من كان يظن أنه مر في بيروت مرتين
انه رمى حجراً فيها
اعطى اسماً أو اثنين لمودعيه
نحيل وشاحب
وسيعود على الطريق ذاتها
حيث لن يكون سيدا إلا هناك
كان يمكن ان يعود كتاباً
ان يحمل عنوان صيحة
إن لم يكن شبحا
ولا مجرد زائر
الباب بالتأكيد يعرفه
إذ كان سره في برج
أذ لا بد ان يترك شيئاً للهواء
قد يكون توقيعه
قد يكون طبعة ثانية
وليس مرضاً التقطته من نبتة
أو من حانة
سيكون سما لزيارة أخرى
سيكون انا وانت
اثنين في أعلى التل
صديقاً أودع في هذا المهجع
وبقي صديقاً
وهو يخطر إلى الناحية المقابلة
غدرت به الكلمات
ولن يعود حياً في الرواية التالية
واجه الظل الذي كانت له سحنته
كان وحيداً وهو ينفصل عن الليل
شخصاً آخر
وهو يقابل نفسه
قد تكون هكذا سنوات المقهى
سنوات الأصدقاء
انه العمر الذي ينقص باباً أو موعداً
وهو يعود ليتسول
سنة أخرى
انه الموت مرقوماً على المدخل
وليس فقط هذا العدد
الذي يسقط ميتاً
هناك فقط ذلك اليوم الطويل
الذي يستمر في الطول
ذلك الشبح الذي يصل إلى السماء
هناك موعد لنرتديه
وقت لنكلمه
لن يتركنا الظل وحدنا
سنعود احياء إلى الليل
سنتسلم اشباحنا
للرحلة القادمة
سيكون وراءنا مشوار آخر
سنترك أسما للدقيقة المقبلة
وهذا النهار المستمر في الطول
لن يبقى فاغرا كضريح
لن يكون فقط لمسة
ولا رقما
في الهواء
(*) قصيدة نشرها الشاعر عباس بيضون في فايسبوك.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها