الإثنين 2021/08/16

آخر تحديث: 21:39 (بيروت)

مراسلة CNN بالحجاب بعد تمدّد طالبان..إنّها لحظة الخذلان!

الإثنين 2021/08/16
مراسلة CNN بالحجاب بعد تمدّد طالبان..إنّها لحظة الخذلان!
كلاريسا وارد بعد ساعات على ظهورها من دون حجاب في العاصمة الافغانية
increase حجم الخط decrease


ما بدا أنّه إنجاز في الأعوام القليلة الماضية، أصبح اليوم يثير الريبة بسبب القيود التي فُرضت على النساء الأفغانيات والمقيمات في البلاد إثر سيطرة حركة طالبان السريع على السلطة.

وفيما بدا الاعلام مهتماً بعرض واقع المرأة الأفغانية في ظل هذه التبدلات السياسيّة، غدت التغطية الاعلامية نفسها مؤشراً ينبئ بمستقبل قاتم، ليس أولى دلالاته ظهور مراسلة "سي أن أن" بحجاب وبدونه، خلال تغطيتها الحدث الأفغاني، خلال أقل من 24 ساعة. 
وظهرت مراسلة شبكة "سي إن إن" كلاريسا وارد، وهي ترتدي الحجاب أثناء تغطيتها للتطورات السياسيّة في كابل منذ إعلان الانسحاب الأميركي من أفغانستان الأسبوع الفائت. بثت القناة رسالتها، يوم الاحد، على طبيعتها، من دون حجاب. أما الاثنين، فقد ظهرت بحجاب، وفي الخلفية مجموعة من المسلحين العائدين للحركة الاسلامية القابضة على السلطة.

وبدا إرتداء الحجاب ضرورياً أثناء العمل الصحافي في ظل سيطرة مجموعة اسلامية مسلحة على الحكم. وعليه، لا مشكلة في تنازل الاعلام عن حريته مقابل منح الصوت للآخرين من أجل التعبيرعن معاناتهم. الغاية تبرر الوسيلة! 
هذا هو الواقع. فإرتداء مراسلة محطة "سي ان ان" للحجاب ربما يشي بأنّ الولايات المتحدة قبلت بالتنازل عن حقوق المرأة مقابل ثمن سياسي ما. 
هذا النوع من الظهور الاميركي يوحي بأنّ الطريق الذي بدأته النساء لاستعادة حقوقهن في أفغانستان سيدخل في نفق مظلم، ويهدد نضالهن من أجل الاضطلاع بأدوار مهمة في الحياة السياسية والاجتماعية، لتبدو الأشواط الكبيرة التي قطعنها في مجالات التعليم والعمل والمساواة بين الجنسين عادت الى نقطة الصفر، الى ما قبل العام 2001.
حاولت "طالبان" نزع تهمة تشكيل بُعد هوياتي جديد للبلاد، باعلانها "قبول عمل المرأة ولكن شرط ارتدائها الحجاب". يعوّل المتفائلون على هذا التصريح باعتباره يفتح المجال أمام بعض التسامح والتساهل من الحركة تجاه قضية المرأة. 

فأثناء حكم طالبان الذي امتد من العام 1996 حتى 2001، كانت الحقوق الأساسية كالعمل والتعلم ممنوعة عن النساء. اليوم تكرس "طالبان" منطق "الحق المشروط"، وكأننا بذلك أمام فكرة "الحرية المجتزأة" التي تقبل المساومة وفق ما تحدده الظروف، أو ما يوصف بمبدأ "المسار التدريجي" لبلوغ الحرية الشاملة. وعليه فإنّ ارتداء كلاريسا وارد للحجاب، ليس خضوعاً صريحاً وإنّما هو خطوة نحو التغيير، ربما.

في المبدأ، يعكس ارتداء إمرأة "غربيّة" للحجاب، معنى رمزياً يشير الى التضامن الفعلي مع المرأة الافغانية في لحظة حرجة من تاريخها. وهذا ما فعلته وارد حين دخلت بيوت النساء الافغانيات مرتدية الحجاب، وذكرت في أحد التقارير: "اليوم سأفترق عن فريق عمل المحطة لأنام في حجرة النساء".
ربما لن تكون المرأة الافغانية وحدها في خطر، بل الشركات الاعلانية والاعلامية الداعمة لها، وبذلك ستفتقد المرأة داعمي هذه الحقوق، و قد تصبح في ما بعد هدفاً مشروعاً لطالبان.

 تطل كلاريسا وارد من شرفة أحد مباني كابل، لتشهد على الازدواجية الأميركية في التعاطي مع قضية المرأة الافغانية، وما يعنيه ذلك من تحول في مضمون الخطاب السياسي والاعلامي وأدواته. أما بالنسبة الى المرأة الأفغانية، فإنّها لحظة الخذلان!
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها