يصل عدد مقاتلي مليشيا "حزب الله السوري" في المنطقة الواقعة بين الحدود الإدارية لريف دمشق ودرعا والقنيطرة المعروفة باسم "مثلث الموت" إلى أكثر من 500 عنصر، يتمركزون على خطوط التماس مع قوات المعارضة. و
يتوزع مقاتلو "حزب الله السوري" في مثلث الموت، على نقاط ظهرة حمريت وعيون العلق وسبسبا وتل غرين، بقيادة أسد حيدر. ويرتبط حيدر بشكل مباشر مع القيادي في "حزب الله" اللبناني الحاج أبو عبدالله، المسؤول عن منطقة مثلث الموت، والذي أعطى الأوامر مؤخراً، بالسماح لعائلات المقاتلين السوريين التابعين لـ"حزب الله السوري" باحضار عائلاتهم والسكن في منطقة المثلث.
ووصلت أكثر من 70 عائلة إلى بلدتي دير ماكر وسلطانة، اعتباراً من 21 أيار/مايو، وبدأت عملية إصدار أوراق استملاك بيوت وأراضٍ لهم، في هذه البلدات، بالتزامن مع قيام أجهزة "الدولة" بتوصيل الخدمات الأساسية إلى المنطقة وتأمين الكهرباء والماء. عائلات مقاتلي "حزب الله السوري"، التي وصلت إلى منطقة المثلث، بحسب مصادر "المدن"، جاءت من كفريا والفوعة الشيعيتين في ريف إدلب، ومن مخيم الوفدين، السنّي، في ريف دمشق.
ويقوم الحزب بمساعدة ضباط فرع "الأمن العسكري" في سعسع و"اللواء 90"، باستخراج سندات تمليك "ورقة طابو"، بطرق غير قانونية يغلب عليها التزوير، تشير إلى ملكية العناصر للمنازل والأراضي المقيمين فيها، كهبة لجهودهم. في حين امتنعت الدوائر العقارية والبلديات في تلك البلدات عن اصدار سندات تمليك للأهالي، تثبت ملكيتهم للمنازل والعقارات.
ولـ"حزب الله" مواقع متعددة في القنيطرة ومنطقة المثلث، وقد لجأ إلى تحصين وتعزيز مواقعه، والعمل على انشاء مراكز تدريب له وللمليشيات الإيرانية والسورية الدائرة في فلكه، ضمن منطقة المثلث، بعد استهداف الطيران الاسرائيلي لمركز تدريب له في منطقة نبع الفوار في القنيطرة، في 23 نيسان/إبريل 2017.
وكانت مليشيات شيعية وقوات النظام قد سيطرت على بلدات دير ماكر والهبارية وحمريت وسلطانة وسبسبا في "مثلث الموت"، نهاية شباط 2015، بعد معارك عنيفة مع المعارضة استمرت لأكثر من شهر. وما تزال المعارضة تسيطر على بعض قرى وبلدات المثلث الواقعة في ريف درعا الشمالي وفي ريف القنيطرة.
البلدات التي سيطرت عليها مليشيات النظام في المثلث، كان أهلها البالغ عددهم أكثر من 40 ألف نسمة، قد نزحوا عنها بسبب معارك العام 2015، ومنعوا من العودة إليها. وتشتت النازحون في مناطق المعارضة المجاورة، في المخيمات وقرى ريفي القنيطرة ودرعا. وأهم المخيمات هي عكاشة وبريقة في بلدة بريقة الواقعة على الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، ومخيم الكرامة في بلدة الرفيد، ومخيم الرحمة غربي الرفيد.
ويعاني هؤلاء النازحون من أوضاع انسانية مزرية في المخيمات، التي تفتقد لأبسط مقومات الحياة اليومية، وسط تجاهل المنظمات الدولية، الإغاثية والإنسانية، وتفشي الأمراض والأوبئة بينهم بسبب ندرة وجود المياه الصالحة للشرب.
ويدخل النازحون قسراً عن بلدات المثلث، عامهم الثالث من التشرد، وسط احتلال مليشيات "حزب الله"، السوري واللبناني، و"لواء فاطميون"، لبلداتهم. مهجّرو مثلث الموت، يعانون من تجاهل كامل لقضيتهم من مؤسسات المعارضة السورية، ومن المنظمات الدولية، ومنظمات الإغاثة المحلية والدولية. وها هم اليوم باتوا يسمعون بقصص احتلال الغرباء أرضيهم ومنازلهم.
النازحون طرقوا باب النظام تكراراً، على أمل العودة، وقدموا العديد من الطلبات إلى فرع "الأمن العسكري" في سعسع، للموافقة على عودتهم إلى قراهم، من دون ردّ. آخر تلك المحاولات كانت في 10 أيار/مايو، وتقدم بالطلب نازحون من بلدة دير ماكر.
وترفض مليشيا "حزب الله" أية فكرة أو اقتراح بهذا الشأن، وتزيد من وضع الحواجز على مداخل هذه البلدات، معتبرة أنها "مناطق عسكرية يمنع الاقتراب منها". سلوك لا يُذكر سوى بالاحتلال الأجنبي.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها