الجمعة 2023/06/23

آخر تحديث: 22:05 (بيروت)

طفرة البرامج السياسية.. انعكاس للأزمات وقلّة الإعلانات

الجمعة 2023/06/23
طفرة البرامج السياسية.. انعكاس للأزمات وقلّة الإعلانات
رولا حداد في LBCI هي الوحيدة التي تقدم برنامجاً حوارياً سياسياً مسائياً
increase حجم الخط decrease
خلال السنوات الأخيرة، ارتفع عدد البرامج السياسية في المحطة التلفزيونية بشكل لافت. فبعدما كانت المحطة تكتفي ببرنامج سياسي واحد يقدّمه اعلامي معروف يكون صاحب خبرة في المجال الحواري، خصّصت التلفزيونات المحلية العديد من برامج "التوك شو" في فترات الصباح وبعد الظهر والفترة المسائية، وفتحت المجال أمام مراسليها لتقديم حلقات سياسية تضيف الى رصيدهم خبرة في الحوار المباشر. 

وفيما أسدلت العديد من المحطات اللبنانية، الستار، ولو مؤقتاً، على غالبية برامجها السياسية الليلية لهذا الموسم، لتعود في موسم الخريف المقبل، تستمر البرامج السياسية خلال فترة النهار كعادتها لتواكب الأزمات المستمرة في لبنان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وقضائياً.

أجندة حافلة
خصّت شاشة LBCI مشاهديها بأكثر من ثلاثة برامج  سياسية مسائية، إضافة الى برنامج "نهاكم سعيد" الصباحي، وهي: برنامج "عشرين30" السياسي والاقتصادي والثقافي الذي يقدمه ألبير كوستانيان، و"الأحد مع ماريو" للإعلامي ماريو عبود الذي يتناول فيه آخر التطورات السياسية، أما "حوار المرحلة" مع رولا حداد فيستضيف أبرز الشخصيات السياسية والمالية. واللافت أن حداد، هي المرأة الوحيدة بين الاعلاميين الذين يقدمون برنامج "توك شو" سياسياً مسائياً على قناة لبنانية. 


وعلى شاشة "MTV"، يعد برنامج "صار الوقت" الذي يقدمه مارسيل غانم من أبرز البرامج السياسية والاجتماعية الأسبوعية، أما ديما صادق فتقدم كل يوم إثنين برنامجها الناقد "حكي صادق" في 30 دقيقة، فضلاً عن برنامج "باسم الشعب"، الذي يقدمه رياض طوق، وفقرة "بيروت اليوم" اليومية، وهي محطة سياسية يُناقش فيها المحاور (أحد مذيعي المحطة) مع ضيوفه أحداث الساعة.


وقد يكون تلفزيون "الجديد" من أكثر القنوات التلفزيونية التي تولي تغطية الأزمات في لبنان أهمية ملحوظة، وخصص العديد من البرامج السياسية المواكبة لتلك الأزمات، مثل "وهلق شو" الذي يقدمه جورج صليبي الى برنامج "يسقط حكم الفاسد" لرياض قبيسي الذي يسلط الضوء على ملفات الفساد، وبرنامج "الرئيس" لسامي كليب الذي ينطلق من عقدة الرئاسة اللبنانية ويجول على أهم الملفات الساخنة في العالم العربي، من دون أن ننسى البرنامج الصباحي اليومي "الحدث" و"هنا بيروت" الذي يبث مباشرة في فترة بعد الظهر.


أما شاشة OTV فمن أبرز برامجها "نبض بيروت" و"حوار اليوم" و"مباشر الساعة 5"، فيما يعرض "تلفزيون لبنان" الرسمي برنامج "مع وليد عبود" السياسي، اضافة الى فقرات وبرامج أخرى. 


سلة تلفزيونية سياسية 
مع تضخّم "السلّة التلفزيونية السياسية"، يجد المشاهد نفسه محتاراً في تحديد ما يريد مشاهدته من برامج. وفي ظل التنافس الملحوظ بين شاشات التلفزة اللبنانية على استقطاب المشاهد، ومع التفاوت في تحديد نسبة المشاهدة الأعلى لهذه المحطة أو تلك ولهذا البرنامج أو ذاك، تبعاً للشركة التي تجري الإحصاء، يبدو جليّاً أنّ الإعلام يعكس واقعاً مفاده أنه كلما ازدادت الأزمات زادت معها البرامج الحوارية وفُتح الهواء لعشرات البرامج في كافة المحطات اللبنانية. 

ثورة وإعلانات شبه معدومة
وتردّ المديرة التنفيذية في قسم الأخبار في LBCI، لارا زلعوم، كثرة البرامج التلفزيونية في المحطة الى ثلاثة أمور: "الثورة، إذ سحبنا الحدث إليه وطغى على أي حدث آخر، ففتحنا له الهواء لساعات طويلة لدرجة أنه لم يكن بمقدورنا تمرير أي اعلان أو برنامج يحمل طابعاً آخر". 

ومع استمرار ثورة 17 تشرين وما رافقها من أزمة اقتصادية "أصبح سوق الإعلانات شبه معدوم وتأثّر الإنتاج كما شراء البرامج"، كما تقول زلعوم في حديث لـ"المدن"، من دون أن تخفي "أننا كمحطات نرتكز على الإعلانات، ومع صغر المساحة الإعلانية، بات التوجه نحو البرامج السياسية أمراً حتميّاً، فزدنا برامجنا السياسية الليلية الى جانب "نهاكم سعيد" الصباحي الذي له جمهور معين، فباتت لدينا ثلاثة برامج مسائية هي "عشرين 30" و"الأحد مع ماريو" و"حوار المرحلة". 

وتضيف: "لكلّ من هذه البرامج جمهوره، أحدها يتوجه الى النخبة ولجمهور يبحث عن أرقام ويريد سماع خبراء اقتصاد، أما البرنامج الآخر فيعكس صورة الحياة السياسية اللبنانية، فيما يستضيف الثالث شخصيات سياسية وأصحاب قرار، وجميعها تلبي حاجات الجمهور".


وعن حماية الموسم السياحي الواعد في لبنان مع كلّ ما يتأتى عن هذه البرامج من أجواء سلبية، تقول زلعوم: "ما توصّي حريص، نحن في LBCI نهتم بتسليط الضور على الصورة الإيجابية للبنان وخير دليل على كلامي هو البرنامج الذي أطلقناه مساء الإثنين، وهو عبارة عن سلسلة تقارير تحاكي جمال لبنان وسحر مناطقه"، مضيفة: "هدفنا الأساسي هو حماية القطاع السياحي، ونذكّر أننا نحن من أطلقنا حملة أهلا بهالطلة، بالتعاون مع وزارة السياحة". 


وتشير الى "أنّنا كمحطة لا نملك برامج سياسية تحريضية ولا نكرّس ذلك في نشراتنا الإخبارية، ونحن نسعى ان تكون الموضوعية سمتنا بعيداً من خطاب الكراهية والطائفيّة والمناطقية".

ظاهرة مبالغ فيها
من جهته، يرى مدير الأخبار في MTV، وليد عبود، أن كثرة البرامج السياسية في المحطة التلفزيونية الواحدة لا سيما في فترة المساء "هي ظاهرة جديدة وهذا خطأ، لأنّ البرامج السياسية موجودة في كل الأوقات ومنصات التواصل الاجتماعية مليئة بها، فصار الأمر مبالغاً فيه". 

في محطة MTV، يقول عبود لـ"المدن": "هناك برنامج سياسي واحد هو "صار الوقت"، أما بقية البرامج مثل "باسم الشعب" فلا يعتبر سياسياً، هو يتناول قضية أو فضيحة معينة أو أي ملف شائك طارئ يجب مواكبته، فيما "حكي صادق" برنامج رأي وليس حوار".


برأي عبود، قد تكون الأزمة الاقتصادية هي السبب وراء تعدد تلك البرامج، ويشير الى أنه في أيام الانتفاضة "كان الأمر مبرّراً لأن البلد كلّه كان في حالة إقفال وشلل، والناس كانت تترقّب تطور الأحداث، أما اليوم فصحيح أن أزماتنا مستمرة، لكن هذا لا يبرّر هذا الكم الكبير من البرامج السياسية. الوجوه نفسها تتكرّر في البرامج أو من يشبهها من التيار السياسي نفسه".

وعن كثرة البرامج الحوارية الصباحية وفي فترة بعد الظهر يقول: "تعدد البرامج الحوارية في الفترة الصباحية وبعد الظهر ليست جديدة هي بدأت منذ العام 2000 وكرّسها بيان المطارنة الموارنة و"قرنة شهوان" وبدء الحراك اللبناني ضد الوصاية السورية".

أما عن حماية القطاع السياحي، ففي رأي عبود أنّ المسؤولية مزدوجة، يقول: "الأمر لا يقتصر على برامج "التوك شو" وحدها بل على العمود الفقري في المحطة، أقصد نشرة الأخبار. نحن كوسائل إعلام علينا مسؤولية خاصة (في أي موسم سياحي وعلى أبواب الصيف ومواسم الأعياد) صحيح أنه يجب أن نسلط الضوء على السلبيات الموجودة في البلد، لكن من الضروري ألا نكتفي بها، وإنما علينا أن نضيء أيضاً على الإيجابيات ونبرزها كي لا نجلد أنفسنا ونقضي على بلدنا الذي يعيش أزمة اقتصادية خانقة وبالتالي على موسمه السياحي".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها