الأربعاء 2021/06/30

آخر تحديث: 19:23 (بيروت)

طرابلس تبحث عن "بو عزيزي" لبناني

الأربعاء 2021/06/30
طرابلس تبحث عن "بو عزيزي" لبناني
تبين أن هذه الصورة مفبركة، ولم تمُت الطفلة التي ظهرت على يدي والدها في فيديو الثلاثاء (تويتر)
increase حجم الخط decrease
انتشر عبر مجموعات الواتساب خبر مفاده أن طفلاً طرابلسياً مريضاً توفي في حضن والده بعدما تعذّر تزويده بالأوكسيجين بسبب انقطاع كهرباء الدولة وكهرباء المولدات. 
الخبر الذي نفته لاحقاً وسائل الإعلام كان كافياً ليشعل الساحة الطرابلسية في مشهد كاد يتحول إلى حرب، ما ينذر بأن طرابلس، بعدما كبتت ألمها وجوعها لأشهر وسنوات، تبحث عن "بوعزيزي" يشعل شرارة ثورتها، وهو لن يلبث أن يظهر إذا لم تتصرف الدولة على وجه السرعة لمعالجة الأوضاع المتأزمة.

وضعت الدولة الجيش بمواجهة الناس في طرابلس. فقراء يواجهون فقراء، وسط غياب للتغطية التلفزيونية المباشرة لما يحدث في المدينة. انتشرت في وسائل التواصل فيديوهات لانتشار المسلحين في الشوارع وإطلاق النار في الهواء، ثم فيديوهات لبدء انسحاب الجيش وأنباء عن خروج الوضع عن السيطرة. 


تعوض مجموعات "واتسآب" عن التغطية التلفزيونية المفقودة. تملأ أخبار معاناة الطرابلسيين وسائل التواصل، المدينة المهملة منذ عقود، وربما تكون أكثر المدن اللبنانية تضرراً بفعل الأزمة الحالية. ينقل مواطنون طرابلسيون أن اللحم والدجاج قد فسد في البرادات، الجبن سيفسد عما قريب بسبب انقطاع الكهرباء. مع ذلك، ما زال يوجد بيننا من ينظر إلى أي تحرك في طرابلس على أنه مشروع تكفيري أو مؤامرة لإمارة إسلامية متطرفة، وهم لا يستحون أن ينشروا أفكارهم وتحليلاتهم في مواقع التواصل. 

في خطاب أمين عام حزب الله الأخير، كما في تصريح لرئيس الجمهورية ميشال عون، إجماع على رفض إغلاق الطرق واحترام الملكيات العامة والخاصة وحرية المواطنين. هذا خطاب يجوز تطبيقه على من يتظاهر من أجل افتتاح حديقة عامة في المدينة، أما عندما يجوع الناس، عندما يموت أولادهم، يصبحون في وضع النجاة وحين لا تستمع السلطة إلى معاناتهم، يصبح حمل السلاح بوجهها والثورة، أمراً لا مفر منه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها