السبت 2018/03/10

آخر تحديث: 08:43 (بيروت)

"مستعدّين": غربال المعارضة

السبت 2018/03/10
"مستعدّين": غربال المعارضة
تهدف الحملة إلى مساعدة الناخبين على الاختيار (المدن)
increase حجم الخط decrease

"قبل 5 سنوات، أطلّ وزير الداخلية السابق مروان شربل على اللبنانيين ليعلن تأجيل الانتخابات النيابية لأسباب تقنية مدّة أسبوع واحد فقط. إلا أن الأسبوع الواحد هذا صار 265 أسبوعاً. اليوم، انتهت مهلة تقديم الترشيحات، ويفصلنا عن الانتخابات نحو شهرين. مستعدون لمواجهة النظام ودعم المرشحين المعارضين وسقفنا في التقييم عالٍ. نحن صوت النسوية والعدالة وكل الفئات التي لا يذكرها المرشحون في زمن الانتخابات. سقفنا الدولة العلمانية والغاء كل أشكال التمييز الجندري والطائفي وسقفنا أيضاً حقوق كاملة للاجئين وضرائب على الثروة والريوع..."، تقول نادين معوّض، في إطلاق حملة "مستعدين" وهي إحدى الناشطات في الحملة.

"مستعدّين" هي حملة مدنية غير مشاركة في الانتخابات النيابية، إنما مواكبة لها، "تهدف إلى تصنيف المعارضين والمستقلين والحملات المدنية وفق معايير حقوقية ومعايير تتعلق بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها"، يشرح روني الأسعد، أحد الناشطين في الحملة.

الفكرة انطلقت، وفق الأسعد، من "الهاجس الذي رافقنا وسط الأعداد الكبيرة من المرشحين المنضوين تحت تصنيف مجتمع مدني ومستقلين، فكان لنا أن نسأل: كيف لنا أن نفرّق بين من يمثلنا ويمثل قضايانا عن الانتهازي الذي يستغلّ تلك القضايا؟ قررنا أن نلتقي بالناخبين الذين يتشاركون معنا الهواجس نفسها فنتشارك جميعاً في وضع معايير تشبه طموحاتنا. سنتعرّف على برامج اللوائح المعارضة وعلى المرشحين والمرشحات لنتناقش بكل إيجابية وانفتاح؛ ندعم بكل السبل الممكنة اللوائح التي تتبنى هذه المبادئ وتقدم البرامج الأفضل في مواجهة النظام اللبناني. ونرفض في المقابل دعم أي لوائح تدّعي المدنية والمعارضة بينما هي في الحقيقة تضرّ بقضايانا وتتعارض مع معاييرنا".

يتبنى القيمون على الحملة اللامركزية في نشاطهم. فالحملة تعني الناخبين في الدوائر الـ15، وهي لذلك قد فتحت باب التطوّع أمام كل الناخبين والناشطين المعنيين، من أجل الالتحاق بها والمساعدة في تقييم اللوائح والمرشحين وفي نشرها في الدوائر الانتخابية المختلفة.

وإلى جانب الشق التقييمي الذي تعنى به، تعنى الحملة بالبعد التثقيفي والتوعوي. إذ تسعى الحملة عبر ندوات وجلسات أسبوعية إلى شرح النظام الانتخابي ونشر المعايير العلمية الموضوعة من قبلها في "نقاش عن وضع البلد والتحالفات والمجتمع المدني""، وفق صفحة الحملة في فايسبوك.

"حملة مستعدّين التي تهدف إلى مساعدة الناخبين على الاختيار، تساعد أيضاً المرشحين المعارضين عبر الإضاءة على برامجهم"، يقول أسعد ذبيان، أحد المرشحين المعارضين عن دائرة بيروت الثانية. أهمية الحملة، وفق ذبيان، "تكمن في إعادة الاعتبار إلى المضمون مقابل خطاب الغرائز والانتماءات العائلية والطائفية الذي تقدّمه السلطة". وهي تسمح أيضاً بـ"تقييم البرامج والخطاب بشكل حيادي وعلمي وموثوق في آن"، وفق فارس الحلبي، أحد المرشحين المعارضين عن دائرة الجنوب الثالثة.

ويرى الحلبي أن "الحملة هي بمثابة منصّة إعلامية وتقييمية تساعد المرشحين الذين لا يملكون الإمكانات المادية الكافية من أجل عرض برامجهم ومواقفهم". وفي مقابل "المعايير الإحصائية والانتخابية التي تؤخذ في الاعتبار عند تشكيل اللوائح المعارضة، تبرز حملة مستعدين لتضع معايير عالية في تقييم الخطاب"، وفق كلود جبر، عضو في حملة طلعت ريحتكم وناشط في تحالف وطني.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها