" أن الموظفين العاملين في المجال الإغاثي يحصلون على سلل تموينية خارج السجلات، مشيراً إلى تزايد عدد السرقات من هذا النوع، ما يفسر استبعاد الأسر الفقيرة من المساعدات.

وتعليقاً، يقول المنسق الإغاثي مأمون سيد عيسى ل"المدن" إن النظام السوري "تفنن في مجال سرقة المساعدات الأممية وهو يمتلك طرقاً عديدة لتجييرها". ويضيف أن النظام زود الأمم المتحدة بأرقام غير حقيقية حول حصيلة تتجاوز 3 ملايين نازح، وعدد سكان يقيمون في مناطق سيطرته يفوق ال13 مليوناً.

ويؤكد سيد عيسى أن الأمم المتحدة غير قادرة على إجراء إحصائيات دقيقة بسبب الوضع الأمني، ما يجعل النظام يتلاعب بأعداد السكان ويحصل على نصيب كبير من المساعدات الدولية.

ويلجأ النظام إلى وسيلة أخرى للاستحواذ على المساعدات من خلال السرقة المباشرة -بحسب سيد عيسى- حيث تفيد التقديرات بتعرض نسبة تتراوح بين 60 وحتى 90 في المئة للسرقة من قبل النظام. كما تتلقى الجمعيات التابعة للنظام مثل الأمانة السورية للتنمية وجمعية البستان كميات ضخمة من المساعدات وتقوم بالاستحواذ عليها، ولا يوجد أحد يستطيع محاسبتها أو مراقبتها كونها تابعة للسلطة.