الأحد 2023/06/25

آخر تحديث: 12:09 (بيروت)

"مهرجان الموسيقى العربيّة 3.0".. سيفٌ افتراضيٌّ لبتر الاحتكار

الأحد 2023/06/25
"مهرجان الموسيقى العربيّة 3.0".. سيفٌ افتراضيٌّ لبتر الاحتكار
مكادي نحاس
increase حجم الخط decrease
رغم واقعٍ مجحفٍ استُبدل فيه الفنّ المتجدّد بسوقٍ مسعورةٍ نمطيةٍ تحتكرها شركات الإنتاج، وترسي قواعدها المعايير السياسيّة والاجتماعيّة والجندريّة البالية وفقاً لقانون العرض والطلب، ولد "مهرجان الموسيقى العربيّة 3.0" من رحم تعاونٍ ثنائيٍّ لافتٍ جمع بين منصّة "أراتوك" وشركة "مقام للإنتاج الفنّي"، كبادرةٍ هي الأولى من نوعها في عالمنا العربي، هدفها تطويع العالم الافتراضيّ بغية تحويل ممارسة الفنون إلى حقٍ مشروعٍ للجميع، بعيداً عن دوامة الاستنساخ والشروط الاختزاليّة. هذه المساحة الإبداعيّة الحرّة التي يسعى المهرجان الذي يقام في شهر آب المقبل، لخلقها لم تزل ظاهرةً مبهمةً لم يعتدها المجال الثقافيّ العربي وهي بحاجةٍ للتطوير والتجريب خاصةً وأنّها تقوم على استغلال التقنيّات التفاعليّة المحدثة للتواصل، في وقتٍ ما زالت تعاني فيه هذه التقنيّات من محدوديّة الانتشار في مجتمعاتنا رغم التقدّم الحاصل في السنوات الأخيرة الماضية.

هذه الخطوة الجريئة التي ستترجم في خلق بيئةٍ عصريةٍ خاصةٍ للمبدعين الناشئين تخوّلهم من التواصل المباشر مع جمهورهم حول العالم من دون معوقات، كانت محور حديثٍ مطوّلٍ أجرته "المدن" مع رامي البطل، أحد مؤسسي منصّة أراتوك.

خطوة افتراضيّة باتجاه الموسيقى العربيّة

- "مهرجان الموسيقى العربية 3.0" مهرجانٌ رقميٌّ سيكون فاتحة المهرجانات الافتراضيّة الفنيّة في عالمنا العربيّ، كيف أبصرت هذه الفكرة النور في ظلّ ظلامٍ دامسٍ يطغى على مجالٍ ثقافيٍّ يخنقه الاستهلاك؟

نشأت فكرة المهرجان من خلال تعاونٍ طويلٍ مستمرٍّ منذ 3 أعوامٍ بين منصّة "أراتوك" للفيديو التفاعليّ ومؤسّسة "مقام للإنتاج الفنيّ". هذا التعاون بدأ بفضل التوّجه المشترك للطرفين نحو البحث عن آلياتٍ وفضاءاتٍ جديدةٍ للأداء الفنيّ- الموسيقيّ بشكلٍ خاص، تتواءم مع روح العصر وتفتح أمام الفنّانين أبواباً جديدةً، أكثر عصريّة وتحرّراً من الخيارات السائدة.


عند إطلاق منصّة أراتوك خلال ذروة جائحة كورونا، كان الهدف هو تأمين منصّةٍ بقدراتٍ تكنولوجيةّ عاليةٍ، تتيح للفنانين العرب تقديم مواهبهم من غناءٍ وعزفٍ وأداءٍ مسرحيٍ بشكلٍ بسيطٍ ومتاحٍ للجميع دون أيّ تعقيداتٍ تقنيّةٍ أو شروطٍ تعجيزيّة. المنصة كانت (وما تزال) مفتوحةً أمام الراغبين بتنظيم عروضٍ افتراضيّةٍ يقابلها مردودٌ ماليّ ينتج عن بيع البطاقات أو تلقّي الدعم خلال العرض.

أمّا مؤسّسة مقام للإنتاج الفنّي، فكانت (وما تزال) الشريك الفنّي المثالي لمنصّة أراتوك نظرًا لانفتاحها على الأفكار والتقنيّات الحديثة، وعملها الدؤوب المستمّر منذ سنواتٍ في سبيل إتاحة الفرص الجادة أمام جميع الفنانين العرب الناشئين حول العالم. وقد تعاون الطرفان على تنظيم حفلاتٍ لعدّة فنانين وفرقٍ عربيّةٍ، وكان الإقبال ممتازًا في البداية، خاصةً وأنّه كان مدفوعاً بضوابط الإغلاق التي فرضت على المسارح حينها. لكنّ وميض الحفلات الافتراضيّة هذا، سرعان ما خفت مع التراجع التدريجي لتأثير الجائحة.

(رشا رزق)
خلال تلك التجربة، وعلى مدى عامٍ ونصف، كانت إحدى الملاحظات الأساسيّة التي استوقفتنا، هي انقسام المجتمع الفنّي إلى فئتين، الأولى تيّسر لها الولوج إلى عالم الشهرة، ممّا دفعها الى إهمال الأداء الافتراضيّ، إلّا في حال وجود مقابل ماديٍّ كبيرٍ مسبق الدفع يستحيل تحصيله من الجمهور، كون هذه الفئة معتادة على المشاركة في المهرجانات التقليديّة. وفئةً ثانيةٍ هي فئةٌ ناشئةٌ تفصلها عقباتٌ ضخمة عن المشاركة في المهرجانات التقليديّة منها اقتصاديّةٌ أو سياسيّةٌ أو اجتماعيّةٌ، وهي في الوقت عينه عاجزةٌ عن تحصيل عوائد ماليّة ٍعبر المنصات الرقميّة السائدة مثل يوتيوب وفيسبوك بسبب قلّة المتابعين والشروط صعبة التحقيق التي تفرضها هذه المنصات. من هنا نشأت الفكرة التي تستهدف خلق فضاءٍ موسيقيٍّ عربيٍّ أكثر عدالةً وتنوّعًا يتيح للجميع الوصول إلى جمهوره وتلقي الدعم المباشر منه.


- قبل الخوض في التفاصيل، دعنا نبسّط فكرة المهرجان إلى الجمهور الذي لم يعتد على التعاطي مع فكرة "الفنّ الافتراضي" ما رؤيتكم؟ وهل تستشعر أنكم تقفزون في المجهول في ظلّ عدم وجود تجارب مشابهةٍ سابقةٍ؟

الفكرة ببساطةٍ هي مهرجانٌ موسيقيٌّ افتراضيٌّ، يتيح للجمهور العالميّ مشاهدة العروض عبر بثٍ حيٍّ ومباشرٍ وبتقنيّة لامركزيّةٍ تفاعليّةٍ سأشرح عنها لاحقًا. سيتمكن الجمهور هنا من دعم الفنانين مباشرةً عبر الضغط على عنصرٍ تفاعليٍّ يظهر على الشاشة. يسمح هذا العنصر بإرسال نقاط (Tokens) إلى الفنان (ة) الظاهر(ة) على الشاشة. النقاط لها معادلٌ ماليٌّ ثابتٌ، وبفضل دعم مؤسّسة المورد الثقافيّ ومساهمة أراتوك ومقام سنقوم في النسخة الأولى من المهرجان بمنح الجمهور نقاطاً مجانيّةً يمكنهم إرسالها إلى الفنان الذي يرغبون بدعمه.

التجربة هي الأولى من نوعها نعم، ولم تكن لتتحقّق لولا دعم مؤسساتٍ ثقافيّةٍ شجاعةٍ ومهمّةٍ مثل المورد الثقافيّ، هذا ما خفّف من خطورة المجازفة في هذه النسخة من المهرجان. لكنّنا نطمح على المدى المتوسط والبعيد لترسيخ ثقافةٍ فنيّةٍ حرّةٍ أكثر عدالةٍ، ونتمنى أن يستقبل الجمهور والمؤسّسات الثقافيّة والفنيّة الفكرة بإيجابيّة، وكمان يقال "with great risks comes great rewards" الفرص العظيمة تنطوي على مجازفاتٍ عظيمةٍ.

 

- مبدأ اللامركزيّة أساسي في عالم الويب، كيف ستحمله أراتوك بالشراكة مع مقام إلى عالم الموسيقى؟

دعيني أوضّح هنا، منصّة أراتوك لم تصبح لامركزيّةً بالكامل، ولكنّنا نطمح مع الوقت وبالتدريج إلى تحويلها لتصير كذلك. حاليًّا، يزداد الاهتمام بتقنيّات الويب اللامركزيّة وهي ما تسمّى بـ"الويب 3.0"، كحلٍّ محتملٍ لمشكلة المركزيّة الكبيرة التي يعاني منها الإنترنت حاليًّا وهو يعرف بـ "الويب 2.0"، من هنا جاء اسم المهرجان "مهرجان الموسيقى العربيّة 3.0" ليضع اللامركزيّة في صلب اهتمامه. وهي في حالة مهرجاننا تتناول جانبين، أوّلهما الجانب التقنيّ حيث تقوم منصة أراتوك بطرح نظام نقاطها (Aratok Tokens) كبديلٍ للدفع النقديّ السائد لتجاوز مشاكل الدفع الإلكترونيّ، خصوصًا في عالمنا العربي حيث يفتقر عدد كبير من البلدان إلى آليات الدفع واستقبال الأموال. هنا، يمكن لمن يمتلك نقاط اراتوك أن يصرفها بشكلٍ سهلٍ أينما تواجد حول العالم.

أمّا الجانب الآخر فهو التنظيمي، وهو جانب محدثٌ كليّاً، تتولّاه بشكلٍ أساسيٍّ مؤسّسة مقام. سيكون باب الترشّح مفتوحًا أمام جميع الفنّانين العرب حول العالم، الجميع يمكنه إرسال طلب ترشحه. وسيتمّ تقييم التجربة هذا العام لكي تكون النسخة التالية غير مركزيّةٍ بشكلٍ أكبر. لن يكون هناك دورٌ لأي مؤسّسة مركزيّة في اختيار المشاركين، وفي النسخ القادمة من المهرجان، سيكون عددهم أكبر بكثير، وهذا يهدف لإتاحة الفرصة أمام الجميع، وهنا تكمن فائدة المنصّات الرقميّة، حيث يمكننا تنظيم مهرجان يشارك فيه مئات الفنّانين، بل الآلاف منهم.

- كيف يتحدّى المهرجان السياسات الثقافيّة السائدة في عالمنا العربي؟
لا يسعى المهرجان للتحدي بالضرورة، بل لطرح المزيد من البدائل، فهو يهدف إلى التنويع والتحديث والتلوين إن صحّ التعبير. كما ذكرت سابقًا، لاحظنا في بداية حياة منصّة أراتوك أن هناك هوّة بين من الفنانين الذين دخلوا عالم الشهرة، والآخرين ممن تفرض عليهم آليات السوق والنظم الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة السائدة المزيد من التحديات. المجموعة الأولى تزداد شهرةً وثراءً والثانية تزداد مسيرتها الفنية صعوبةً وتهميشاً وهنا يأتي دور المهرجان ليطرح بدائل جديدةً أكثر عدلًا ووصوليّةً.

- على صعيد العقبات الماليّة، كيف سيساهم هذا الحدث بتحرير الموسيقى العربيّة من قبضة رأس المال؟

هذا السؤال كبير جدًّا بالمقارنة مع حجم مهرجاننا في نسخته الأولى. بشكلٍ عام، المشهد الموسيقيّ العربيّ (وإلى حد كبير، العالميّ) أصبح مسيراً من قبل هيئاتٍ كبرى تتولّى إدارة الشؤون الموسيقيّة، من شركات إنتاجٍ إلى منصّاتٍ رقميّةٍ إلى حكومات. مع مرور الزمن، المساحات تتقلّص أمام الموسيقييّن الذين يجدون أنفسهم بين خيارين: إمّا الخضوع إلى المنطق السائد والسعي إلى إنتاجٍ فنيٍّ يرضي هذه الهيئات، وهذا يؤدّي بالتدريج إلى أنماطٍ موسيقيّةٍ وبصريّةٍ أقلّ تنوعًّا وأكثر تعليبًا، أو إلى الاستسلام والقبول بالتهميش في ظلّ غياب أيّة عوائد ماديّةٍ. نحاول نحن في النسخة الأولى من المهرجان إجراء اختبارٍ واستقاء الخبرة والدروس لتطوير التجربة في السنوات القادمة. ويبقى هنا دعم المؤسسات الثقافيّة المستقلّة، كما هو الحال مع مؤسسة المورد الثقافي التي موّلت المشروع لهذا العام، ومسرح لبن الذي قدّم الدعم اللوجستي، أساسيّاً في إنجاح هكذا مبادرات.

- علاقة هذا المهرجان بالمهرجانات التقليديّة الشائعة كجرش وقرطاج وبيت الدين علاقة دعمٍ وتكاملٍ أم تنافرٍ وإلغاء؟

نحن لا نهدف إلى إلغاء أو تهميش أحد، بل إلى التنويع والتحديث. الأمثلة التي قمت بذكرها هي مهرجانات كبيرةٌ ولها دورها الوازن في المشهد الموسيقيّ العربيّ، وهي جميعها مهرجانات مركزيّةٌ تتمّ في الفضاء الفيزيائيّ، وغالبيّة ضيوفها من مشاهير الصف الأوّل. نحن سننظم مهرجاناً افتراضيّاً لامركزيّاً، يهدف إلى دعم الفنانين الناشئين ولا يستبعد المشاهير منهم. ونحن نتطلّع من خلاله لندرك يوم تتكامل فيه الفضاءات الفيزيائيّة المركزيّة مع الافتراضيّة اللامركزيّة لتحقيق إنتاجٍ فنيٍّ موسيقيٍّ عربيٍّ متنوّعٍ لا يستبعد أحداً.

 

 (عبد الكريم الشعار)

- قطعت منصّات الفيديو التقليديّة أشواطاً في تطوير وتطويع مبدأ التفاعليّة، ما الذي يميّز أراتوك ويجعل منها الخيار المثالي لاستضافت العروض المباشرة دون سواها من المنصّات؟

ما يميّز تقنيّة أراتوك التفاعليّة هو اعتمادها على البثّ الحي بالزمن الحقيقي، أيّ أنّ الفاصل الزمني بين مصدر البثّ والجمهور هو تقريبًا مهمل (حوالي 400 ميلي ثانية)، بينما جميع منصات بثّ الفيديو الأخرى تعاني من مشكلة التأخير الزمني (Latency). فمثلاً، إذا كنّا نشاهد حفل ستاند أب كوميدي وألقى المؤدّي نكتةً ما، سيصل الكلام إلى الجمهور بعد 30 ثانية وهذا قد يفقد العرض إثارته. استطاعت اراتوك تجاوز هذه العقبة وتمّ التحقّق من تقنيّتها التفاعليّة في عدّة عروض ستاند أب كوميدي حيث أفسح المجال للجمهور لاستخدام المايكروفون، واستطاع المؤدّون سماع ضحكات الجمهور دون تأخيرٍ، ممّا منح العرض المزيد من الواقعيّة والتلقائيّة.

التفاعل على الشاشة بالزمن الحقيقي هو أيضًا ميّزة غير موجودة في جميع منصات البثّ المباشر، ولكنّها حاضرةٌ في أراتوك التي تتيح إظهار عناصر تفاعليّةٍ مربوطةٍ بإجراءاتٍ (actions) قابلةٍ للتخصيص. مثلاً، يمكن لأيّ فنانٍ إظهار شريط أفقي (يشبه الشريط الإخباري) على الشاشة في أيّ لحظةٍ من البث، ويمكن أن يتضمّن هذا الشريط روابط أو كلماتٍ قابلةٍ للضغط تتيح للجمهور التبرّع، أو الاشتراك في القائمة البريديّة للفنان، أو شراء منتجٍ معيّنٍ وكل ذلك يتمّ بالزمن الحقيقي دون تأخير، هذا ويستطيع الفنّان أن يقوم بإجراء مقابلاتٍ "meet and greet" قبل الحفل أو بعده والحديث وجهًا لوجه مع مجموعة من الجمهور.

- إنّ تفاعل الجمهور مع الموسيقيّ أو المغنيّ عبر أراتوك سيبقى تفاعلاً افتراضيّاً ذا بعدٍ وهميِّ، ألا تخشون وأنتم مناصرون للفنّ الجاد المتنوّع فكرة الترويج لعازلٍ افتراضيٍّ يباعد بين المؤدي وجمهوره حتّى ولو كان الغرض كسر الاحتكار؟

صحيح، هذا موضوعٌ محوريٌّ ناقشناه ونناقشه مرارًا وتكرارًا. بالمبدأ، نحن من أنصار الموسيقى الحيّة (Live Music)، وكلّما زادت الحياة فيها كلّما ازددنا نصرةً لها. لا شيء يمنع من تنظيم حفلاتٍ في فضاءٍ هجين (فيزيائي وافتراضي معاً)، هذا ما سيحدث بالضبط في "مهرجان الموسيقى العربيّة 3.0"، سيكون هناك حفلٌ فيزيائيٌّ على مسرح "لبن" في بيروت، في حال تواجد الفنان في لبنان، سيؤدّي هناك. وفي الوقت عينه، الفضاء الافتراضيّ سيفتح باب المشاهدة من جميع أنحاء العالم، وهذه نقطةٌ لا يمكن للفضاء الفيزيائيّ تحقيقها. دعينا نطرح مثالاً هنا، ماذا لو كان للفنان جمهورٌ في الولايات المتحدة، بينما هو مقيم في الأردن ولا تسمح ظروفه في إقامة حفلٍ في الخارج لدواعٍ اقتصاديّةٍ؟ في هذه الحالة تبرز الإمكانات التي يوفّرها الفضاء الافتراضيّ لحلّ هذه المشكلة. هدفنا هو تأمين وصوليّة أكبر وتواصل أشمل بين الفنانين وجمهورهم، وليس عزلهم افتراضيّاً.

- لاحظنا أنّ المهرجان يطرح نموذجاً اقتصاديّاً تشاركيّاً تفاعليّاً، يعتمد على الدعم المباشر من قبل الجمهور، كيف سيترجم هذا على أرض الواقع؟

على أرض الواقع، سيتم نشر عنوان صفحةٍ مخصّصة للمهرجان على موقع أراتوك، من خلال هذه الصفحة يمكن للجمهور الحصول على بطاقات لمشاهدة المهرجان، البطاقات مجانيّة، ويمكن ابتياعها بهدف دعم الفنانين. عند شراء البطاقة ستّتم إتاحة الخيار للمشاهد لاختيار الفنان الذي يرغب بدعمه ماليًّا. ثم سيتم تجميع المبالغ الماليّة ومنحها بالكامل إلى الفنانين. في جميع الأحوال، سواء تمّ شراء بطاقةٍ أو تمّ حجزها بالمجّان، سيحصل صاحب البطاقة على عددٍ معيّن من نقاط أراتوك. القيمة الماديّة للنقاط التي ستمنح للمشاهدين، تمّ تأمينها بفضل تمويل المورد الثقافي والمساهمة الماليّة من قبل أراتوك ومقام.

فن، عدالة، تنوّع

 - علمنا أنّ شركة مقام للإنتاج الفنّي ستشرف على تقييم وانتقاء المشاركين، في المرحلة الأولى، ما هي آليّة تقديم الطلبات؟

الآلية بسيطة جدًّا، باب الترشّح مفتوح أمام جميع الفنانين العرب حول العالم، يمكن إرسال طلبات الترشّح على شكل فيديو مسجّل كما ويمكن إرساله كرسالةٍ خاصّةٍ على صفحات المهرجان على فيسبوك (https://www.facebook.com/arabmf 3.0) أو اسنتغرام (https://www.instagram.com/arabmf3.0). الفيديو يجب أن يحتوي على تعريفٍ بالفنّان أو الفرقة المشاركة، وبلد التواجد، وبالإضافة الى آداءٍ للأغنية أو المعزوفة التي يرغب بالمشاركة فيها في المهرجان.

ستقوم بعدها مؤسّسة مقام بتقييم والمعيار الوحيد هنا هو السويّة الفنيّة. الهدف في المستقبل هو الانتقال إلى نمطٍ لا مركزيٍّ في التقدّم والترشّح، سنعمل على تطوير هذا النمط بعد استقاء الدروس من النسخة الأولى من المهرجان.

باب الترشح مفتوح حتى السادس من شهر آب/ أغسطس 2023، وسيتمّ إعلان أسماء المشاركين في منتصف الشهر نفسه. والمهرجان سيبثّ على مدار يومٍ أو يومين عبر منصّة أراتوك www.aratok.com خلال النصف الأول من شهر أيلول/ سبتمبر 2023.

(سلام قطناني)
- ماذا عن معايير الاختيار التي ستتبّعها مقام؟ هل ستميل الكفة لصالح الموسيقييّن المهمّشين؟

تقوم حاليًّا مؤسّسة مقام للإنتاج الفنّي بالتواصل مع مجموعة من الفنانين المستقلين الذين يساندون توجّه المهرجان. من خلال لجنة تقوم بدراسة الطلبات والتقييم من وجهة نظرٍ فنيّةٍ دون أخذ أيّ اعتبار للخلفيّة الاقتصاديّة، أو الاجتماعيّة، أو العقائديّة، أو للهويّة الجندريّة، أو التوجّه السياسيّ للمشاركين، أو حتّى أعداد متابعيهم على السوشيل ميديا. وبسبب طبيعة المهرجان وتوجّهه نحو مزيدٍ من العدالة والتنوّع سيتّم أخذ التهميش الذي تعرّض له الفنان أو الفرقة سابقاً بالاعتبار.

- ماذا لو تعذرّت مشاركة أحد الفنّانين لدواعٍ تقنيّةٍ؟

في حال تواجد الفنان في نطاقٍ جغرافيٍّ يستعصي فيه البثّ الحيّ، سيتمّ تسجيل الفقرة المخصّصة له وعرض الفيديو بشكلٍ مباشرٍ خلال المهرجان مع الحفاظ على الخصائص التفاعليّة المتبقيّة بين المضمون والجمهور.

- ما رؤيتكم المستقبليّة للمهرجان؟

نتأمّل في هذه النسخة أن ننجح أوّلًا في تسليط الضوء على الحاجة إلى منح مساحاتٍ جديدةٍ للفنانات والفنانين العرب الناشئين، أكثر حريّةً وعدالةً ووصوليّةً، خارج النظم والمؤسّسات المركزيّة التقليديّة، التي أصبحت طرق عملها الحاليّة في كثير من الأحيان معيقةً ومهمّشةً لفئةٍ كبيرةٍ من الفنانين، ومقولِبةً للأنماط الفنيّة. ستتيح لنا هذه النسخة أيضًا تقييم السوق وردود الأفعال، ودراسة إمكانيّة التخطيط للسنوات القادمة بشكلٍ أوسعٍ، لنحوّل المهرجان الى ظاهرة مستدامةٍ في المشهد الفنّي العربي، موازيةً ومتكاملةً مع المهرجانات القائمة فيزيائيّاً.

(*) الصور المرفقة لبعض الحفلات الافتراضية
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها