الخميس 2022/10/27

آخر تحديث: 13:29 (بيروت)

جنس و"بيبي دول" وعلاقة "واو" مرة بالشهر..."الجديد" يستثمر الابتذال

الخميس 2022/10/27
جنس و"بيبي دول" وعلاقة "واو" مرة بالشهر..."الجديد" يستثمر الابتذال
احدى المشتركات في برنامج "فاشلين بالحب"
increase حجم الخط decrease
التعابير التي استُخدمت في انتقاد برنامج "فاشلين بالحب"، مثل "خدش الحياء" و"عدم مراعاة المجتمع اللبناني" و"الوقاحة"... لا تتخطى كونها نظرة تقليدية لبرنامج جريء، يطرح أسئلة ما زال المجتمع اللبناني يصنفها على أنها "تابو" لا يصلح للعرض على الشاشات.
غير أن هذه المقاربة، التي تبدو اجتراراً لموروث اجتماعي يرى أن تناول السلوكيات الجنسية يُتداوَل حصراً تحت الطاولات وفي جلسات النوع الاجتماعي الواحد، تجتزئ أساساً أن العرض مبتذل، تُطرح فيه الأسئلة الجنسية لاستدراج إثارة، وخلق جدال حول برنامج ترفيهي يسعى لصياغة مواعدة بين شخصين. 


والبرنامج الذي يعرضه تلفزيون "الجديد" ويقدمه غيد شماس، تلتقي فيه في كل حلقة مجموعة من الشبان والشابات، ليمضوا معاً 100 دقيقة بحثاً عن "النصف الآخر" في جو مليء بالاختبارات، التحديات، الألعاب، الجرأة، الفرح والانكسارات، حسبما تعرّف القناة بالبرنامج. 

ينقسم المشاركون الى فريقين، حسب النوع الاجتماعي، فريق الفتيات وفريق الشبان. تقول القناة إنهم يستفزون بعضهم البعض، ويجذب البعض بعضهم الآخر، ليبقى منهم شخصان في الفريق الأيمن الذي سيكون محط الاختبار، ثم يختار الفريق الآخر من بين الإثنين شخصاً واحداً ليتحول من فاشل بالحب الى محط الأنظار، وسيتغير المشهد من حلقة الى أخرى بين إناث وذكور.

وبحسب "فورما" البرنامج، الشخص الوحيد الذي سيبقى للنهاية في هذا الفريق سيختار شخصاً واحداً من الفريق الآخر ليخرجا معاً في موعد غرامي.
 

يطرح البرنامج في محاوره أسئلة عن المساكنة قبل الزواج، والثقة في النفس، و"المرأة النكدة"، وغيرها من القضايا والأسئلة المتداولة، والمعروضة في الشاشات اللبنانية منذ مطلع التسعينيات.


يصل البرنامج في العرض الأخير الى أسئلة تدخل في صلب المزاج الجنسي والقضايا الحميمة: "هل تحبين العلاقة في الضوء أو العتمة؟"، لتجيب إحدى المشتركات بأنها تفضل الضوء.. و"هل تفضلين العلاقة قبل العشاء أو بعده؟"، لتجيب بأنها تنام بعد العلاقة.. وتطرح أسئلة عن طريقة جذب الشريك للقيام بعلاقة جنسية، وعن الملابس المطلوبة، و"البيبي دول" و"الويسكي" و"بلا ثياب"... وعلاقة هادئة أو عاصفة، أو علاقة روتينية يومياً، أو علاقة "واو" مرة في الشهر!

والأسئلة من هذا النوع، يُراد منها جذب المشاهد، ولو بالإسفاف، وإثارة الجدل حول العرض. قوة العرض في تفاهته أولاً، وفي قدرته على زيادة منسوب الابتذال. ذلك أن تحقُّق هذا الشرط، كفيل بخلق نقاش وانقسام الرأي بين "حرية العرض" و"جرأته" من جهة، و"خرقه للأعراف" من جهة ثانية، وهي مادة قائمة في مواقع التواصل، ويتبرّع الكثير من المشاهدين لتعويم هذا النمط من الرأي الذي يصل الى حدود مطالبة وزير الإعلام بالتدخل، أو مطالبة المرجعيات الدينية بذلك، وتالياً، يتحول البرنامج الى "ترند" وترتفع نسبة المُشاهدة على قاعدة "الدعاية السيئة هي دعاية حسنة". 


بات معروفاً أن العرض الرصين، ولو كان جريئاً، لا يجذب المشاهدين في لبنان الذين يعانون هواجس معيشية، وتستقطبهم أخبار سعر الدولار، وما تصوغه الحكومة من قرارات تنعكس مباشرة في حاضرهم ومستقبلهم. وعليه، ارتبط الترفيه بالجنس، بالأحرى، بالابتذال المثير للجدل. لم يكن أحد لينتبه الى مضمون البرنامج المكرر، لولا جمع الأسئلة والإجابات ذات المدلول الجنسي المبتذل في مقطع فيديو يتبادله العشرات، ويدلون بآراء حول "جرأته" أو "تخطيه للأعراف". 

يتملّك هاجس "الترند"، سلوكيات الشاشات. وحدها نسبة المشاهدة قادرة على جذب ما تبقى من مُعلنين في لبنان. أما المشاهد، فله حرية الاختيار بين المُشاهدة ونبذها، من دون أن تُسقط المحطة فرضية "الجمهور عايز كده". 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها