الأحد 2023/11/19

آخر تحديث: 15:58 (بيروت)

عالم بلا عينين

الأحد 2023/11/19
عالم بلا عينين
من أعمال الفنان العراقي ضياء العزاوي
increase حجم الخط decrease
إلى غزة

لي هذه الشاشة
بيننا خطوة واحدة
بوصة فقط، لكن العالم يسقط هنا
يحتاج الأمر إلى أكثر من دقيقة
الانفجار يسقط، إنه كتابة أولى
سطور تهوي سقوفاً
سقوف تهوي سطوراً
نرسل وثائق إلى الخارج، العدد ليس مهماً
الألوف لا تكفي
ينتظرون على الشاشات وجنب الهواتف
أن نبعث أكثر
في الصباح نجدهم تركوا لنا ألفا أخر
لم نحسب أنه خرج من أحلامنا
لم يكن منامنا حافلا بالجثث
الدوي الآن ساكت، إنه يتحجر على الشاشة
الليل يجمد أيضاً
لا نفهم كيف صار للمدينة هذا الوجه
لا نفهم لغة الأنقاض
ولا هذا الهدم الأخرس
هذه الحفرة صمّاء
وللطريق هذه الأسنان الجديدة
لا نعرف ماذا نسينا في الظلمة
لا بد أنها سكاكين، لا بدّ أنها اظافر
لمْ تقل المباني شيئاً وهي تهوي
عائلات خرجتْ بصحبة حيطان
برفقة عيون انفجرت في السقوف
الاطفال على الأيدي، كانوا وحدهم كلمات الصبيحة
الفوهم كالتحيات على الجانبين
جمعوهم في كيس قبل أن يهدوهم للشتاء

العالم تحت الشاشة
لقد سقط بفمٍ هائل ورأس كبير
إنه بدون عينين
وينتظر حتى يغدو بلا صوت
لكنْ الأغنية تستمّر على جثث الاطفال
الأغنية ذاتها تسقط فوق الجميع
كلمة واحدة أحرقت مدينة
عاصفة لا نعرف متى بدأت تستمرّ في الدوران
لمْ يعرف الغريب أن تلك ساعته
أنه سيعثر بجثة
قد يكون مات قبل الاوان
قد يكونون أهدوها إليه
الجريمة الصغرى لم تطل لكن الذبح استمر
لم يعرف الغريب ماذا يحدث في بيته
ذلك لم يكن أكثر من رسالة في التلفزيون
تساقطت الصور، تساقط الاشخاص
لا نتكلم عن الدم، ثمّة إعدام أبيض
ثمّة موتى بكلمة
الجريمة الأكبر في طائرة، في الصالون
الجريمة الأكبر تتنزّه على الشاطئ
اسم آخر هو الذي قتل

كنا خارج النهار
العالم مر من هنا
بفم هائل ورأس كبير
كانت هذه فقط دعوة للجلوس في الممر
دعوة لننسى حقائبنا وربّما أسماءنا في الرواق
كانت لنا فقط هذه النافذة
لنا فقط أن نسلّم مفاتيحنا للزوار
أن نحلم بيوم آخر من وراء الباب
ان نسأل إذا فكرت بنا شمس الاصيل
والكلب الصغير وفاتورة المقهى
إذا بقيت لنا ساعة في الزقاق
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها