الثلاثاء 2014/09/09

آخر تحديث: 17:59 (بيروت)

بلال ميقاتي: إرهاب الإبن سرّ أبيه

الثلاثاء 2014/09/09
بلال ميقاتي: إرهاب الإبن سرّ أبيه
من فيديو ذبح أبي هريرة ميقاتي للجندي الشهيد علي السيّد
increase حجم الخط decrease

 

تقتصر معلومات اولاد طربلس عن الشاب العشريني بلال عمر ميقاتي على العموميات. سمعوا عنه عبر تقارير متلفزة تفيد بأنه متورط بذبح الجندي العكاري علي السيد. استهجنوا في العلن هذا الفعل. ليس لأن "استهداف الجيش هو القصة"، وفق شيخ سلفي، بل السبب يعود الى كون الجندي المذبوح "سنّي الانتماء".

 

بلال ميقاتي الملقب بـ"أبي هريرة"، والذي عاش وتربى في محلة السويقة الشعبية وبين أرجاء سوق النحاسين، ظهر ايضاً في ثوان معدودة عبر شريط فيديو قصير التقط بعدسة هاتف خلوي وانتشر عبر "الواتس آب"، وهو يجبر مع رفاق له من تنظيم "داعش" عساكر لبنانيين بالاعتراف بأن دولة الاسلام "باقية". احد رفاقه طرابلسي ايضاً من آل العتر وهو من محلة باب الرمل كان يجر جندياً بلباسه العسكري وهو يشتم قائد الجيش اللبناني جان قهوجي والعميد عامر الحسن، ويصدح صوته بالتكبيرات في مكان بدا وعراً، على أطراف عرسال.

 

الشريط الذي دفع بكثيرين الى الجزم بأن مجموعة المقاتلين في القلمون "الداعشية" هم في غالبيتهم طرابلسيون، جعل العديد من السلفيين المناصرين لـ"جبهة النصرة" في طرابلس ينفون هذا الامر. اذ يؤكد مصدر سلفي لـ"المدن" ان "عدد الطرابلسيين الذين يقاتلون في القلمون مع "داعش" هو 3 فقط"، موضحاً: "كل من كان في مجموعة ابو بلال ميقاتي كان يريد القتال مع "النصرة" وغرر بهم بلال حين اقنعهم في الخروج معه الى جرود عرسال للقتال وقتل بعضهم في معارك مع الجيش، وحين بدأت المفاوضات الأولى دخلوا الى سوريا مع مقاتلي "النصرة" وهم اليوم يقاتلون مع ألوية سلفية في الداخل السوري"، مشيراً الى ان ميقاتي بقي مع رفيقين له واحد من آل العتر وآخر من محلة البحصة الشعبية في طرابلس من آل الجرنبير، والثلاثة ينتمون الى عائلات فقيرة"، واوضح ان ميقاتي هو من يدير حساب حفيد ابو بكر البغدادي وهو من ورط نفسه بوضع اشرطة تظهر الذبح.

 

ويقول الشيخ السلفي ان بلال هو ابن الشيخ ابو الهدى (احمد ميقاتي) الذي تم القبض عليه سابقاً وسجن في "رومية" مرات عدّة وأفرج عنه بعد صفقة "مجموعة الضنية"، وشارك في القتال داخل سوريا مع مجموعات خرجت من طرابلس مع بداية الثورة في معارك القصير والحصن. وعاد من بعدها الى طرابلس وشارك في اشتباكات جرت في الاسواق الداخلية وخصوصا في السويقة وحارة النشار وبعد ملاحقات أمنية قرر الذهاب الى سوريا عبر عرسال ودخل الى هناك وبايع تنظيم "داعش".

 

يروي الشيخ نفسه أن "شقيق بلال قتل برصاص دورية تابعة للجيش اللبناني. وهذا ما ولد المزيد من الكراهية تجاه قيادة الجيش"، ليحذر من اقحام طرابلس في لعبة "الدواعش"، موضحاً ان هناك مجموعة تضم اكثر من 40 شاباً في القبة والتبانة تراقبها القوى الامنية وهي تبايع فعلياً التنظيم، وللحقيقة ان الاجهزة الامنية تعرفهم وتعرف مكانهم لكن لديها حسابات اخرى، مشيراً الى "مجموعة رجال من آل ايعالي هي خطيرة للغاية وممتدة في التبانة والمنكوبين ويقاتل شبان منها مع التنظيم في سوريا. وهناك رجل يدخل عبر جواز سفر الى تركيا مدعياً انه يريد انهاء صفقات تجارية (المنيوم) ومن هناك كان يدخل الى سوريا ويحضر تمويله من داعش ويعود"، مؤكداً انه قد ينفذ بالتنسيق مع شادي مولوي وعمر منصور اي مخطط لداعش في الشمال.

 

اليوم، ورقة "داعش" احترقت شمالاً بين صفوف السلفيين خصوصا بعد تورط ميقاتي في ذبح الجندي السني وان "هذا الامر دفع بالنقمة عليهم من قبل اهل الشمال الذين نظروا الى افعال النصرة على انها اكثر وعياً، خصوصا انها افرجت عن العساكر والامنيين السنّة"، في مبادرة يصفها الشيخ السلفي بـ"الذكية". ويؤكد ان "داعش تصرف بغباء مع ملف قضية عرسال، وسقف المفاوضات عال ولن يتحقق، عكس مطالبة النصرة بخروج "حزب الله" من سوريا وهو امر يتفاعل معه جمهور السنة في لبنان". موضحاُ انه كان بامكانهم المطالبة بالافراج عن النساء الموقوفات في سجن رومية. فيما طلبات داعش هي ابتزاز للدولة اللبنانية ولملف الموقوفين. 

increase حجم الخط decrease