قرية قرناعون تعود: اختفت أيام العثمانيين

شمالاً، على بعد 60 كيلومتراً من بيروت، توجد قرية قرناعون البترونية السياحية. "هي قرية من ليس لديه قرية. وهي قرية اللبنانيين الثانية والبديلة أيضاً"، تقول ريتا فضول، مديرة التسويق والمبيعات في القرية. تتيح القرية امكانية تمضية يوم ترفيهي كامل في الطبيعة، طيلة أيام الأسبوع، صيفاً، وفي أيام نهاية الأسبوع شتاءً.

من الساعة العاشرة صباحاً حتى الخامسة مساءً، يقدّم 300 عامل وعاملة خدماتهم لنحو ألفي زائر، يستوعبهم المكان يومياً، سواء في إعداد الطعام أو تقديم الموسيقى أو تأمين عوامل الأمان في الرياضات والألعاب المتاحة. في العام 2016، زار القرية 170 ألف زائر. إلا أن أرقام العام 2017، وفق فضول، تنبئ بارتفاع كبير في أعداد الزوار.


نشاطات مختلفة متاحة في قرناعون. فالألعاب والرياضات مقسمة وفق أعمار الزوار. إذ إن قسماً من القرية التي تمتدّ على مساحة 30000 متر مخصص للأولاد بين عمر 6 و12 سنة، الذين خُصّص لهم مسبح صيفي دون غيرهم من الفئات العمرية. القسم الثاني مخصص للأولاد فوق عمر 13 سنة. أما القسم الثالث فهو مخصّص للكبار، في حين أن القسم الأكبر من النشاطات متاح للزوار من الأعمار المختلفة.

والنشاطات هذه تقوم على فكرة التفاعل والمنافسة ليس بين مجموعة الأصدقاء الواحدة أو بين أفراد العائلة الواحدة فحسب، إنما بين المجموعات والعائلات المختلفة أيضاً. وذلك لتكريس فكرة القرية وتعزيز التفاعل بين الناس.


تختلف تكلفة تمضية يوم في قرناعون وفق المواسم، ووفق أيام الأسبوع، لتكون في ذروتها في أعطال نهاية الأسبوع الصيفية. إذ إن تكلفة تمضية يوم واحد تقارب الـ80 ألف ليرة لبنانية على الشخص الواحد (55 دولاراً)، في حين تنخفض هذه التكلفة لتبلغ 50 دولاراً في الخريف و40 دولاراً في الشتاء، و25 دولاراً للأولاد، على مدار السنة.

والتكلفة هذه تتضمن تقديم طعام الفطور والغداء، كما تتيح للزوار الاشتراك في الألعاب والرياضات المختلفة، وتتيح لهم ممارسة السباحة، وزيارة الأماكن الأثرية والترفيهية المختلفة.


يعتمد المشرفون على القرية على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أساسي للتسويق لنشاطاتها. كما على انطباعات الزوّار التي يتناقلونها في محيطهم. ما يشكل، وفق فضول، الأساس الدعائي لقرناعون.

قرناعون: 5 بيوت وكنيسة مهجورة
احتفظ القيمون على قرية قرناعون السياحية باسمها السرياني الأصلي. في الأخبار المتناقلة عن القرية، يحكى أنها كانت قرية صغيرة مؤلفة من خمسة بيوت وكنيسة واحدة عمرها 700 عام. هُجّر أهلها خلال دخول العثمانيين إلى جبل لبنان أو في سنوات وجودهم فيه. وكان يروى أن من يدخل قرناعون يُفقد أثره.


في العام 2008، قام مستثمرون لبنانيون بتشغيل الأرض التابعة للوقف الكنسي البتروني. شقت طريق تبدأ من الطريق العام عند قلعة المسيلحة نحو أعلى التلة، حيث قرناعون التي تحتفظ بأثر ألفي زائر يوميّاً.