يتناول عرض "أغاني سرفيسات"، ثقافة الشارع، بطريقة كوميدية وسوداوية، بمشاركة كل من مريم صالح وساندي شمعون وياسمينة فايد، ويمكن اعتبار أغانيه أفضل ما قدمه "مترو" حتى اليوم. لكن الألبوم ظُلِم، بسبب تزامن إطلاقه مع بداية الثورة، ولم يحاول "مترو" توزيعه وعرضه كما يجب، سوى عبر شركة "مستقل" التي وزعته خارج لبنان.
يضم البرنامج الجديد أيضاً ليالي "ستاند آب كوميدي" لفنانين معروفين في المشهد البيروتي. يمكننا القول أن هؤلاء كانوا، حتى بداية الثورة، الوحيدين القادرين على تقديم خطاب جديد في بيروت (خاصة في مركز "كيد" الذي استضاف عروضاً دورية لهم) وتمكنوا من رفع سقف النقد الإجتماعي والسياسي ومواجهة القمع، الذي كانت السلطة تحاول تكريسه في وسائل التواصل الإجتماعي قبل الثورة.
تضم هذه العروض أسماء معروفة في هذا المجال، مثل شادن فقيه التي سبق أن قدمت عرضاً في "مترو المدينة"، وتمتلك شعبية كبيرة وأسلوباً معروفاً بتحرره وكسره للحياء العام بطريقتها الساخرة المعهودة (اطلقت شهرتها أغنية "حسسني إني رخيصة" الساخرة)، نور حجار الذي يتناول عادة مواضيع مرتبطة بالمجال العام، وهو من الحاضرين دائماً في فضاءات الثورة، بالإضافة إلى وسام كمال المعروف أيضاً على وسائل التواصل الإجتماعي.
من جهة أخرى، تستمر بعض الأسماء التي كانت جزءاً من البرنامج القديم، مثل فرقة "الراحل الكبير" التي ارتبط صعودها بالثورات العربية، واليوم ترافق الثورة اللبنانية منذ بدايتها، إن كان من خلال تقديم حفلات في الشارع او مشاركة الاعضاء في التحركات والإعتصامات. تستمر ايضاً ساندي شمعون في تقديم حفلات الشيخ إمام التي تجذب جزءاً من الجو اليساري الذي نجده عادة في ساحة رياض الصلح، وكانت حفلتها الأولى قد حملت حرفياً الشارع إلى داخل فضاء "مترو" من خلال هتافات الجمهور بين كل أغنية وأخرى (الهتافات نفسها التي نسمعها في الشارع).
وفي الأسابيع المقبلة، يفترض أن يعود "مترو" إلى عروض المسرح الغنائي مع عمل جديد من تأليف وإخراج هشام جابر عنوانه "مغارة علي بابا"، يفترض أن يخلق عالماً منفصلاً ويحوي أغاني مؤلفة بأغلبها للعرض، كما أن عروض "المترو" التقليدية ستعود تدريجياً لتأحذ حيّزاً من البرنامج، مثل "ديسكوتيك نانا" الساخر الذي يعيدنا إلى حقبة الثمانينات من خلال أغاني وإعلانات تلك الحقبة، وعرض "فرانكو آراب" الذي أنتجه "مترو" هذا العام، بالإضافة للعروض التي لطالما اعتمد عليها المكان للإستمرار مثل "هشك بشك" و"بار فاروق" وغيرها.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها