السبت 2023/05/27

آخر تحديث: 15:11 (بيروت)

الليدي مادونا في "كتير هلقد": حضر الريش وغابت المتعة

السبت 2023/05/27
الليدي مادونا في "كتير هلقد": حضر الريش وغابت المتعة
increase حجم الخط decrease
لم تحمل الفقرة الفنية الأخيرة من برنامج "كتير هلقد"، الذي يقدّمه الإعلامي هشام حدّاد على شاشة "إم تي في"، واستضاف الليدي مادونا، أي مضمون ثري، بل أتت باهتة على عكس الريش الملوّن الذي حملته معها الفنانة الاستعراضية الى مضيفها والفرقة الموسيقية الموجودة في استديو التصوير.

وصحيح أنّ حداد يعمد مؤخّراً الى إحياء الفن "القديم" عبر استضافة فنانين مخضرمين، بدلاً من نجوم الصف الأول الذين اعتاد استقبالهم خلال السنوات الماضية، فإن نتاج الفنان واستمراريته في عمله يُشكلان عامل الجذب الأقوى للمشاهد الذي يتوق دائماً الى سماع أخبار المشاهير ماضياً وحاضراً، وإن لم يتوافر شرط الاستمراريةن فلا بد للأسئلة والإجابات أن تقدم جديداً غير معروف من سيرة أو إشكالية فنان(ة) تمتع ذات يوم بنجومية ساطعة. 

بناء على ذلك، كانت فقرة المغني اللبناني وليد توفيق في الحلقة 15 من البرنامج نفسه، أغنى من حلقة مادونا، إذ أثبت الفنان البالغ من العمر 69 عاماً، أنّ العمر مجرد رقم يمكن الاستفادة منه، لا التوقف عنده، بعكس مادونا (62 عاماً) التي أحجمت عن الإنتاج وعمدت خلال الحوار الى التغني بماضيها وبمعجبيها من الوسط السياسي والفني وغيرهما، لا أكثر. فهل يعود السبب إلى مُرتَكز العمل الفني؟.. بمعنى أن وليد توفيق مغنٍّ، والأغنية وصوته هما العنصران الأساس في أرشيفه وإنتاجه، في حين أن رأس المال الفني لمادونا كان دائماً الاستعراض، الموضة، والجاذبية الأنثوية، وهذا ما ينال منه الزمن وربما يضطرها إلى التوقف مع التقدم في السن. 

وفيما نجح حدّاد في إعادة إحياء الذاكرة الفنية لجمهور عاصر نجمين لبنانيين معروفين، فإن الاستمتاع بالحوار مع توفيق والطرب الذي قدمه في أغنية "يا بهية"، و"الميدليه" التي أجاد غناءها وصولاً إلى عزفه الطبلة وهو يُغني "دقيّ يا ربابة" أعطى حلقته ميزة خاصة، لم تستطع أن تصل إليها المقابلة مع مادونا التي اختممت حلقتها برقصة استعراضية باردة على أغنية "وله يا صعيدي".


إلى ذلك، لم تقبل الفنانة الشقراء الاعتراف  بغيابها عن الساحة الفنية وبروز أسماء فنانات غيرها تصدّرن المشهد وخطفن الأضواء. وعندما سألها حدّاد عن النجمة الاستعراضية الأولى على الساحة الفنية اليوم، سمّت نفسها وأجابت :" مادونا"، وبسؤاله: ماذا عن ميريام فارس، رأت أنها، رغم تقاطيع جسدها الجميل، إلا أنها "بدها شغل"، وبأنها تفضل مايا دياب.

ولعل كل من عايش مادونا في "عزّها" خلال سنوات الثمانينات والتسعينات مع قناة "إل بي سي" والمخرج سيمون أسمر، يتذكر أنّها كانت تنفق كثيراً من المال على فساتينها ومظهرها الخارجي ورقصاتها الاستعراضية، لكنّ نصيحتها للفنانات المعاصرات بأنّ "يسخوا على لباسهن" لم تكن في محلّها، لأّن فنانات اليوم سباقات في متابعة الموضة وهنّ ينتقين ملابسهن من أفخم المصممين اللبنانيين وأكبر دور الأزياء العالمية، ومن يتابع إطلالات النجمات نوال الزغبي ونانسي عجرم وميريام فارس ونجوى كرم وسواهنّ يعرف أنّهن لا يبخلن في الإنفاق على أدّق التفاصيل في إطلالاتهن الفنية.

أما أفضل ما في الحوار فكان بساطة مادونا وعفويتها، إذ بدت صريحة الى أبعد الحدود بحديثها عن حياتها العاطفية والمادية من دون تردد، إضافة إلى حديثها عن إيمانها بشغف. وربما يكون الصدق هو الرابط الذي جمعها مع ابن جيلها وليد توفيق، بعكس العديد من فناني اليوم الذين ينتقون الكلمات في حواراتهم التي تغيب عنها الشفافية وتحكمها الكلمات المنمقّة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها