السبت 2022/03/19

آخر تحديث: 13:01 (بيروت)

سوريا: كلفة السلة الرمضانية تتخطى النصف مليون ليرة

السبت 2022/03/19
سوريا: كلفة السلة الرمضانية تتخطى النصف مليون ليرة
increase حجم الخط decrease


فيما يروج النظام السوري لخطته الرامية الى توفير كافة السلع للمستهلك مع اقتراب شهر رمضان، يستعد السوريون للمزيد من التقشف وشد الأحزمة، بعد أن تضاعف الارتفاع في أسعار السلع بنسبة 100% مقارنة مع أسعارها في رمضان 2021.

وإذا كانت الأسرة المكونة من 6 أفراد تحتاج في رمضان الفائت إلى مبلغ لا يقل عن 250 ألف ليرة سورية لشراء سلة رمضانية مقبولة، فإن المبلغ قد تضاعف خلال الموسم الرمضاني الحالي، حيث يصل سعر مكونات السلة الواحدة التي تكفي لمدة شهر واحد، إلى أكثر من نصف مليون ليرة سورية.

ويؤكد مواطنون من دمشق، بأن أسعار الكيلوغرام الواحد من البرغل والرز والمعكرونة، وهي أصناف تدخل عادة ضمن السلة الرمضانية، وصلت إلى 5500 ليرة، بينما سجل ليتر الزيت النباتي 15 ألف ليرة مع ملاحظة ندرته في الأسواق. كما وصل سعر كيلو السمن النباتي إلى 14 ألف ليرة، وزيت الزيتون 22 ألفاً، وجرة الغاز 11 ألف ليرة على البطاقة الذكية، وأكثر من 150 ألف ليرة في السوق السوداء.

وتوضح هذه الأرقام، حجم التدهور المعيشي الذي يطال السكان، ويتعاملون معه بالتقشف. وتؤكد إحدى السيدات الدمشقيات  لـ"المدن" أن تجهيزاتها مع حلول الشهر الكريم "شبه معدومة"، مضيفة: "اشتريت من كل صنف كيلو غرام واحد لأن السوق لا ترحم". 

بالموازاة، بينما تلمح سيدة دمشقية أخرى إلى أنها ستكتفي بـ"بعض حواضر المنزل كالزيتون والزعتر والزيت على السحور بدل الزبدة والجبن والبيض والحلاوة الطحينية". أما وجبة الإفطار "فستكون متواضعة جدا ودون تدسيم".

إجراءات حكومية غير كافية
ورغم إعلان المؤسسة السورية للتجارة عن نيتها بيع سلة غذائية تحوي مجموعة من السلع الأساسية بأسعار مخفضة خلال شهر رمضان المبارك، إلا أن هذا الإجراء لن يقلص الفارق الواسع بين أسعار السلع اليوم، عن أسعارها خلال السنوات الماضية.

ونقلت صحف النظام عن مدير فرع دمشق في المؤسّسة وسيم معطي قوله إنه يتم تجهيز آلاف السلل الغذائية التي تحتوي على المواد الغذائية والسلع الأساسية للأسرة وبأسعار مخفضة تصل إلى نحو 30 في المئة من سعرها بالسوق، ويتمّ أيضاً تخزين مادة البطاطا لكي يتمّ طرحها خلال شهر رمضان بأسعار مناسبة جداً للمستهلك.

ويعيد مدير الأبحاث في مركز السياسات وبحوث العمليات كرم شعار ارتفاع أسعار السلع في سوريا إلى "مجموعة من العوامل المؤثرة"، تتمثل في "ارتفاع مستوى أسعار الغذاء العالمي، والتأثيرات الناجمة عن زيادة طباعة النظام السوري للعملة الورقية، وزيادة عرضها، فيما يعد الجفاف الذي يضرب البلاد أهم هذه العوامل". 

ويقول شعار، في تصريحات لـ"المدن" إن منظمة الغذاء العالمية أعلنت أن مستوى أسعار الغذاء في العام الماضي كان الأعلى منذ أكثر من عقد، وقد "تسببت مشكلات الشحن، وارتفاع أسعار المحروقات، ثم الحرب الأوكرانية أخيراً، بحدوث هذا الارتفاع لاسيما أسعار القمح والحبوب التي شكلت الحرب في أوكرانيا السبب المباشر لارتفاع أسعارها العالمية".

أما بالنسبة للعوامل الداخلية التي أدت لزيادة أسعار السلع، فيوضح شعار أن وتيرة طباعة العملة المحلية "تسارعت خلال السنوات الثلاث الأخيرة بغرض تمويل إنفاق الحكومة بسبب عدم كفاية مواردها. ويشير الى أن "الجفاف الذي يضرب سوريا حالياً والذي يتوقع أن يحمل تأثيرات كارثية أكثر سوءاً مقارنة بجفاف العام 2006، "سيؤدي إلى تقليص المساحة الزراعية، وبالتالي انخفاض حجم الإنتاج الزراعي".

وحول قيام النظام أخيراً بسلسلة من الإجراءات، بهدف توفير السلع التي تشمل إيقاف سلة من السلع المصدرة، وتوسيع قائمة المواد المستوردة وتمويلها من قبل شركات الصرافة، يرى  شعار أنها ستساعد في توفير السلع للمواطنين، لكنها لن تنجح في كبح الزيادة الكبيرة في الأسعار. لذلك "هي عامل إيجابي لكنه محدود الأثر".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها