الجمعة 2021/07/23

آخر تحديث: 21:53 (بيروت)

الرواية اللبنانية تخسر جبور الدويهي.. الناعس بين أهله

الجمعة 2021/07/23
الرواية اللبنانية تخسر جبور الدويهي.. الناعس بين أهله
increase حجم الخط decrease
خسر لبنان والوسط الثقافي اليوم أحد روائييه الكبار، جبور الدويهي (1949 – 2021)، عاشق السرد والتفاصيل والسياسة والذاكرة والمكان، وهو بحسب كتاب "اسم العلم" الذي صدر عنه، "روائيُّ الحياة اللبنانيَّة. فكلُّ شخصيّاته مُصابة بِفِصامات الهويَّة اللبنانيَّة وعُصاباتها، وكلُّ أمكنَتِه كناياتٌ عن لبنان. رواياتُه التي تتقصّى مكوِّنات "اللبنانيَّة" في أدقِّ تفاصيلها من المعمار إلى المطبخ، مرورًا بالمعتقدات الدينيَّة والأمثال الشعبيَّة وتصوُّرات الجماعات بعضها عن بعض.... والمفارقة أنه روايته الأخيرة "سمّ في الهواء"(راجع المدن)" بدا كأنه يقارب الموت، يتحسسه، جاء في تعريف الرواية: "اسكن في قلب أسد، ولا تسكن في قلب إنسان»، نصيحة سمعها قبل أن ترحل أمه، فالإنسان، كما يقال، بئر عميق معتم.

مع انتهائها، تتحوّل حياته إلى مسار تراجيدي يجد نفسه مستسلماً له، فيما يخطف القدر أصدقاءه واحداً تلو الآخر. فينزوي بأيامه الأخيرة في بيت يطلّ على بيروت.

فجأة تدخل فراشة إلى البيت، تعيده إلى بلدته وطفولته، إلى العمر الذي ينطبع فيه كل شيء، وإلى الأمكنة التي حملها دوماً معه في تخيلاته الأدبية.

أملٌ يلوح هنا: «إذا كان للقدر عينٌ، رغبتي أن أضع عيني في عينه كما كنّا، نحن أولاد الحارة، نتحدّى بعضنا صغاراً، ومن ترفّ جفناه أولاً، يخسر المبارزة».
 

نبذة
وُلد جبور في زغرتا، ودَرَس الإبتدائية والثانوية في مدينة طرابلس. نال إجازة في الأدب الفرنسي من كلية التربية في بيروت، ودكتوراه في الأدب المقارن من جامعة باريس الثالثة (السوربون الجديدة). أستاذ الأدب الفرنسي في الجامعة اللبنانية، وكاتب افتتاحيات وناقد أدبي في مجلة L’Orient Express ومن بعدها في ملحق L’Orient litteraire الصادرين في بيروت. ترجم مؤلفات أدبية عديدة من الفرنسية إلى العربية. في السياسة نشط ضمن المجموعات اليسارية في السبعينات، قبل ان يصبح مقرباً من المفكر سمير فرنجية، الذي كان مشجعاً في كتابة رواية "مطر حزيران" عن مجزرة مزيارة...

النتاج الروائي:

“اعتدال الخريف”، 1995

“ريا النهر”، 1998

“عين ورده”، 2002

“مطر حزيران”، 2006

“شريد المنازل”، 2010

“حي الأميركان”، 2014

“طبع في بيروت”، 2016
ملك الهند"، 2019

"سم في الهواء"، 2021...
تُرجمت رواياته إلى الفرنسية والإنكليزية والألمانية والإيطالية والإسبانية والتركية.

النتاجات الأخرى:

• “الموت بين الأهل نعاس” (مجموعة قصص قصيرة)، 1990

• “روح الغابة” (قصة للصغار بالفرنسية)، 2001

قالوا في رحيله:

الروائي الصديق جبور الدويهي يعانق أمطاره الداخلية ويمضي، تاركا لنا ارثا أدبيا ونضاليا كبيرا.
وداعا ايها الكاتب الذي أضاءت كلماته الحبر.
وداعا جبور الدويهي
(الياس خوري)

يظل الخبر صاعقا رغم ان ايدينا بقيت على قلوبنا من يوم ما عرفنا بمرض جبور. ومع اننا  قليلا ما كنا نلتقي إلا أن السنوات التي نافت عن الخمسين، بادئة من ايام كلية التربية، تملأ واحدة من أوسع حجرات الذاكرة. ثم انه كان غالباً ما يُنهض  كسل الأيام بمبادرات لا يجاب عليها الا بالعرفان. خسارة قاصمة رحيلك يا جبور، لمحبيك الكثر وللأدب الذي فتحت فيه أبواباً ستظل مشرعة وحاضرة في ثقافتنا.
خالص العزاء لعائلتك ومحبيك وقرائك.
(حسن داوود)

جبّور الدويهي، وداعًا مؤلمًا يا صديقي الغالي!
في آخر مكالمة بيننا، قلت لي: "كل يوم يصبح العيش أصعب في لبنان!"
لروحك السلام، وهدأة الأبديّة، ولنا معايشة الألم.
(طالب الرفاعي)

جبور دويهي... يا حبيب القلب ورفيق الدرب... يا زميل الدراسة وصديق كل الأوقات... يا للخسارة يا للفجيعة... لا أدري ماذا أكتب ولمن أكتب وأنت موجود في كل لحظة من لحظات الصداقة وكل خلجة من خلجات قلوب الأصدقاء... لعلك في  مكان أحلى وأرقى... وإن العين لتدمع والقلب ليخشع... ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله... رحمك الله وكل التعزية والمواساة لأسرتك الجميلة وأحبابك الكثر. وداعًا يا جبور.
(سعود المولى)

يضيف رحيل جبّور الدويهي حزناً كثيراً إلى حزننا الكبير. وداعاً جبّور.
(حازم صاغية)

حزن كبير. جبور الدويهي الفهيم، اللبق، اللماح، الأنيق، صديق مقهى الأوربنستا ساسين في السنوات الماضية. كتبت هنا أني استفقتده قبل أسبوعين حين عرجت على الأوربنستا وما وجدته وفارس ساسين في قعدتهما المألوفة.
لم أدخل بعد مع ذلك إلى عالمه الروائي، بخلاف فرح، وهذا يزيد من حزني، ومن إحراجي تجاهه اليوم، وربما كانت القراءة له الآن شيئاً من عزاء وكثيراً من حب.
(وسام سعادة)

مات جبور الدويهي .الروائي الفلاح الذي حاول بسكته أن يُدخل المدينة كيساري الى الريف القاسي بأقطاعه وثأره وفقره وغرباته، بلغة شمالية وببلاغة جامعي، شيد غابته الروائية من ثلج إهدن وبشري الى ساحل زغرتا وطرابلس. حاول ونجح مع جيله ان يرشدنا الى وجع ناس وأهل الشمال، الى العاصمة بيروت، ومنها الى العالم. هو الذي لم يغادر الميدان. غدره الموت. وداعا جبور الدويهي. حقاً الموت بين الأهل نعاس.
(يحيى جابر)

رحيل الروائي اللبناني جبور الدويهي خبر حزين يضيف ثقلًا مهولًا على قلوبنا الثكلى. التقيت جبور مرة في حياتي وبالصدفة في محبوبته إهدن عندما كنا أنا وصديقي روجيه أصفر نستكشف تلالها وأحراشها. تعرّف علينا فيما كنا نستريح الى جانب الطريق ودعانا لفنجان قهوة. وعدناه أن نعود لنشربه قريبًا.
(بشار الحلبي)

تَواعَدنا ان نلتقي في إهدن هذا الصيف، لكنّكَ تَرَكتَنا ورحلتَ. رحلتَ ولم تذهب بعيداً. سمعنا هَمسَك الأخير وعرفنا أين ستكون إقامتك الدائمة بعد الآن: في هواء الجبل العالي الذي تُحبّ، وفي زُرقته الأبديّة.
وداعاً جبّور الدويهي
(عيسى مخلوف)

أَسَفاً أَسَفاً على جَبّور الدويهي. كان هذا "النُعاسُ" قَصيراً ولكنّ "الأهلَ" لا يُحْصون.
(أحمد بيضون)

مطر حزيران!
لم تعد تمطر في حزيران، ذلك المطر المحبّب اللطيف البشوش.
لم تعد "ريّا" تحاكي النهر أو تجلس على ضفافه، أو تجدّل شعرها الطويل بمائه العذب.
لم تعد "الأندلس" تفرد طاولتها لفنجان قهوة صباحيّة، يتناولها في المدينة التي أحبّ، كفرض صلاة.
لم يعد لـ"نصف صحن الحمص" عند الدنون، مذاقه الطيّب.
لم تعد ال pain d'or تتلوّى على نقرات أصابعه، راوياً عن أحداث طرابلس وتاريخ زغرتا وباحات إهدن.
انتشر ال"سمّ في الهواء،"، فغادر "ملك الهند". غادر صديقنا "جبّور". غادر جبور الدويهي، المتمرّد الجميل. غادر هذه المرّة، ولن يعود.. فلنكفكف دموعنا!
(جوزف وهبي)

مرّة، ضجراً حيث كنت أسكن، في ضبية، كتبت نصاً يائساً أتيت فيه على ذكر مغربي يبحث في شأن كنز مفقود نواحي جرود الشمال اللبناني. قرأه جبّور، ودعاني لشرب قهوة في بيروت. كان حريصا في دعوته، وكان في صوته ضيافة ومحبة لامشروطتان. ربما كان حرصه من باب تخفيف حزني الذي التقطه بحساسيته المرهفة. التقيت جبور مرتين أو ثلاث، ووجدت فيه الأذن الصاغية والكلمة الشفافة والمرحة... كان ذلك على هامش ورشة كتابة نظمتها مؤسسة "آفاق" لصالح الكتاب العرب الشباب، وكان الدويهي يسهر على تأطيرها. كنت وقتها أتسكع بين السوديكو والحمرا، وأقضي الظهيرة في الصنايع، وأراه بين الفينة والأخرى بالصدفة في تاء مربوطة ونلوح لبعضنا باليد والابتسامة على مسافة طاولتين.
برحيل الدويهي يفقد لبنان رجلا خلوقا ونبيلا، وأديباً أصيلاً، وذاكرة حيّة، كذلك كان وسيبقى من خلال أثره الأدبي. وداعاً أيها اللبناني الأصيل.
(أيوب مزين)

وداعا الروائي المثقف جبور الدويهي أيها المبدع المجتهد المثابر ..لروحك الطاهرة نسائم الرحمة.
موت آخر الزمن.!
كيف يُسمّى هذا الموتُ ؟!
لم يعُدْ يشقُّ جيوبَه،
لم يعُد مُثْقلا بالأقفال
وحنين الجزر البعيدات،
مثل سُفُن "جمس كوخ".. !
بات بلا مشقّةٍ،
يهبط الناسُ إليهِ،
يسلِّمونه نوافذَهُم،
و صدوراً مظلمةً،
كاتمةً للصمتِ.!
(ربيعة جلطي)

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها