الثلاثاء 2022/09/27

آخر تحديث: 13:34 (بيروت)

زهيدة درويش لـ"المدن":النقد الإيكولوجي يُسهم في تشكيل وعي جديد

الثلاثاء 2022/09/27
زهيدة درويش لـ"المدن":النقد الإيكولوجي يُسهم في تشكيل وعي جديد
زهيدة درويش: النقد الإيكولوجيّ ينطلق من الداخل النصّي ويأخذ بالاعتبار السياق الخارجيّ وصولاً إلى تأويل النصّ ثقافيّاً وبيئيّاً
increase حجم الخط decrease
قلّة فقط من المعنيّين بالشأن الأدبيّ العربيّ، والشّعريّ على الأخصّ، لن تُفاجأ بعنوان كتاب الدكتورة زهيدة درويش جبور الشعر العربيّ المعاصر من منظورٍ إيكولوجيّ الصادر حديثاً عن دار جرّوس برس ناشرون. ذاك أنّ هذا النوع من النقد حديث العهد نسبيّاً، وتعود بداياته عالميّاً، كما توضح الكاتبة، إلى أواخر سبعينات القرن الماضي، إذ ظهر هذا المصطلح "في مقالة للباحث الأميركيّ وليم روكرت (William Ruekert) نشرها العام 1978 تحت عنوان: الأدب وعلم البيئة: تجربة في النقد الأدبيّ". أمّا "في عالمنا العربيّ فلا يزال هذا النقد حديث العهد وقد ركّزت الدراسات القليلة الموجودة على الرواية وبقي الشعر خارج اهتمام النقّاد...". وعليه ربّما يكون كتابها هذا، الواقع في 256 صفحة من القطع الوسط، أوّل دراسة شعريّة من هذا المنظور، أو على ضوء هذا المنهج النقديّ الحديث.

تناولت جبّور بالدراسة مختارات من أعمال عشرة شعراء من لبنان وبعض الدول العربيّة، ممّن وجدت في أعمالهم تفاعلاً مع البيئة، ليس كمجرَّد مادّة موضوعيّة، "بل كحضور حيّ يحاوره الشاعر ويدخل في علاقة تفاعل معه". وهم على التوالي: أنور سلمان (لبنان)، نزيه أبو عفش (سوريا)، وديع سعادة (لبنان، المهجَر)، علي جعفر العلاق (العراق)، شوقي بزيع (لبنان)، عبد العزيز المقالح (اليمن)، جودت فخر الدين (لبنان)، ابراهيم نصر الله (فلسطين/ الأردن)، عيسى مخلوف (لبنان)، سيف الرحبي (سلطنة عُمان)، أديب صعب (لبنان)، فوزي يمّين (لبنان).

وهنا يلفتنا هذا الجهد الكبير الذي بذلته الباحثة خصوصاً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أيضاً الكم الهائل من المراجع والمصادر والدراسات الكثيرة استعانت بها وأغنت بها دراستها ونظرتها إلى هذا النوع من النقد والقضيّة التي تشكّل موضوعه.

فلقد تتبّعت الباحثة هؤلاء الشعراء عبر عدد من أعمالهم للبعض أو عبر عملٍ واحد لبعضهم الآخر (شوقي بزيع مثلاً في ديوانه "صراخ الأشجار") ورصدت تفاعلاتهم مع الطبيعة والأمكنة التي عاشوا فيها لتبيّن وجود بعض الملامح المشترَكة بين أعمال هؤلاء الشعراء، فهم جميعاً يملكون حسّاً خاصّاً في التعاطي مع الطبيعة، ومع البيئة المحيطة التي يعيشون فيها أو يفتقدونها في هجرتهم وبعدهم عنها، أو يؤلمهم ويُمضّهم ما يَلحق بها من أذى مع التطوّر التقنيّ-المدينيّ الذي لا يني يغيّر معالم الأرض منذ أن بدأ شقّ طريقه مع عصر الأنوار.

وإزاء "الوعي المتنامي للعلاقة العضويّة بين الإنسان والكون، وبين الحياة البشريّة والمنظومة البيئيّة على كوكبنا" نرى أنّ المسألة البيئيّة "الإيكولوجيا" قد تسرّبت بشكل واضح إلى مختلف أنواع العلوم الانسانيّة، فبات هناك علم النفس الإيكولوجيّ وعلم الاجتماع الإيكولوجيّ وعلم الجمال الإيكولوجيّ والروحانيّة الإيكولوجيّة والإيكولوجيا السياسيّة، فلا غرابة إذن أن يبرز نوع جديد من النقد هو النقد الإيكولوجيّ، الذي وإن استند إلى بعض المناهج النقديّة الأخرى، الموضوعاتي والتأويلي وغيرها، بدأ يكتسب ملامحه وخصائصه حتى وإن "لم تتوضَّح منهجيّته" بعد. وعليه فإن الكاتبة تعطي في المقدّمة تعريفاً واضحاً بالنقد الإيكولوجيّ الذي "يُعنى بدراسة العلاقات بين الإنسان والطبيعة وانعكاساتها على التعبير الأدبيّ، كما يُعنى بدراسة تأثير الأدب والفنون عامّةً على العلاقات الني ينسجها الإنسان مع الفضاء الذي يسكنه"، كما أنّه، بحسب بعض البحاثة الفرنسيّين، "يسعى إلى الكشف عن العلاقة بين الوعي البيئيّ وعلم الجمال الأدبيّ".

وبالحديث عن علم الجمال الأدبيّ، لا بدّ للقارئ من أن يتساءل إلى أي حدّ أمكن الكاتبة، وكلّ ناقد إيكولوجيّ بحسب مفاهيمه الجديدة، أن يُقيم الفرق الدقيق بين النقد الجماليّ الأدبيّ العادي، الموضوعاتي والوظيفي مثلاً، وبين النقد البيئي الطارئ. وهذا التساؤل مشروع إذا ما أخذنا في الاعتبار أنّ علاقة الشعراء بالطبيعة أساسيّة وقديمة جدّاً، وهي أخذت مداها وفرضت نفسها بقوة منذ نشأة الأدب الرومنطيقي في أوروبا، ثم في أدبنا العربيّ، وبالتالي فإنّ أي دراسة وتحليل لأي نصّ إبداعي يتفاعل مع الطبيعة، قد تبدو في نظر قارئ متماهية مع النقد العاديّ، خصوصاً وأنّ علاقة الشعراء المدروسين ها هنا بالطبيعة انطلقت من هموم ثلاثة، "الذاتي والإنسانيّ والبيئيّ". كما أنّه من حقّ القارئ أن يتساءل بعد مطالعة الدراسة: هل يكفي أن يتحدّث الشاعر عن الطبيعة وعلاقة الإنسان بها لنقول بوجود قضيّة بيئيّة في شعره؟ وإذا كان الأمر كذلك فهل هو ينطبق أيضاً على الشعراء الذين أولوا الطبيعة أهمّية كبرى في شعرهم حتى منذ ما قبل العصر الرومنطيقي؟ ما مدى علاقة، أو انخراط أمثال هؤلاء الشعراء وهذا الشعر في القضيّة البيئيّة/ الإيكولوجيّة التي أصبحت أساسيّة وملحّة وعالميّة، وبات لها ناشطوها وأحزابها وسياسيّوها؟

هذه التساؤلات شكّلت موضوع حوار مع صاحبة الكتاب الشعر العربيّ المعاصر من منظور إيكولوجيّ الباحثة زهيدة درويش جبّور، التي حاولت أن تُعطي إجابات واضحة عنها وأن تزيل بعض اللبس في الموضوع. ونلفت إلى أنّنا أَولينا موضوع "النقد الإيكولوجيّ" الأهمّية الأولى، تاركين للقارئ متابعة دراسة نتاج الشعراء الذين تناولته جبّور على ضوء علاقة هذا النتاج بالقضيّة البيئيّة. 



* انطلاقاً من تعريفك النقد الإيكولوجيّ/البيئيّ، وطبعاً من كلّ تعريفات هذا النوع من النقد، هل يكفي أن يتناول النصّ الإبداعيّ (نثراً او شعراً) وصف الطبيعة وعلاقة الانسان بها لكي يُصنَّف ضمن الأدب الإيكولوجيّ/البيئيّ الذي هو موضوع هذا النوع من النقد؟

- ليس الأدب الإيكولوجيّ مجرد محاولة لوصف المشهد الطبيعي من خارج، بل هو يرتكز الى خلفيّة فكريّة مفادها أنّ الإنسان ليس وحده في هذا العالم وأن الطبيعة تقاسمه الوجود وأن لها قوانينها ونظام حياتها الذي ينبغي احترامه.

* هل يجب القول بوجود أدب إيكولوجيّ (متخصّص) لكي يكون هناك نقد إيكولوجيّ؟  أم نكتفي بقواعد سائر أنواع النقد مثل الموضوعاتي مثلاً؟

- النقد الإيكولوجي هو منهج جديد نسبياً فقد ظهر أولاً في أميركا في نهاية الثمانينات من القرن المنصرم، ليصل فيما بعد إلى أوروبا. وفي اعتقادي أنه نشأ لمواكبة ذلك الوعي البيئي الذي بدأ ينعكس بصورة واضحة في الكتابة الإبداعية نتيجةً للخلل الذي أحدثته المدنيّة الحديثة في العلاقة بين الإنسان ومحيطه الطبيعيّ. لكن هذا النقد يتداخل مع سائر المنهجيات النقديّة التأويليّة التي تنظر الى النصوص كتعبير عن طريقة حضور في العالم.

* ما مدى ارتباط النقد الإيكولوجيّ بالقضيّة البيئيّة المطروحة عالميّاً منذ سبعينات القرن الماضي؟ وعليه إلى أي مدى يمكن اعتبار الشعر المعاصر الذي يتّخذ الطبيعة والبيئة موضوعاً له (عَرَضاً أو تعمّداً) معنيّاً بـ"القضية" الإيكولوجيّة؟

- لا يجب الخلط بين حضور الطبيعة كعنصر فاعل في عالم القصيدة ومسألة الإلتزام بقضية البيئة. ذلك أن القصيدة هي تعبير عن حالة وليس عن مشروع سابق لولادتها. وأعني بالحالة جملة الأفكار والمشاعر والهواجس والإحساسات التي تتولد في اللحظة الإبداعيّة فتولد القصيدة. الشاعر الذي يحدس بدبيب الحياة في جذع شجرة، أو يصغي لصراخ غصن تقتلعه يد حطاب، هو بيئي على طريقته لكن رسالته تصلنا بصورة غير مباشرة.

* أدباء وشعراء من أجيال سابقة، وحتى من عصر النهضة، أولوا الطبيعة والمكان أهمّية كبرى في أدبهم (جبران، نعيمة، مارون عبّود، توفيق يوسف عوّاد... وغيرهم) يوم لم تكن القضيّة البيئيّة مطروحة. يمكن إذن إجراء دراسة إيكولوجيّة متأخِّرة عن نتاجهم، فما رأيكِ؟

- يجب التمييز بين نظرة كلاسيكية للطبيعة: الطبيعة الملهمة، الطبيعة-الملاذ، الطبيعة مرآة الذات أو امتداد لها، وبين الطبيعة كوجود مستقل عن الذات ولكن في حالة تفاعل معها. الطبيعة لا تحضر في الأدب الرومنطيقي إلا من خلال وعي الأنا لذاتها المُتَفرِّدة، بينما، في كتابات الشعراء الذين تناولتهم، هي الآخر الذي تحاوره  الذات وتسائله وتتكامل معه. يمكن الحديث هنا عن علاقة بين طَرفَيْن أو بين كيانيْن يفعل الواحد في الآخر وينفعل به. أما عن مقاربة نتاج الأدباء الذين أشرت إليهم من منظور النقد الإيكولوجي فلا أجد مانعاً من ذلك، المهم أن يكون النص قابلاً لمثل هذه المقاربة لأن النصوص هي التي تفرض طريقة مقاربتها لا العكس وإلا تحوّل النقد إلى نظريات تُسقَط عنوة على النص فتخطىْ الغاية المنشودة أي الإضاءة عليه. لأن الناقد بالنسبة لي هو الوسيط بين الشاعر والقارىء وتلك مسؤولية كبيرة.
وينطبق الجواب أيضاً على الأدب الرومنطيقي عموماً، في أوروبا على الأخصّ.

* بالمناسبة، هل بات هناك نقدٌ إيكولوجي عربيّ؟ أقلّه ناشئ أو صاعد؟

- ما زال هذا المنهج النقدي يتبلور ببطء حتى في أوروبا ولم تزل ملامحه غير واضحة المعالم تماماً، لكن الاهتمام به قد بدأ لدى قلّة من النقاد العرب.

* انتقد الأدباء "المدينة" كونها تمثّل التطوّر الصناعيّ والعمرانيّ الذي فتك بالبيئة (نصّ نعيمة الشهير عن مدينة نيويورك، وغيره كثيرون)، لكن أصحاب القضيّة البيئيّة "عطفوا" على المدينة أو "تعاطفوا" معها، واعتبروها (بناسها وطبيعتها) ضحية هذا التطوّر أيضاً. هذا الهمّ لم نلحظْه عند الشعراء المعاصرين (باستثناء نصّ فوزي يمّين عن مدينة سيدني المُشجّرة "ربّما من حين بُنِيَت" كما يقول)، ألا يغيّر ذلك في المعطيات ويغيّر التوجّهات؟

- معظم الشعراء الذين تناولتهم الدراسة ينظرون الى المدينة بمنظار سلبيّ فهي المكان-السجن، المكان-المنفى، المكان-العزلة. ذلك أن مشهد العالم المعاصر كما يتراءى في القصائد مُلَوَّن بالعنف والدم ويطغى عليه الظلم والفقر والوحشة. ولا غرابة في ذلك خصوصاً أننا نعيش اليوم في عالمنا العربي كل هذا الكم من المآسي والصراعات، تكفي الإشارة الى مراكب الموت التي تطالعنا أخبارها كل يوم. أضف إلى ذلك أن توسع المدن يتم على حساب المساحات الخضراء، وأن المباني الشاهقة تحبس الهواء، والمولات الضخمة تروج لثقافة الاستهلاك، كل ذلك يجعل من المدينة بالنسبة للشعراء مكاناً معادياً.

* ماذا تتوقّعين لهذا النوع من النقد عالميّاً وعربيّاً؟

- يمكن القول إن النقد الإيكولوجيّ الذي نشأ نتيجة لوعي المشكلات البيئية الراهنة، والذي يرتكز على عدم الفصل بين الإنسان ومحيطه الطبيعيّ، وبين الثقافة والطبيعة، يُسهم إلى حدٍ بعيد في تشكيل وعي جديد متحرّر من العقلانية الفجّة، يعيد الإنسان إلى موقعه الطبيعيّ في هذا الكون، كحارس وحارثٍ له، مؤتمنٍ عليه، مسهمٍ في نموه وفي الإستفادة من عناصره بطريقة مُستَدامة. وهو يندرج في سياق توجهات ثقافية جديدة ظهرت في كثير من الأوساط العلميّة والفلسفيّة والفنيّة والأدبيّة، تعبّر عن موقف نقديّ من مركزيّة العقلانيّة الغربيّة وتؤكد على الحاجة الماسّة إلى ربط التطوّر التكنولوجيّ والعلميّ بالأخلاقيّات، ولبلورة رؤيا للإنسان والعالم تأخذ بعين الاعتبار العلاقات المركَّبة بينهما. لذلك فهو مرشح للاستمرارية والانتشار.

ــــــــــــ
هكذا إذن، يتّضح أنّ للنقد الإيكولوجيّ في نظر زهيدة درويش جبور وظيفتين أساسيّتين، وهو في ذلك يتطلّب تناغماً بين الأديب والمتلقّي لكي تتبلور مفاعيله، وهو لذلك "يواجه تحدّياتٍ عديدة" بفعل عدم اتَضاح منهجيته فيضطّر إلى النهل من منهجيّات أخرى معهودة، ولأنّه ينظر إلى الإبداع الأدبي كوسيلة لإثارة الوعي. ففي رأي الكاتبة أن "نجاح الناقد الذي يعتمد هذا المنهج يبقى مَنوطاً بقدرته على الكشف عن السِّمات الجماليّة والفنيّة في النصوص الأدبيّة وعلى استكشاف وعي خاص للطبيعة ومكوّناتها يتفاعل مع وعي الكاتب لذاته من جهة، ومع وعي المتلقّي للنصّ وللعالم من حوله، من جهة أخرى. فالنقد الإيكولوجيّ ينطلق من الداخل النصّي ويأخذ بالاعتبار السياق الخارجيّ وصولاً إلى تأويل النصّ ثقافيّاً وبيئيّاً".

وقد صرّحت الباحثة بضرورة إيلاء قضيّة البيئة الأهمّية اللازمة، وهذا ما يقوم به الناقد الإيكولوجيّ الذي يقف بجانب الشاعر أو الأديب، مفسِّراً ومؤوّلاً ولاعباً دوراً توعويّاً، وذلك التزاماً منه بقضية الإنسان والكون الذي يعيش فيه، أخلاقيّاً ودينيّاً. فمن الإنجيل المقدَّس إلى القرآن الكريم، استشهدت جبّور بنصوص وآيات تدعو الانسان المؤمن إلى احترام طبيعته والكون الذي يعيش فيه على أساس "عدم الفصل بين الإنسان ومحيطه الطبيعيّ"، وليس أدلّ على الإيمان بهذه الوحدة الكونيّة والدعوة إليها من رسالة الفاتيكان الخاصّة الصادرة في العام 2015 وقد اقتبسَتْ منها هذا المقطع "لصلتِه العميقة بغايات النقد البيئيّ ودلالته العميقة":

"إذا اقتربنا من الطبيعة ومن البيئة بدون هذا الانفتاح على الذهول والاندهاش، وإن لم نتكلّم بعد لغة الأخوّة والجمال في علاقتنا مع العالم، فإنّ تصرّفاتنا ستكون تصرّفات المتسلِّط والمُستهلِك والمستغِلّ للموارد الطبيعيّة، غير القادر على وضع حدٍّ لمصالحه العاجلة. والعكس صحيح، فإن شعرنا بأنّنا متّحدون اتّحاداً وثيقاً بكلّ شيء موجود، فإنّ الرصانة والاكتراث سيتدفّقان في داخلنا بطريقة عفويّة".

وهذا في رأيها ما يسعى النقد الإيكولوجيّ إلى تبيانه في أعمال الشعراء "الاندهاش والذهول... امام تجلّيات الحياة وجمالاتها... فالشعر ليس مجرّد كلمات تُكتَب وقصائد تُنشَد، بل هو أسلوب حياة وطريقة وجود".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها