يفتتح "الماراتون"، الباحث وفنان الصوت الهندي Budhaditya Chattopadhyay بمشروع يتخطى الصوتي، إلى السياسي والإجتماعي والبيئي، حيث ينطلق من تجربته الشخصية في الهجرة والتنقل (يرافق العرض شريط فيديو) للبحث في مفاهيم كالذاكرة المكانية والعلاقة بالجغرافية واللجوء، من وجهة نظر صوتية تلامس الشاعرية أحياناً، لإيصال رسالة حول عالمنا الحالي الذي يشهد عودة تدريجية إلى "حالة البداوة".
ومن الباحثين الذين سيقدمون عروضاً ضمن "المارتون"، السويسري المقيم في كندا، كريستوف ميون، وهو صاحب مؤلفات مثيرة تتناول علاقة اللغة والكتابة بعوالم الصوت، وتعتمد مقطوعاته في العادة على الميكروفون بشكل أساسي، بالإضافة إلى الآلات الإلكترونية، كما تعتمد على التفاعل بين المستويين الأدائي والصوتي خلال العروض.
ويشارك أيضاً فنانون لبنانيون، منهم شكيب أبو حمدان المنتقل حديثا الى لبنان، بعدما نشط فترة طويلة نسبياً في مشاهد البانك والروك التجريبي DIY بين لندن وليدز في بريطانيا. يستخدم أبو حمدان، بالإضافة للآلات الإلكترونية، الدرامز والأجراس والأغراض المعدنية التي تمر عبر مكبرات صوت، فتضيف تأثيرات وترددات بهدف خلق تفاعل بين الصوت الإلكتروني والعضوي- الآكويستيك. ومن العروض اللبنانية أيضاً، فادي طبال (The Bunny Tylers)، الذي ترتكز مقطوعاته الهادئة نسبياً والمونوتونية، على الغيتار، مع استخدام محدود للآلات الإلكترونية، وهو ضيف دائم على المهرجان. إضافة إلى ربيع بعيني، الذي يقدم عرضاً يعتمد على الموسيقى الإلكترونية الإرتجالية، وهو صاحب باع في "عوالم موسيقى التكنو السفلية"، تترواح إنتاجاته بين الكراوت روك، نيو وايف، الإلكترونيكا، والجاز في قالب سوداوي وشاعري. كما تشارك للمرة الأولى، ستيفاني مرشاق، ذات المقطوعات الإلكترونية السوداوية أيضاً و"الشبحية"، لكن الأقرب إلى أنماط "دارك آمبينت"، "درون"، و"نويز".
من العروض المنتظرة، الفنان النمساوي سيتفان فرانبيرغر، وهو كاتب ولغوي يتكلم العربية والفارسية (أمضى سنوات بين طهران، صنعاء، وحلب)، يعزف بالإضافة الى الموسيقى الإلكترونية، آلات جميلة جداً، لم تعد مستعملة كثيراً اليوم، مثل السنطور ذي "الإيقاع السحري" لكن بنسخة كهربائية منه، وآلة الآرغن Organ المقدسة التي كانت تستعمل بكثرة في الكنائس.
ويُنتظر أيضاً عرض الفنان الألماني، توماس آنكرسمت، وهو يستخدم آلة إلكترونية خاصة هي "سيرج مودولار سيثسايزر" التي ظهرت أول نسخها في العام 1972 على يد أستاذ جامعي صممها لتلاميذه كبديل أرخص من الآلات الموجودة خلال تلك الفترة.وتعرف عروض آنكرسمت بتركيزها على تجربة التلقي الجسدي عند الجمهور، واستخدامه الإنفراساوند ومحفزات الأوتوآكويستيك (الصوت الذي تصدره شعيرات الأذن!)، وأساليب لخلق وهم السماع في الدماغ، مستعملاً آلته كـ"نظام طقس" وفق تعبيره، بحيث تخلق "عواصف صوتية" تحاكي أصوات الرعد والرياح والتكسير التي تستفيد من الأمكنة والمساحات المغلقة لتعزيز تدفق الصدى وانعكاساته.
ويقدم الفنان شريف المصري (Tarkamt) عرضاً منفرداً يعتمد فيه على ألبومه الأخير Live at the Necropolis أو "عرض مباشر من المقبرة" (المستوحى من حياته في القاهرة) وهو رحلة بين الجاز والضجيج والكراوت روك والموسيقى المهلوسة، يعتمد فيه بشكل جزئي على الإرتجال. أما مواطنته، آية متولي، التي تحولت خلال السنوات الماضية إلى الموسيقى الإلكترونية بشكل أساسي، فتحاول العودة إلى البوب، لكن من وجهات نظر جديدة أكثر تجريبية، تحب تسميتها بالـAvant Pop، تمزج فيها "الأثر الحتمي لهذه الموسيقى" و"المشاعر المتناقضة نحوها التي تتراوح بين الحب والذنب". تعتمد متولي موسيقياً على مجموعة مختزلة DIY تضم سينثسايزر لابتوب، ومن دون غيتار، الآلة التي عُرفت بها طويلاً.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها