الأربعاء 2017/10/25

آخر تحديث: 12:41 (بيروت)

FM18: باعتباري أفضل مدرب في العالم

الأربعاء 2017/10/25
FM18: باعتباري أفضل مدرب في العالم
يتعلق "المدربون" باللاعبين المخترعين
increase حجم الخط decrease

عندما عرفت أن السيد Huang Wenbin، وهو صيني الجنسية، جاء من الصين ليزور نادي Runcorn FC Halton، المجهول تماماً، ويقع في مكان ما غرب مدينة ليفربول، لأنه كان قد دربه في لعبة Championship Manager 01/02، ورفعه إلى الدرجة الممتازة بعدما اشترى ديفيد بيكهام ورود فان نيستلروي وغيرهما، قلت: لا حول الله. وفكرت أنني متأخر، هذه المرة أيضاً، عن زملاء لي في هذا العالم.

لكن، مع ذلك، وجدتُ ما أعزي به نفسي. أقله، كنت أقول لسنوات إنني أول من اكتشف هذه اللعبة من بين من أعرفهم. ثم، لاحقاً، بين مَن لا أعرفهم، منذ أيام لعبة Alex Ferguson's Player Manager، التي كانت اكتشافاً عظيماً. ثم عودة إلى CM بنسخها الصادرة في أواخر التسعينات، وهي لم تكن شيئاً غير كلمات، من دون أي خصوصية تذكر، وصولاً إلى النسخ الجديدة التي صارت تعرف بـFootball Manager، والتي ستصدر نسختها الجديدة في 10 تشرين الثاني 2017. شيء ما، مذاك، يقول في رأسي إن تدريب فريق أفضل من اللعب به.

ثم أنني أحسب، ويمكن أن أصر، أن أحداً قبلي لم يُدخل الدوري اللبناني لكرة القدم إلى النسخ القديمة من هذه اللعبة، بدلاً من الدوري الصيني. وإن كنت واجهت مشكلة تحول أسماء اللاعبين اللبنانيين الجدد، بعد سنوات من اللعب، إلى أسماء صينية. لكن، ما التكامل الثقافي والحضاري غير ذلك؟

أو ربما، أفكر الآن، هذا هو خطر أن لا تكون حياتنا هذه تنتهي مثل هذه اللعبة، التي يمكن أن يستمر اللعب فيها إلى ما لانهاية. هذه الفكرة مرعبة. لنفترض، مثلاً، أننا سنستمر إلى العام 2100. حينها، لن نجد أحداً نعرفه من بين اللاعبين. لكننا، نحن المدربين، نعرف هؤلاء اللاعبين الجدد، ونتبنى المواهب منهم، ونشتري ونبيع بهم، خصوصاً أن نظام اللعبة يعيد انتاج "النجوم" بأسماء أخرى، ويتيح في النسخ الجديدة منها تطوير اللاعبين ومهاراتهم.

لا أريد أن أقول إنني أتعلق باللاعبين "المخترَعين"، وإلى ما ذلك من خيالات لاعب يجلس خلف شاشة. إذ يبدو ذلك قاسياً، على نحو ما، على سلامتي العقلية، وإن كنت أبقي بعضاً منهم، ضمن لائحة لاعبيّ، في حال انتقلت من فريق إلى آخر. لكن، فايننشال تايمز نشرت، في 29 أيلول 2017، تحقيقاً عن اللعبة، وقدمت نماذج عن تعلق بعض "المدربين" بهؤلاء. وكان ذلك كافياً لأعترف، وأتذكر لاعبين لا وجود لهم، في هذا الواقع، بقيت أحتفظ بهم وبأسمائهم لسنوات. يمكن أن أعزي نفسي مرة أخرى: أقله، لا أخبر أحداً عنهم، كما يفعل غيري، وأبقيهم في رأسي، كما أنني أعتبر نفسي، في ذلك العالم المظلم، أفضل مدرب في العالم. لا حول الله، فعلاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها