الجمعة 2023/11/24

آخر تحديث: 11:00 (بيروت)

سوريا:حل فاغنر لم يؤثر على عقود بريغوجين النفطية

الجمعة 2023/11/24
سوريا:حل فاغنر لم يؤثر على عقود بريغوجين النفطية
increase حجم الخط decrease
بعد حلّ شركة فاغنر المملوكة لرجل الأعمال يفغيني بريغوجين في سوريا، بقي مصير شركات التنقيب المقربة من زعيمها يفغيني بريغوجين مثل شركات "فيلادا"، "ميركوري" و"كابيتال" مجهولاً، وسط معلومات عن محاولة تقودها أسماء الأسد، زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد، للاستحواذ على إدارة هذه الشركات التي وقعت عقوداً مع النظام في وقت سابق، بحسب مصدر اقتصادي تحدث ل"المدن". 
وكان مجلس الشعب، أقر نهاية العام 2019، تصديق العقود الموقعة بين وزارة النفط والثروة المعدنية وشركة "ميركوري" التي يملكها رجل الأعمال ديمتري غرين، على حق التنقيب عن البترول وتنميته وإنتاجه في منطقتي البلوك رقم 7 والبلوك رقم 19، الواقعين في الجزيرة السورية.
كما أقر المجلس تصديق العقد مع شركة "فيلادا"، التي يملكها رجل الأعمال أوليك كيريلوف، على حق التنقيب عن البترول وتنميته وإنتاجه في منطقة البلوك رقم 23، في حقل غاز يقع شمال دمشق، ويمتد على مساحة 2159 كيلومتراً مربعاً. 
وفي آذار/مارس 2021، منحت حكومة النظام شركة "كابيتال" محدودة المسؤولية الروسية حقاً حصرياً للتنقيب عن النفط في البلوك البحري رقم واحد في المنطقة الاقتصادية الخالصة للجمهورية العربية السورية في البحر الأبيض المتوسط مقابل ساحل محافظة طرطوس حتى الحدود البحرية الجنوبية السورية اللبنانية بمساحة 2250 كلم٢.

العقود على حالها

ويكشف مدير منصة "اقتصادي" يونس الكريم خلال حديث ل"المدن"، أن أسماء الأسد حاولت خلال لقائها برئيس الاستخبارات الروسية في أثناء زيارتها لموسكو الصيف الماضي، تولي شؤون الشركات الروسية المقربة من فاغنر في سوريا، لكن هذه المحاولة ووجهت برفض روسي مع بقاء هذه الشركات تحت الإدارة الروسية. 
وينفي الكريم ما يتم تداوله حول عودة ملكية بعض الأصول النفطية السورية إلى الدولة مثل حقل حيان، مؤكداً أن جميع العقود التي وقعها النظام مع الشركات الروسية "لا تزال على حالها ولم يتغير فيها أي شيء، وأي فسخ لهذه العقود ينبغي أن ينشر في الجريدة الرسمية. لكن طريقة إدارتها ليست واضحة حتى الآن، نظراً لأن هذه المؤسسات هي شركات خاصة في نهاية المطاف". 
ويلفت إلى محاولة حقيقية من قبل أسماء الأسد لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع روسيا بهدف التوسع في عمليات التنقيب عن النفط والغاز، وللشروع بهذا التوسع تم استيراد معدات تنقيب من شرق آسيا خلال الأسابيع الماضية.

الفسخ مرجح

ويقول مدير البرنامج السوري في "مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية" كرم شعار إنه "من المؤكد أن استثمارات بريغوجين في المجال الأمني والمتمثلة بشركة فاغنر قد انتهت". ويضيف ل"المدن"، أن "الشركة الروسية التي انتقل إليها عناصر فاغنر وهي ريدوت للحماية الأمنية مملوكة من قبل إيغور فيكتوروفيتش بتروف، وللشركة ارتباطات قوية مع الملياردير غينادي تيمشنكو وتعمل في حماية مصالحه في حقل حيان للغاز، وخنيفيس للفوسفات، ومعمل بتروكيماويات حمص". 
ومن الضروري -وفقا لشعار- التمييز بين فاغنر وبريغوجين، لأن عقود التنقيب الروسية التي وقعها النظام ليست ملكاً لفاغنر بل هي عقود لبريغوجين من خلال شركات أخرى.  ويتابع أن صلة زعيم فاغنر بهذه الشركات كانت مخفية، وقد كشفت "فورين بوليسي" صلة بريغوجين بعقد التنقيب الخاص في "بلوك رقم 1" والذي وقعته شركة "كابيتال".
ويرى شعار أن مصير الشركة الأمنية أسهل من تحديد مصير الشركات الأخرى العاملة في مجال التنقيب عن النفط، مرجحاً لجوء روسيا إلى الضغط على بشار الأسد لإجباره على فسخ هذه العقود لارتباطها ببريغوجين، وبالتالي توقيع عقود مشابهة مع شركات أخرى تابعة للكرملين.

حصة بريغوجين

وبالرغم من أن الشركات النفطية الروسية العاملة في مناطق سيطرة النظام لم تكن تابعة ل بريغوجين بشكل مباشر أو مملوكة من قبل قوات فاغنر، لكن قوات فاغنر كانت مسؤولة عن توفير الأمن لهذه الشركات وعن حماية الحقول التي تعمل فيها، وفقاً لحديث الباحث الاقتصادي يحيى السيد عمر ل"المدن". 
ويضيف أن "بريغوجين كان يحصل على نسبة كبيرة من عوائد هذه الشركات، فالتقارير تقول إن حصة بريغوجين من عوائد النفط في سوريا كانت 25%، ما تبلغ قيمته عشرات مليونات الدولارات شهرياً". 
وفي ما يتعلق بتأثير مقتل بريغوجين على مستقبل شركات النفط الروسية، يستبعد السيد عمر حدوث أي تأثير مباشر، "فروسيا دولة مركزية تخضع لحكم بوتين، وهذه الشركات ستعود إيراداتها إما للحكومة الروسية أو لرجال أعمال روسيين آخرين".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها