السبت 2018/06/02

آخر تحديث: 13:30 (بيروت)

القنيطرة: "فرع سعسع" يحلّ "جمعية البستان"

السبت 2018/06/02
القنيطرة: "فرع سعسع" يحلّ "جمعية البستان"
تلقى العشرات من عناصر المليشيا تدريبات خارجية في إيران (انترنت)
increase حجم الخط decrease
تتوارد أنباء عن بدء عملية حلّ مليشيا "جمعية البستان"، الخاضعة بشكل مباشر لسيطرة "حزب الله" اللبناني، في القنيطرة، نتيجة ما قيل عن رفضها الإنصياع لأوامر "الأمن العسكري" بفصل بعض عناصرها.

ويقول بعض المطلعين، إن أسباب حلّ المليشيا تتعلق بالحديث عن إبعاد المليشيات الإيرانية وتلك التابعة لـ"حزب الله" عن الحدود السورية-الإسرائيلية، والمفاوضات الروسية-الإسرائيلية حول مسافة 80 كيلومتراً خالية من المليشيات الإيرانية. وليس معروفاً بعد، إن كانت تلك الخطوة هي حلّ نهائي لمليشيا "البستان" أم إعادة تدوير وتشكيل لها، كما يحدث حالياً مع مليشيات "حزب الله" المنسحبة من منطقة الحدود، والتي يعاد تجميعها وتشكيلها في "الحرس الجمهوري".

وتتوقع مصادر "المدن" حلّ "البستان" على أن يلتحق القسم الأكبر من عناصرها بقوات النظام ومليشيا "فوج الجولان".

وتأسست مليشيا "جمعية البستان" في القنيطرة مطلع العام 2013، تحت قيادة فادي الحاج المكنى "أبو صخر" من بلدة خان ارنبة، والذي قُتِلَ في نيسان 2015، على أثر انفجار عبوة ناسفة في بلدة الصمدانية. وتسلّم قيادة المليشيا من بعد، ياسين الخبي.

وتنقسم "جمعية البستان" إلى "القيادة العامة" وهي بيد محمد الحاج، والقيادة العسكرية بيد ياسين الخبي، فيما تنقسم القطاعات إلى قطاع المدينة أو قطاع "المهام الخاصة" ويضم بلدة الصمدانية الشرقية ونقاط قرب مدينة البعث ويقوده وائل كساب، والقطاع الثاني في منطقة جبا بقيادة جمال المقبل.

و"جمعية البستان" هي في الأصل مؤسسة "خيرية" لصاحبها ابن خال الرئيس رامي مخلوف، وتحولت أثناء الثورة إلى مليشيا مسلحة موالية للنظام، يمولها مخلوف بشكل رئيسي، إلا أنها تعتبر من أكثر المليشيات ربحية عبر أقتصاد الحرب وسيطرتها على طرق تهريب رئيسية، خاصة للسلاح والمخدرات بالقرب من الحدود اللبنانية بالتعاون مع مليشيات "حزب الله". ولمليشيا "البستان" فروع في مختلف المناطق السورية، وبعضها يُدار بشكل مباشر من "حزب الله".

وتتركز سيطرة مليشيا "جمعية البستان" في القنيطرة على الشرقية وتل كروم في بلدة جبا، ويبلغ تعداد مقاتليها قرابة 700 عنصر. وتتلقى، بحسب مصادر "المدن" تمويلاً شهرياً يزيد عن 100 ألف دولار، ويتم تنسيق التمويل عبر عضو "لجنة المصالحة" في محافظة القنيطرة مأمون جريد، المقرب من "حزب الله".

وينحدر أغلب مقاتلي "البستان" في القنيطرة من بلدة خان أرنبة وجبا، ومعظمهم متخلفين عن الخدمة العسكريين ومطلوبين لخدمة الاحتياط، ومنهم عناصر من الجيش الحر سابقاً ممن تمت "تسوية اوضاعهم" تحت قيادة المليشيا.

وعدد كبير من منتسبي "جمعية البستان" يفضلون البقاء فيها على تنفيذ خدمتهم العسكرية الاحتياطية أو الالزامية في صفوف قوات النظام. لذلك، أبلغت قيادة فرع "الأمن العسكري" في سعسع، نهاية أيار/مايو، قيادة "جمعية البستان" بضرورة فصل 200 من عناصرها، وفقاً لمذكرة تحث على التحاق أولئك العناصر المفصولين مباشرة بـ"اللواء 121" و"اللواء 90" التابعين لـ"الفرقة السابعة" في غوطة دمشق الغربية. وهدد "فرع سعسع" بأنه إذا لم يتلحق أولئك المفصولون بقطعهم العسكرية الجديدة، فسيكونون عرضة للاعتقال من قبل المفارز الأمنية التابعة للفرع.

في أواخر العام 2017، أعلنت مليشيا "جمعية البستان" في القنيطرة عن اندماجها مع "كتائب صقور القنيطرة" التابعة لمليشيا "درع الوطن". ولم يدم ذلك الاندماج سوى لأسابيع قليلة، بسبب الخلاف بين قيادي التشكيل الجديد؛ ياسين الخبي وياسين الصليبي، على من سيتزعم المليشيا الجديدة.

وخضع عناصر مليشيا "جمعية البستان" في القنيطرة لتدريبات مكثفة ودورات تدريبية داخلية في معسكرات "طلائع البعث" في بلدة نبع الفوار من ريف القنيطرة، والتي تعد مركزاً رئيسياً لتدريبات القوات الرديفة لـ"حزب الله" اللبناني. كما تلقى العشرات من عناصر المليشيا تدريباً خارجياً في إيران. 

ومسؤول الارتباط بين "جمعية البستان" و"حزب الله" هو سامر الدرويش الذي عُرف بعلاقاته مع "الحاج أبو مهدي" القيادي في الحزب الذي قتل في معارك بيت جن نهاية العام 2017.

وتضم محافظة القنيطرة مليشيات متعددة موالية للنظام؛ "فوج الجولان" التابع لـ"الدفاع الوطني"، و"صقور الجولان" و"نسور الجولان" التابعتين لـ"درع الوطن" التابعة بدورها إلى "الأمن العسكري".

وشهدت محافظة القنيطرة خلال الأيام الماضية وصول تعزيزات عسكرية من "قوات الغيث" التابعة لـ"الفرقة الرابعة" بقيادة العقيد غيث دلة، وتوزعت على محيط مدينة البعث وبلدة حضر، بالقرب من خطوط التماس مع فصائل المعارضة المسلحة.

وقام قائد مليشيا "لواء القدس" محمد السعيد، في 30 أيار/مايو، بزيارة إلى محافظة القنيطرة، تجوّل فيها على نقاط عسكرية لقوات النظام متاخمة لفصائل المعارضة المسلحة قرب مدينة البعث، وفي مثلث الموت. والسعيد هو مهندس فلسطيني، من أبناء مخيم النيرب في حلب، ومقرب جداً من "الحرس الثوري الإيراني".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها