الثلاثاء 2015/11/10

آخر تحديث: 18:54 (بيروت)

"الأميركية" توثق حروب لبنان في 66 عاماً

الثلاثاء 2015/11/10
increase حجم الخط decrease
الجامعة الأميركية في بيروت، مشاركة في الحدث اللبناني، منذ النضال لانتزاع الاستقلال.. وجزء منه. يمكن التوصل الى هذا الاستنتاج، بمجرد تصفّح أعداد سابقة من الصحيفة التي تصدر عن الجامعة منذ 66 عاماً، تحت اسم "آوتلوك" outlook. وثقت الصحيفة الطلابية الحدث، وذكّرت به، واضاءت على تفاعل الطلاب مع الحدث اللبناني المحلي، من باب النضال الطلابي.

غير أن ما ورد في صفحات الجريدة، في المعرض الذي استضافه الطابق الثاني من مبنى "وست هول" في الجامعة الأميركية في بيروت اليوم الثلاثاء، ليس إلا جزءاً يسيراً من الموثّق من تاريخ الازمات اللبنانية. فالحروب والتوترات التي عمت البلاد عبر السنوات، مثبتة بالصورة والصوت في الصفحات الاولى من صحف محلية، أعاد المعرض التذكير بها.

الحرب اللبنانية، والغزو الاسرائيلي، وزمن التحرير، وخروج ياسر عرفات... كلها أحداث تصدرت واجهة المعرض، فيما تبقى مقتطفات مضيئة من التاريخ اللبناني، ترسم على وجوه الحاضرين انطباعات الدهشة، والمعرفة، وليس أقلها، التعرف الى المناضلة الفلسطينية ليلى خالد في السبعينيات، من خلال مقابلة لجريدة "آوتلوك".

تمتد الصحف عبر الزمن الماضي، الذي يناهز المئة عام. ثمة أعداد من "الوقائع المصرية" – عدد 1828، و"حديقة الأخبار" – عدد 1858، و"الزهراء" – عدد 1870، و"التقدم"- عدد 1874، و"لسان الحال" – عدد 1877.. ويبرز المعرض تاريخ الصحف اللبنانية، وذلك بالتعاون مع "مجتمع الإعلام والتواصل- Media and Communication Society".

تشرح نائب المحرر في "أوتلوك" دانا قمبريس لـ"المدن"، أن فكرة الحدث بدأت بسعي الجريدة لإقامة معرض يوثّق أبرز العناوين التي نشرت في أعدادها منذ 1949 حتى اليوم، ومع إطلاع "مجتمع الإعلام والتواصل" على الفكرة، عرضوا على الجريدة توسيع الحدث ليشمل الإضاءة على تاريخ الصحف اللبنانية أيضاً. وبعد ثلاثة أسابيع من البحث في أرشيف مكتبة "نعمة يافث" في الأميركية، تم تقسيم المعرض إلى ثلاث زوايا: أبرز عناوين "أوتلوك" منذ 66 عاماً، أول أعداد لأبرز الصحف اللبنانية منذ عام 1828، وأبرز عناوين الصحف اللبنانية منذ 100 عام.

بدورها، اشارت رئيسة "مجتمع الإعلام والتواصل" ساشا الجردي، إلى أن طلاب الإعلام في "الأميركية" رأوا حاجة في عرض لتاريخ الصحف اللبنانية وتطوّرها، إضافة إلى إبراز مقارنة بين الصحف آنذاك واليوم. تقول: "من خلال البحث في أرشيف الصحف وعناوينها، لاحظنا أن الصحف التي نشأت في عهد الاحتلال العثماني، كانت تخضع لسيطرة الاحتلال وتخدم مصالحه، وحتى بعد رحيل العثمانيين ودخول الفرنسيين، كانت أبرز الصحف خاضعة للإنتداب وفي معظم الأحيان تلعب دور إعلام السلطة، هذا إضافة إلى نشوء جريدتين فرنسيتين في لبنان، والذين اتحدوا فيما بعد ليشكلوا جريدة لوريون لو جور"، تشرح الجردي، وتضيف: "منذ نشوء الدولة اللبنانية وحتى يومنا هذا، لا وجود لصحيفة واحدة مستقلة وموضوعية تماماً".

أضاءت الجردي أيضاً على تحوّل تقسيم الصفحات داخل الجرائد. "كانت الصحف لا تستعمل الصور في صفحاتها، كما أن التصميم كان يختلف بين صفحة وأخرى بعكس صحف اليوم التي تعتمد على تقسيم صفحاتها إلى 6 أعمدة". ورأت الجردي أن "الصحف كان كتابها وقرائها من الذكور فقط في بادئ الأمر، ودخول الصحافيات النساء إلى مجال الصحافة بدأ يظهر في الخمسينيات".

أمّا قمبريس، فرأت أن "الواضح من تاريخ أوتلوك، أن الطلاب قديماً كانوا منخرطين أكثر في العمل السياسي داخل وخارج حرم الجامعة، بعكس طلاب اليوم"، والسبب برأي قمبريس يعود "إلى أن البلد كان يمرّ بحروب واضطرابات".

وفي كلمة أخيرة لقمبريس، أشارت إلى أن "البحث في أرشيف "أوتلوك" أظهر لي أهمية أن أكون منخرطة في الجريدة، وأدركت أن عملي في الجريدة يشكّل توثيق لأحداث الجامعة للأجيال القادمة، ممّا يشعرني بالمسؤولية لكوني جزء من أمر ضخم كهذا".

معرض "تاريخ الصحف اللبنانية" في الأميركية، ثلاثة أيام، من 9 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري إلى 11 منه، من العاشرة صباحاً حتى الخامسة مساء. إضافة إلى حديث خاص مع أحمد خطاب، وهو بائع الصحف في الجامعة، يضيء من خلاله على تجربته في مهنة بيع الصحف، وذلك في اليوم الأخير من المعرض عند الثالثة بعد الظهر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها