الجمعة 2016/10/07

آخر تحديث: 14:41 (بيروت)

|7/24| حفلة كذب في الجامعة اللبنانية

الجمعة 2016/10/07
|7/24| حفلة كذب في الجامعة اللبنانية
ما الذي يمكنه توقعه من أيوب؟ (الصورة: موقع الجامعة اللبنانية)
increase حجم الخط decrease
السخرية من الجامعة اللبنانية، منذ تعيين مجلس الوزراء فؤاد أيوب رئيساً لها، في جلسة 6 تشرين الأول، مشروعة. ذلك أن الاشتباه بما يحوزه من شهادات أكاديمية يُتداول به منذ نحو سنتين، واستعيدت المسألة مجدداً حين طُرح اسمه، مدعوماً من رئيس مجلس النواب نبيه بري.


وإذا كان تزوير أيوب لشهاداته غير مؤكد، فإن الشبهة كان يفترض أن تعطل مستقبله المهني، أقله إلى حين إثبات العكس. لكن هذا ما لا يحصل في الجامعة اللبنانية، خصوصاً أنه منذ نحو شهر أعلن وزير التربية الياس بوصعب، الوصي على الجامعة، من احتفال رسمي في السراي الحكومي، أن أيوب سيكون رئيس الجامعة الجديد.

لا مشكلة في ذلك. فالرئيس المعين، في آخر المسألة، يتسق مع جامعته وأحوالها. ومع نظام يرعى ويحفز تأخرها. والأهم أنه يشبه داعمه، والمقرر في شأن اختياره هو أو غيره. أي نبيه بري، الذي يبدو نفوذه، في الادارات الرسمية، وممارساته وأهله وعشيرته، مذهباً تأسيسياً في التغول داخل القطاع العام، منذ عقدين على الأقل.

لا مشكلة، إذاً، في تعيين أيوب دون غيره، بل يبدو في مكانه. المشكلة في الرثاء، وتوقع عكس ما حصل. أي افتراض أن هذه الجامعة يمكن أن تكون أفضل مما هي عليه، إدارة وأساتذة وتعليماً. في حين يبدو أن هؤلاء، الذين يشكون من تأخرها، وهم في الغالب أساتذة وإداريون، هم سبب في ذلك، وإن كان لا يمكن تجاهل دور الطلاب، الحزبيين وغير الحزبيين، طبعاً. لكنهم يبقون الحلقة الأضعف، أي حلقة إستهلاك الفساد، لا ممارسته.

التعميم مشكلة طبعاً. لكن الخطاب الرسمي للعاملين في هذه الجامعة، وهو خطاب مزدوج، يُعمِّم أيضاً. فهم، في لجانهم النقابية أو مجالسهم الأكاديمية، يتحدثون عن المحاصصة والسياسيين، كأنه شيء بديهي. لا أسماء ولا تفاصيل. وهذه تعمية. وفي الأساس، ليس صعباً أن يقول أيوب نفسه، بعد توليه مهامه رسمياً، إنه ضد المحاصصة وسيعمل من أجل تأمين استقلالية الجامعة اللبنانية. وهذا بديهي أيضاً.

ما الذي يمكن توقعه من أيوب؟

لا شيء تقريباً. وهو، في ذلك -كما هو متوقع منه ومن جميع المعينين في هذا العالم- سيمارس سلوكاً مؤدلجاً وسلطوياً، وسيكون نسخة أخرى من عدنان السيد حسين، الرئيس الذي ستنتهي ولايته بعد أيام قليلة، باعتباره رمزاً للتعمية والازدواج. ومَن غير السيد حسين، الوزير الملك سابقاً، يمكنه أن يرفض المحسوبية والواسطات والمنافع ويؤلف كتاباً عن المواطنة وأسسها وأبعادها، وهو يرأس مؤسسة المحسوبية والواسطات والمنافع؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها