الأحد 2024/03/24

آخر تحديث: 15:31 (بيروت)

صحافيون بمهمات "انتحارية"..يخرقون عزلة الحدود الجنوبية

الأحد 2024/03/24
صحافيون بمهمات "انتحارية"..يخرقون عزلة الحدود الجنوبية
الدمار في بليدا
increase حجم الخط decrease
من بلدتي ميس الجبل وحولا المتاخمتين لحدود لبنان الجنوبية، اخترق مراسل قناة NBN علي عطوي، الحظر الاسرائيلي، وأعدّ تقريراً من البلدتين، نقل حكايا صمود من تبقّى من السكان فيهما، باستصراح بعض من أهاليهما، وصوّر التقرير حجم الدمار الهائل الذي لحق بالبلدتين جراء القصف الاسرائيلي العنيف. 
يأتي التقرير بعد اسابيع من الانقطاع عن بلدات حدودية لم يستطع الصحافيون اللبنانيون الوصول اليها، جراء القصف العنيف، والاستهدافات المتواصلة لكل المدنيين، بمن فيهم الصحافيون بطبيعة الحال. حصلت اختراقات طفيفة خلال الشهر الماضي، ومن بينها جولة "التلفزيون العربي" والمراسل علي رباح في بليدا. 


وخلال الاسابيع الماضية، ظهر مقطعا فيديو صورهما صحافيان محليان، أولهما في بلدة عيتا الشعب، وهو مقطع فيديو حاول خصوم "حزب الله" استخدامه ضده في السياسة بعد رصد حجم الدمار، والثاني من ميس الجبل، وعكس حقيقة المشهد، قبل أن تكرّ السبحة، وتخرج ثلاث فيديوهات أخرى من حولا وميس والعديسة.  
وتعدّ مساعي التوثيق الاخيرة، اختراقاً لعزلة اعلامية فرضتها قوات الاحتلال على البلدات الحدودية. في الشهرين الاخيرين، لم تستطع كل الاتصالات مع قوات حفظ السلام الدولية العاملة بالجنوب (اليونيفيل)، انتزاع جولة للصحافيين. وحين قرر بعض المراسلين الميدانيين في الجنوب زيارة الوزاني قبل ثلاثة اسابيع لمعاينة الاضرار التي لحقت بمحطة الضخ الرئيسية جراء الاستهداف الاسرائيلي، أبلغتهم "اليونيفيل" قبل وقت قصير بمخاطر عالية جراء تلك الزيارة، فتم الغاؤها، حسب ما يقول صحافيون ميدانيون لـ"المدن". 

لكن الصحافيين تحينوا فرصة جديدة لتوثيق ما ارتكبته قوات الاحتلال. تضافر عاملان غير مترابطين في الاسبوع الاخير. تمثّل الاول في تهدئة أمنية على الحدود، لمدة 12 يوماً، بعد أعنف تصعيد بلغ بعلبك في مطلع الاسبوع الماضي، فيما تمثل الثاني في جولة إعلامية اسرائيلية على المستعمرات الحدودية مع لبنان، ضمّت وكالات أنباء عالمية. 

حفّزت تلك المستجدات، مجموعة من المراسلين الميدانيين لزيارة القرى المتاخمة للحدود التي تعرضت لموجات كبيرة من التدمير، فنزل الصحافيون في العديسة وكفركلا والخيام وميس الجبل وحولا، ونقلوا أخبار تلك البلدات، لتُضاف الى سجل التغطية اليومية من البلدات والمدن القريبة، والآمنة الى حد كبير، مثل مرجعيون وابل السقي ورميش، وزخّرت الانباء التي يبثها هؤلاء كل يوم عبر مجموعات اخبارية، بمعطيات ميدانية جديدة. 
مهمة انتحارية
ونفّذ الصحافيون مهمتهم بمبادرة ذاتية. لم يكن هناك اي دفع من مؤسسات، علماً أن بعضهم يفتقد الى حماية مؤسساتية، كونه يعمل ك"مراسل حرّ" ولا يرتبط مع مؤسسة إعلامية. وُصفت مهمة هؤلاء بـ"الإنتحارية". معظم الصحافيين والمصورين الميدانيين في الجنوب، بلا تغطية صحية، ولا تغطية على الحياة. هذه المشكلة اثيرت مراراً، منذ بداية الحرب في 8 تشرين الاول/أكتوبر الماضي، ولم يتغير الكثير رغم المناشدات، فانقطع بعض الصحافيين "عن المخاطرة" حتى الى بلدات الخط الثاني من الحدود، أي على بُعد 7 الى 10 كيلومترات عن الشريط الحدودي.

في لقاء حواري بعنوان "الحرب في عيون المراسلين" قبل اشهر، اختصر نقيب المصورين الصحافيين علي علوش الواقع بقوله: "أصعب شيء علينا أن مؤسساتنا الاعلامية لم تضع بوالص تأمين على الحياة. هناك زملاء يتقاضون 40 و50 دولاراً شهرياً. أعتقد أن كل مؤسسة تخذلنا الآن كمراسلين، هي تساهم مع العدو في دفعنا للإنسحاب من الجنوب". 

منذ ذلك الوقت، لم يتغير أي شيء."الانتحاريون"على خط النار، بالكاد سيعودون بالمستجدات والتحديثات. وبغياب جولة اعلامية تنظمها الدولة وتنسقها مع جهات دولية، لن تكون هناك قصص من المنطقة، يحتاجها الرأي العام المشاهد اكثر من اي وقت مضى.  
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها