الأربعاء 2023/04/26

آخر تحديث: 13:06 (بيروت)

متى ينام الألم... اعتذار متأخر لأخي سميح

الأربعاء 2023/04/26
متى ينام الألم... اعتذار متأخر لأخي سميح
مقطع من عمل لـ فرانسيس بيكون
increase حجم الخط decrease
 
منذ متى لم تعد تؤلمني
لم أنتظرك لأصير شاباً وها أنا أشيخ بدونك
لا بد أنّ شيئاً أضافك إلى الوقت
شيئاً أخفاك في جلدي
شيئاً سقط من الكلام وهو يصير هواء
من النسيان وهو يتجرجر بين السنوات
منذ متى لم تؤلمني
إذ الألم هكذا لم يعدْ له وجه
جسمي لا يحتاجه الآن 
النسيان وحده يكسوناً
النسيان حيث نام الألم
حين لم أعدْ جنبك تحت الدراجة
حين صرتُ أخ نفسي وحدها
منذ متى لم تؤلمني
أذا كان هذا حقاً ألماً أم مجرد تذكّر
مجرد جلد جديد
سكتة تغور في الصدر
أو دقيقة تغور في الصمت
منذ متى لم تؤلمني
كم احتاج الأمر لأنهض من جنبك تحت الدراجة
كم أحتاج لتصبح تدويرة خدك، انتفاخة وجهك، من عاداتي
ليصبح لي ماض معك
ولتكون السنتان اللتان بيننا
من عمر الأبد
كم أحتاج لأعيدك إلى رأسي
لأصنع ذاكرة بيننا
ولأكون في المقلب الثاني
مجرد بقية على السطح
مجرد حصان تحت النافذة
لم تعد تؤلمني، لم أعد أعرف متى تركتني
متى صار لي نصف حياة وحدي
كانت برهة قصيرة لم يبق لها وقت
لم تعش بعدها، أضفت سنواتك لي
عشت عنك، صرت حياً بدونك
لا أحد يعرفك الآن، إنهم جميعا بعدك، سرقوا حياة منك
لم يبق شيء للثمانين سوى عنونة السنوات
سوى مهلة أضافية لهذه الركبة تحت الدراجة
سوى أستدعاء ملوك الماضي 
والركام الذي تأله خفية عنا
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها