السبت 2017/12/30

آخر تحديث: 12:25 (بيروت)

مُهجّرو بيت جن يصلون إلى إدلب ودرعا

السبت 2017/12/30
مُهجّرو بيت جن يصلون إلى إدلب ودرعا
ينص الاتفاق على عدم السماح لمليشيات النظام بدخول بلدتي بيت جن ومزارعها (انترنت)
increase حجم الخط decrease
بدأت قوات النظام، الجمعة، تنفيذ أول بنود اتفاق بيت جن، مع فصائل المعارضة المسلحة المتمثلة بـ"إتحاد قوات جبل الشيخ"، والقاضي بتهجير جزء من مقاتلي المعارضة المسلحة إلى الشمال السوري، وتهجير جزء آخر إلى محافظة درعا، بسلاحهم الفردي الخفيف.

وتوافدت الحافلات منذ صباح الجمعة إلى بلدة سعسع، منتظرة ساعة الصفر لدخول منطقة بيت جن، مروراً بالظهر الأسود إلى مزرعة بيت جن، لتبدأ عملية الترحيل لمقاتلي المعارضة وعائلاتهم، الذين كانت قد أُعدّت لوائح بأسمائهم بإشراف "الهلال الأحمر السوري".

وبدأت عملية التهجير القسري في تمام الساعة الثانية عشر ونصف من بعد ظهر الجمعة، وصعد الركاب إلى الحافلات وفقاً للوائح الاسمية المقدمة لهم من "لجنة المفاوضات". ووصل إلى نقطة التجمع 6 حافلات؛ أربعة منها كانت وجهتها إلى الجنوب لتقل ما يقارب 400 شخصاً، واثنتان إلى الشمال لتقل ما يقارب 150 شخصاً.

وفي تمام الساعة الثانية عصراً انطلقت حافلات الشمال لتتوقف في بلدة سعسع بانتظار وصول حافلات الجنوب. وفي تمام الساعة الثالثة عصراً انطلقت حافلات الجنوب، وتوقفت في بلدة حينة انتظاراً لتنفيذ البند الثاني من الاتفاق القاضي بتسليم السلاح الثقيل، حتى تتمكن الحافلات من متابعة خط سيرها.

وخلال انتظار الحافلات في حينة، شنّت مليشيات موالية للنظام من بلدة حرفا، هجوماً على مزرعة بيت جن، ما تسبب باندلاع اشتباكات عنيفة مع عناصر "تجمع جبل الشيخ" الذين بقيوا في المنطقة على أن يُشكّلوا فوجاً محلياً مشابه لـ"فوج الحرمون الشعبي" الموالي. ونتج عن الاشتباك سقوط قتيل من فصائل المعارضة المسلحة، وعدد من الجرحى. واحتجزت المعارضة أسيرين من المليشيات. قوات النظام عرقلت سير الحافلات، حتى يتم تسليم الأسرى، وهذا ما حدث.

وعقب انطلاق الحافلات باتجاه بلدة سعسع، عادت قوات من فرع "الأمن العسكري" في سعسع، بإيقاف الحافلات لأكثر من ثلاث ساعات، لتفتيش جميع الركاب بشكل دقيق جداً. وقام بعملية التفتيش فريق مخصص مكون من نساء ورجال، سجّل الأسماء الثلاثية وتواريخ الميلاد، واسماء الفصائل وأرقام السلاح، بحضور عرابة "مصالحات" ريف دمشق الغربي كنانة حويجة.

بعد ذلك أكملت الحافلات مسيرها، في تمام الساعة السادسة والنصف، نحو الشمال والجنوب، عبر بلدة سعسع، برفقة "الهلال الأحمر". قوات النظام خصصت حافلات خضراء للتوجه إلى إدلب، وحافلات بيضاء إلى درعا.

وتوجهت حافلات الجنوب إلى بلدة الكسوة، قبل أن تستلم الطريق الدولي دمشق-عمان، وصولاً إلى نقطة التبادل في معبر خربة غزالة. حافلات المُهجّرين قسراً إلى الجنوب السوري وصلت في تمام الساعة الواحدة صباحاً إلى بلدة الغارية الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، في حين توجهت حافلات محافظة إدلب إلى نقطة التبادل في قلعة المضيق مروراً بمحافظة حماة. ووصلت حافلات الشمال إلى نقطة التسليم في قلعة المضيق، الساعة السابعة من صباح السبت، لتستلمها طواقم الدفاع المدني.

ومن المتوقع أن يتواصل تنفيذ بنود اتفاق "المصالحة"، السبت، كدخول وفد من شيوخ الطائفة الدرزية لاستلام مقام الشيخ عبدالله الواقع على أطراف بلدة مزرعة بيت جن. وبقي في بلدتي بيت جن ومزارعها ما يقارب 6 آلاف شخص، ويتوقع خروج دفعة جديدة من المُهجّرين رافضي "المصالحة"، السبت.

وتواصل "لجنة المفاوضات"، السبت، عملها لتسجيل أسماء الأشخاص الذي رفضوا الخروج من المنطقة ليحال إلى "تسوية أوضاعهم" مع أجهزة النظام. في حين نفى قائد "لواء عمر بن الخطاب" المعارض إياد موروا، في تسجيل صوتي، ما أشيع عن تزعمه لمليشيا أشبه بـ"فوج الحرمون الشعبي".

و"من المنتظر" أن تنفذ قوات النظام وعودها وتطلق سراح المعتقلين الواردة أسمائهم في القوائم التي قدمتها المعارضة إلى "لجنة المفاوضات".

وينص الاتفاق على عدم السماح لمليشيات النظام بدخول بلدتي بيت جن ومزارعها، رغم أنه من المنتظر رفع علم النظام فوق المباني الحكومية في القرى المُهجّرة.

وجرت المفاوضات بين "لجنة المفاوضات" من أهالي بيت جن المتواجدين في مناطق النظام، مع وجهاء بلدة بيت جن وقادة فصائل المعارضة فيها، برعاية كنانة حويجة. واستمرت المفاوضات لأكثر من 120 يوماً. ورضخت المعارضة المسلحة في النهاية لعقد "مصالحة" مع النظام، عقب تضييق قوات النظام الخناق عليها، وسط حملة عسكرية كبيرة استهدفت الجيب المُحاصر على سفح جبل الشيخ الشرقي. الاشتباكات المتواصلة والقصف غير المسبوق على المنطقة، أجبر المعارضة على القبول بحل "المصالحة الشاملة".

"لواء الإمام الحسين"، المليشيا العراقية الشيعية المقاتلة إلى جانب مليشيات النظام، نشر صوراً لمقاتليه من بلدة حينة، بالقرب من بيت جن على الشريط الحدودي السوري-الإسرائيلي، على الطريق الذي سكلته حافلات المجهرين. المليشيا انتشرت بالقرب من خط وقف إطلاق النار للعام 1974، وسط غياب أي رد فعل إسرائيلي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها