الخميس 2017/08/17

آخر تحديث: 01:47 (بيروت)

هكذا صار يوسف نصار مخرج المغني ستيفن ويلسن

الخميس 2017/08/17
هكذا صار يوسف نصار مخرج المغني ستيفن ويلسن
الموسيقى أمر أساسي في عمل نصار وفي حياته أيضاً
increase حجم الخط decrease
"يُطلب منّي أحياناً عند تعديل الصور، إزالة تجاعيد العينين والندبات الصغيرة في الوجه. لكن، إن فعلت ذلك، ماذا يبقى من الناس في الصور؟ في الحقيقة، لا شيء. لا شيء أبداً. وجوهنا هي ذكرياتنا". يبدو الناس في صور يوسف نصّار حقيقيين في حزنهم وفي ضحكاتهم.


عندما قابل المخرج يوسف نصار المغني والملحن ستيفن ويلسن للمرة الأولى، كان ذلك بهدف الحصول من ويلسن على حقوق استعمال إحدى أغنياته في فيلم The Exhibition، فيلم نصار القصير الأول كمخرج. حدث ذلك في العام 2013. حجز نصار بطاقة سفر إلى بريطانيا لحضور إحدى حفلاته، لكنه بعد أيام عدّل سفره بعد علمه أن ويلسن سيوقع أحد ألبوماته الجديدة. والقصة لم تبدأ هنا ولم تنته أيضاً.

وبعد ساعات من الانتظار، تمكّن نصّار من لقاء الموسيقي المفضّل لديه. وتمكن أيضاً من الحصول على موافقة مبدئية مرتبطة باعجاب ويلسن بفيلم نصّار. وبعد أشهر من العمل على الفيلم، أعجب ويلسن به ووافق على استخدام أغنيته كموسيقى للفيلم.


بعد فترة قصيرة، عاد التواصل بينهما من جديد. لكن في هذه المرة لم تكن العلاقة علاقة طالب يعمل على فيلم التخرّج مع المغنّي المفضّل لديه، إنما علاقة احتراف. وفي العام 2015، أي بعد سنتين من لقائه به ومن تخرّجه من جامعة سيدة اللويزة، أخرج له نصّار شريطاً مصوّراً لأغنية Perfect Life. ليعود في السنة نفسها ويعمل على إخراج شريط مصور ثان كتكملة للشريط الأول، لأغنية بعنوان Happy Returns.

الموسيقى أمر أساسي في عمل نصار وفي حياته أيضاً. فالموسيقى ترافق المخرج الشاب في كل تفصيل من عمله، كتابة وإخراجاً وتصويراً. وهو يعتبر أن ميله إلى الضوء الأقلّ وإلى اللون الأسود هو إنعكاس للميلنكوليا التي يخزنها من الموسيقى. فأن "يبقى الحزن في داخلنا، هذا أمر قاسٍ"، يقول. عازف الغيتار، الذي لا يعرّف عن نفسه كعازف محترف، يعتبر أن الفنون كلها مرتبطة ببعضها بشكل من الأشكال.


يعتبر نصار أن سوق التصوير في لبنان واسع ومربح. لكن الشاب العشريني يحاول أن يعمل من دون تنازلات فنية، أي وفق مزاجه وذوقه. إلا أنه منفتح، في المقابل، على احتمالات كثيرة وعلى أنماط مختلفة من العمل، مراعياً بذلك رغبة الزبائن.

يقول نصّار إنّ نسبة كبيرة من الزبائن تميل إلى الإكثار من الضوء والألوان في الصور وإلى إزالة كل خطأ في الملامح مهما كان صغيراً أو معبّراً في تصوير البورتريه. وهذا ما يعكس، وفقه، علاقة الناس مع وجوههم وأجسامهم وعلاقتهم أيضاً بالمجتمع وصورتهم التي يرغبون في إظهارها. كأنهم بذلك يفضلون إظهار الكمال وإن كان كاذباً على الحقيقة.


أما عن تسويق عمله، فيعتبر نصار أن وسائل التواصل الاجتماعي مكنته من تشكيل منصة لانتشار العمل، وقاعدة متتبعين للأعمال. يحكي نصار كيف أن طريقته في التعامل مع أعماله الفنية وعلاقته بالناس لا تمكنه دائماً من استغلال كل ظرف للتسويق لنفسه ولعمله. "أعرف أن الانسان يتطوّر دائماً. يتغيرّ. نظرته إلى العمل والحياة والعلاقات تختلف. وهذا ينعكس بشكل مباشر على عمله، خصوصاً عندما يكون العمل مرتبطاً بالذوق. من يعملون في الفن على اختلاف أنواعه يتبدلون بشكل مستمر. أنا واحد منهم بطبيعة الحال. لا أعرف بالضبط السبب وراء ذلك، إلا أن الأمر على الأغلب مرتبط بأمرين. أولاً العمر والنضوج. وثانياً خبرة الفنان وتطور قدراته العملية والتقنية".

نصار، الذي يرى نفسه في المستقبل في العمل السينمائي أكثر منه في مشاريع التصوير، يعتبر أن لبنان ليس المكان الأنسب لصناعة الأفلام، وبشكل أساسي من الناحية المادية. لذا، فإن فكرة السفر أمر محسوم لديه، سواء للدراسة أو العيش أو العمل أيضاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها