الجمعة 2019/08/23

آخر تحديث: 17:54 (بيروت)

ريهام سعيد تهين النساء: فوضى الجماهيرية

الجمعة 2019/08/23
ريهام سعيد تهين النساء: فوضى الجماهيرية
increase حجم الخط decrease
حين اتجهت مقدمة البرامج ريهام سعيد لمحاكاة "ستات البيوت"، أهانت شريحة كبيرة من النساء حول العالم. فهي لم تقدم نصيحة بصيغة "الارشاد الصحي"، ولا أعطت حوافز نفسية للعبور فوق المرض الذي يُسمى "سمنة"، بل انزلقت الى التشهير والتحطيم النفسي، وحقّرت ملايين النساء حول العالم من ذوات الوزن الزائد. 

وفي آخر "إبداعاتها"، بعد عودتها الى الشاشة واستئناف برنامج "صبايا" مطلع الشهر الحالي، انتقدت ريهام سعيد بشكل عنيف البدانة عند النساء. وقالت ريهام سعيد في مقطع فيديو يتم تداوله بكثافة: "اتكلمنا كتير ووعينا كتير وأنتم مابتسمعوش.. الناس التخينة ميتة.. عبء على أهلها وعبء على الدولة". 

وعادت ريهام سعيد عادت لتقديم برنامجها التلفزيوني "صبايا"، مع بداية شهر أغسطس/آب الحالي، وذلك بعد غيابها عن تقديمه لمدة شهر، بسبب ظروف مرضها، وإصابتها بفيروس نادر في الوجه.

لماذا اختارت سعيد هذا الخطاب أخيراً؟ 

في نظرها، "الناس التخينة بتشوه المنظر.. يعني وأنت ماشية بالإسدال أو العباءة والجلابية، ومش قادرة تمشي وبتعرجي علشان ركبك واجعاكي، وكلك عرقانة لأنك عندك كمية السموم غير طبيعية، فقدتِ أنوثتك وضحكتك وكل حاجة". 

في ذلك، لم تكتفِ سعيد بتجريد المرأة من واحدة من سماتها الأساسية، عندما انتقصت من أنوثتها. فهي أهانت المرأة، وأمعنت في أذيتها معنوياً، وأسقطت حقوقها بالعيش، وحرضت على الابتعاد عنها. وذهبت الى توصيف واقع السمينات، وحددت مستقبلهن بطريقة جازمة، عممت فيها واقعاً غير دقيق، من غير مبرر، قائلة: "دائمًا من يختارها رجل تخين جدًا.. علشان يبقي قدرها ويرضى بيها، هو دا السبب بدون إعجاب، فقط ينظرون للأحجام أنهم مقاس بعض، لازم يفشلوا" وغيرها.

والحال إن هذا الخطاب الاستعلائي، ينطلق من واقع جماهيري كانت تتمتع به ريهام سعيد، عندما كانت تقول وسائل الاعلام المصرية ان برنامجها واحد من البرامج الذي يحقق أكبر نسب المشاهدة في مصر، بالنظر الى انها تخاطب "ربات المنازل" والسيدات المشاهدات في بيوتهن. 

انعكس ذلك نرجسية لدى الاعلامية التي نصّبت نفسها في موقع الناصح، كما يفترض البرنامج، لكنها انزلقت منه الى منح نفسها حق التطاول على الناس، وتصنيف النساء، واختيار مصائرهن. 

ثمة شيء غير مفهوم في جماهيرية رهام سعيد. فهي ليست اعلامية تخاطب جمهور السلطة، أسوة بزملاء لها يتعاطون مع الأحداث كمعلقين وموجهين، وهي على النقيض، اعلامية مثيرة للجدل، ذلك ان حجم الزلات يتخطى قدرتها على التأثير، فباتت الدعاية السيئة دعاية حسنة بالنسبة إليها، بدليل "الخطايا" السابقة، وبينها اتهامها بـ"خطف الاطفال"، وهو ما بُرّئت منه بعد حبسها العام الماضي. 

وخلافاً لتجارب سابقة، أثارت قضية إهانة البدينات ردوداً واسعة النطاق على سعيد، ما يهدد ببقاء برنامجها تحت الضغط الجماهيري والاعلامي. فقد تم تداول شريط سعيد بشكل كثيف عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ولاقت المذيعة انتقادات كثيرة بسبب كلامها الجارح والمستفز. 

وتقدم المجلس القومي للمرأة في مصر، صباح اليوم الجمعة، بشكوى للجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ضد سعيد. وتضمنت الشكوى ما احتوته الحلقة التي تحدثت فيها ريهام سعيد عن السمنة، وأثارت استياء السيدات المصريات، حيث قال المجلس إنها احتوت على عبارات وأوصاف لا تليق، مطالبة باتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل المجلس الأعلى للإعلام في هذا الشأن.

وذكر المجلس أن لجنة الشكاوى في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة جمال شوقي، ستبدأ التحقيق في الشكوى بعد غد الأحد.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها