الثلاثاء 2020/10/20

آخر تحديث: 20:12 (بيروت)

نينا عبد الملك تعمم فشلها على النساء

الثلاثاء 2020/10/20
نينا عبد الملك تعمم فشلها على النساء
لا تمتلك ما تتحدث عنه من انجازات، فاختارت اثارة الجدل اعلامياً بخطاب رجعي
increase حجم الخط decrease
"لا يجوز التساوي بين الجنسين.. الرجل له شغله، والمرأة لها دورها" .
 بهذه العبارة، قضت المغنية نينا عبد الملك على جهود مئات آلاف المناضلات، منذ مئة سنة على الاقل، لتحقيق المساواة، و‘خراج المرأة من وظيفتها التقليدية القائمة على الإنجاب، والاهتمام بالعائلة، معتبرة أن هذه هي وظيفتها الأولى، تليها الأدوار الأخرى. 
وقالت في إطلالة اذاعية: "وظيفتها الأولى هي التكاثر.. أن تنجب، وتربي"، وقالت: "لا اعرف لماذا النسويات غاضبات من الحياة، بينما أعطانا الله اسمى المواقع. الدنيا أمّ. لماذا تسعين لأن تكنّ رجالاً؟"


ونينا، بهذا التصريح، دفعت المساعي النسوية للارتقاء بالمرأة، الى القعر. سخفت القضية، وقضت على أحلام كثيرة بالمساواة والارتقاء. وما المانع من أن تؤسس المرأة عائلة، وفي الوقت نفسه ترتقي بنفسها وتحقق ذاتها؟ لماذا عليها أن تكون تابعاً، بذريعة العائلة؟ ومن قال ان النساء بلا عائلات ينتهين وحيدات؟ 

النظرة الدونية للمرأة، تقيسها عبد الملك على قياس نفسها: مغنية فشلت بأن تحقق انجازاً على الصعيد الفني بعد تخرجها من ستار اكاديمي، حين ألزمت نفسها بإعادة أغاني سواها وتردادها بتوزيع مختلف، الى أن تزوجت من رجل اعمال، يوفر لها المال والدلال. 

نقص الطموح لديها، ألزمها بهذا الموقع، ودفعها لمخاطبة مجموعة من النساء التقليديات اللواتي يتعبن بما يخطى آلاف النساء العاملات في مهن منافسة للرجال، بغرض تأمين العائلة. والسؤال الذي يطرحه قرويون: "ألا تستنزف المرأة نفسها لأجل عائلتها؟ حتى المرأة التقليدية التي حكمت على نفسها بالطهي والتربية، أليس امرأة عاملة وتضحي في سبيل عائلتها؟"

ثمة خطاب رجعي تتفوه به نينا عبد الملك، لتبرير خياراتها الموسيقية اولاً، ثم مستقبلها الذي أهلها لأن تقول ما يثير الجدل لاعادتها الى الضوء، كونها لا تجد ما تتحدث عنه من انجازات. انجازها الوحيد هو مهاجمة النسويات، لتتفرغ بعدها الى صفحتها في انستغرام حيث تعرض مشاهد امومتها الحديثة، وتسأل عبر الاذاعة أيضاً عن آراء المتابعين بسلبيات وايجابيات الزواج!


وليس يسيراً ما قالته احدى المعلقات: "انت ماذا تعرفين عن معاناة النساء وما تعشنه من قمع وتسلط وعنف اسري وتحرش واغتصاب وزواج مبكر وزواج بالغصب وحرمان من حضانة أولادهن ومن حريتهن". وأضافت: "من أخبرك اننا كنساء فقاسات وماكينات للانجاب فقط!؟ ومن أخبرك ان كل النساء يطمحن ليكنّ أمهات حصراً؟ دور النساء لا تحددينه انت.. لم يعد مقبولاً خطاب ذكوري يصدر عن النساء".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها