الأحد 2018/05/06

آخر تحديث: 19:13 (بيروت)

هذا ما أخفاه قلما المختارة؟

الأحد 2018/05/06
هذا ما أخفاه قلما المختارة؟
المعركة في الشوف- عاليه عونية- اشتراكية (المدن)
increase حجم الخط decrease

كان يوماً للاستعراض ونصب الخيم ورفع الأعلام والمواكب السيارة وحشد المؤيدين والأنصار. فبدا نبض الانتخابات خارج أقلام الاقتراع، في الشوارع والساحات، مكبرات الصوت تصم الاذان، انطلقت ليل أمس الأول تصدح بأعلى ما تحتمل الأجهزة الموضوعة، تداخلت الأناشيد الحزبية، جلها من زمن الحرب، وكأن لا شيء تغير. الخطاب عينه مع تشذيب طفيف لزوم التورية في تحالفات هجينة، واستحضار "تقية" محدثة لتعايش زينته الشعارات.

هذه باختصار الصورة في دائرة عاليه- الشوف (جبل لبنان الرابعة) في ظاهرها الواضح والمعلن. أما داخل أقلام الاقتراع فهدوء عكرته في بعض الأحيان الهتافات البعيدة، وبعض إشكالات "مضت على خير"، خصوصاً بين مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديموقراطي اللبناني في بلدة بتاتر (جرد عاليه). فترك مقعد درزي شاغر في لائحة التيار الوطني الحر (ضمانة الجبل) ومقعد آخر في لائحة يرأسها نجل رئيس اللقاء الديموقراطي تيمور وليد جنبلاط (المصالحة)، وإن جاء من ضمن تفاهم غير معلن، إلا أنه لم "يبرد" الأجواء وسط استنفار الماكينات الحزبية.

من بوابة الشوف لجهة العزونية إلى الباروك ودير القمر والمختارة وصولاً إلى تخوم جزين، كان المشهد الانتخابي خاضعاً لخصوصية كل بلدة. أعلام التيار تصدرت مدخل العزونية وتلتها أعلام  الحزب التقدمي الاشتراكي، فيما علت أناشيد القوات اللبنانية في نبع الصفا. أما المواكب السيارة فكانت في غالبيتها لجمهور الاشتراكي، وجلها يرفع أعلام الحزب إلى جانب علم طائفة الموحدين الدروز ذي الخمسة ألوان، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الحزب الديموقراطي اللبناني الذي بدا حضوره خجولاً في الشوف، خلافاً لما كانت عليه الحال في دائرة عاليه.

دير القمر
كان لافتاً للانتباه الازدحام قرب أقلام الاقتراع. ما أعاق حركة السير على امتداد الطرق الرئيسية في عاليه والشوف. وهي ناجمة ليس عن ارتفاع عدد المقترعين، إنما بسبب "عراضات" أعضاء الماكينات الانتخابية. ولم نشهد حماوة انتخابية لافتة للانتباه إلا في دير القمر، مع وجود أرتال من المواطنين تنتظر دورها للاقتراع.

واختصرت دير القمر المشهد الانتخابي بين لائحة "ضمانة الجبل" ولائحة "المصالحة"، فبدت المعركة "عونية- اشتراكية"، وقد عوض المرشح ناجي البستاني غياب الحزب الاشتراكي، فتولى مناصروه إدارة المعركة لوجستياً، من دون إغفال حضور القوائم المنافسة "الوحدة الوطنية" برئاسة وئام وهاب، ولائحة المجتمع المدني "كلنا وطني".

ويقول منسق التيار في دير القمر فريد عطية لـ"المدن": "هنا 18 قلم اقتراع في البلدة توزعت على مركزين انتخابيين، في بلدية دير القمر (سراي المير يوسف شهاب)، والمدرسة المهنية"، مؤكداً أن "هناك إقبالاً كبيراً من المواطنين الذين يريدون تغيير الطبقة الموجودة الحاكمة منذ نحو ثلاثين سنة، ولا تتيح لغيرها التعبير عن نفسه".

وتؤكد مسؤولة في لائحة "ضمانة الجبل" لـ"المدن" زينة (آثرت عدم ذكر اسم عائلتها) أن "الأجواء عظيمة جداً". وتشير إلى أنه "لغاية الآن كل شيء يسير على ما يرام، رغم أن القانون جديد، ولكن الكل يعمل وفق النظام". وتمنت "نجاح اللائحة بكامل أعضائها"، وقالت: "لا نتوقع حدوث خروقات إلا بمرشح واحد".

حبوبة سيقلي رئيسة قلم اقتراع للإناث، تشير إلى أن النسبة لم تبلغ إلى الآن (الواحدة بعد الظهر) 50%". وتقول: "حركة الاقتراع لم تتوقف أبداً"، فيما يؤكد جان بولس رئيس قلم آخر أن "عدد المقترعين بلغ مئة مقترع من أصل خمسمئة".

المختارة
في المختارة، بدت الانتخابات بلون واحد، ولم نر في قلمي اقتراع مندوبين عن القوائم المتنافسة، فقط مندوبو "المصالحة"، ولما سألنا رئيس أحد الأقلام، قال إن "مندوباً عن لائحة ضمانة الجبل كان موجوداً هنا منذ قليل"، فيما يشير أحد مناصري تيمور جنبلاط إلى أن ثمة مندوباً يطل من آن لآخر.

وفيما تصدر الساحة مؤيدون لجنبلاط وعدد من مشايخ الطائفة الدرزية، كان واضحاً أن القوائم المعارضة أسقطت المختارة من حساباتها الانتخابية. ويشير إسماعيل شرارة رئيس قلم في ثانوية المختارة الرسمية إلى أن "عدد المقترعين بلغ 186 من أصل 476".

المجتمع المدني
ويقول الناشط المدني والمرشح على قائمة "كلنا وطني" عماد القاضي لـ"المدن" إن "ثمة مخالفات نلاحظها مثل الأغاني والأهازيج على مداخل الأقلام. ورغم الالتزام بمسافة 50 متراً، فإن الأصوات عالية وتصل إلى داخل الأقلام، وهناك نوع من الضغط النفسي على المقترعين، خصوصاً لجهة وجود المندوبين قرب المقترعين، لاسيما من لائحتي المصالحة وضمانة الجبل".

ونوه بما أسماه "إيجابية الصوت الضمني العميق، الذي يقوم بالإقتراع عكس ما يظهره لكثرة الضغوط، وليتحاشى الانتقاد، فهو يقترع للتغيير، وموقفنا أن المواجهة هذه ولو لم يحصل خرق، فهي إنجاز بمواجهة ماكينات ضخمة تجاوزت الإنفاق الانتخابي بأشواط، وإسراف في الدعاية وبمساعدة السلطات المحلية كالبلديات".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها