الجمعة 2015/10/30

آخر تحديث: 16:42 (بيروت)

"المصمم المواطن": الحراك يبرز مسؤوليته الاجتماعية والسياسية

الجمعة 2015/10/30
"المصمم المواطن": الحراك يبرز مسؤوليته الاجتماعية والسياسية
طرحت الندوة سؤالاً حول "ما هو دور المصمم؟" (محمود الطويل)
increase حجم الخط decrease
بعد تنظيم نشاط "هذا ما يفعله المصمم"، في العام الماضي، من قبل نادي "غرافيسيزم" في "الجامعة اللبنانية"- فرع الحدث، والذي كان يهدف إلى تعريف الناس على مهنة التصميم الغرافيكي، نظّم النادي، مساء الخميس، ندوة طرحت سؤالاً حول "ما هو دور المصمم؟"، من ضمن نشاطات ستستمر لثلاثة أيام تحت عنوان "المصمم المواطن".


افتتحت الندوة فاطمة فرحات، من المنظيمين، مقدمة المتحدثين الأربعة وهم جورج عازار، نادين معوض، جنى طرابلسي وعلي رافعي، شارحة هدفها بـ"تسليط الضوء على المسؤولية الاجتماعية والسياسية للمصمم ودوره كمواطن".

وتقول ماريا ديرموسيسيان، من أعضاء النادي وأحد منظمي الحدث، لـ"المدن" إن "التساؤل الذي نطرحه من خلال الحدث يشكّل نقاشاً بيني وبين فاطمة، وفي الحراك برزت تصميمات بصريّة انتشرت سريعاً على شبكات التواصل الاجتماعي، ما ألهمنا لإيجاد الفكرة المناسبة كي نشارك هذا التساؤل مع غيرنا من الطلاب". وتضيف أنه بالرغم من الاختلاف في الرأي في ما يخص الحراك بينها وبين فرحات، إلّأ انهما تتوافقان على أهمية التصميمات التي برزت من قلب الحراك، والتي تُظهر بدورها أهمية المصمم في المجتمع.

بعد التحدث عن نشوء مجموعة "بدنا نحاسب"، تطرق المتحدث الأول جورج عازار إلى تطوّر شعار المجموعة من مجرد طباعة الإسم على شكل "هاشتاغ" إلى شعار يتوّسطه رمز بصري لمظاهرة ومطرقة قضاء ترتفع مع ارتفاع حرف الألف في كلمة "نحاسب". وأشار عازار إلى أن "الرموز في شعارهم اختيرت لتمثّل القضايا التي تهتم بها المجموعة من محاولة تحريك الشارع، ومحاسبة الفاسدين في الحكم".
وبالرغم من أنها لم تدرس التصميم الغرافيكي، استطاعت المتحدثة الثانية نادين معوّض، من مجموعة "الشعب يريد"، أن تعمل على تصميمات لاقت انتشاراً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي. وقد عرضت معوّض أول تصميم لها منذ العام 2012، ثم أعمالها اللاحقة، وكيف تمكنت من التطوّر في التصميم عبر التدرّب الفردي. كما قدّمت تحليلاً لتصميمات الـ"ميميز" الساخرة، وكيف تحوّلت إلى بصريات تحمل قضايا اجتماعية، من ثم كيف وصلت هذه الـ"ميميز" إلى الحراك عبر يافطات حملها الناس في الشارع. كانت كلمة معوّض تفاعلية مع الحاضرين، وانتهت مع طرحها أسئلة مثل، "ما هو السبب وراء انتشار العديد من التصميمات الرديئة على شبكات التواصل الاجتماعي، بالإنتشار نفسه، أو حتى أكثر، من التصميمات الجيدة؟".

"لا يمكنني أن أنسى أنني امرأة وأنا أمشي في الشارع، لا يمكنني أن أنسى اسمي أو عمري، وكل هذه العناصر مرتبطة بشكل مباشر بالسياسة"، هكذا بدأت المتحدثة الثالثة جنى طرابلسي كلمتها. طرابلسي تدرّس في مجال التصميم الغرافيكي في "الجامعة الأميركية" في بيروت، إضافةً إلى كونها فنانة تصميم ورسامة، وكانت من أبرز الفنانين الذين انتشرت أعمالهم الفنية البصرية في الحراك. قبل أن تقدم طرابلسي نماذج من أعمالها، تحدثت عن خوف الناس من الإنخراط في العمل السياسي، "لكن العمل السياسي غير مفصول عن حياتنا اليومية". هكذا، طرحت أهمية التصميم أو دور المصمم في العمل السياسي. في البدء، عرضت طرابلسي نماذج من أعمالها التي وصفتها بـ"فشّة الخلق"، والتي علّقت من خلالها على أحداث حصلت خلال الحراك. وتشرح: "بالرغم من أن التصميمات السريعة التي قمت بها لفتت الإنتباه وانتشرت كثيراً على شبكات التواصل الاجتماعي، إلّا أنني أشعر أنني لم أقدم شيئاً فعلياً بعد في الحراك، لذا أقوم الآن بالعمل على تصميمات تعتمد على معلومات، أرقام وقضايا تعرض الفساد وسوء الحال الذي نعيشه".

وأخيراً، كان الدور لفنان الشارع علي الرافعي، الذي قام أيضاً بعرض نماذج من أعماله متحدثاً عن قصصها. بدأ الرافعي بغرافيتي "منكم. لكم. عليكم" الذي يسخر فيه من الشعار الذي أطلقته قوى الأمن الداخلي بعد اعتدائها على المتظاهرين. "هذا الغرافيتي لا يزال موجوداً، على عكس الرسومات السياسية الأخرى التي قمت برّشها في بيروت، لأنني رسمتها على حائط في شارع آمن نسبياً، ولا يتحكم به حزب سياسيّ معين". ثم تحدّث عن الإشكال الذي حصل معه فيما كان يرسم غرافينتي تمثال الحرية يحمل علم "داعش"، أسفل جسر فؤاد شهاب. "بالنسبة للأحزاب، العلم هو الوجود"، هكذا يفسّر الرافعي رفض شباب الحي وجود هذا العلم على حائط في حيّهم، "رغم أنهم وافقوا على الرسمة في نهاية المطاف بعد أن حاولت أن أشرح لهم أن الرسمة لا تدعم داعش، بل تحاول فضح حقيقتها".


increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها