الأربعاء 2018/06/20

آخر تحديث: 13:30 (بيروت)

"التنين" يقطع الكهرباء عن نفسه

الأربعاء 2018/06/20
"التنين" يقطع الكهرباء عن نفسه
العنف المنغم والضجيج المنظم
increase حجم الخط decrease
رغم التغيير الكبير في أسلوب عمل فرقة "التنين" Two or the Dragon، المؤلفة من عبد قبيسي وعلي الحوت، يبقى العمل الجديد الذي يقدمانه في مترو المدينة اليوم، ضمن الإطار الصوتي الذي وضعته الفرقة لنفسها منذ البداية: واقع المدينة الصوتي، أو لنكُن أكثر تحديداً: العنف الكامن في هذا الواقع".


ما تغير منذ البداية إلى الآن هو أسلوب عمل الأداة، التي من المفترض أن تمثل هذا العنف المنغم والضجيج المنظم، إذ قرر الثنائي زيادة نسبة أصوات الآلات الآكويستيك (الصوت غير المعالج) وهي في حالة المقطوعة الجديدة التي من المفترض أن تصدر كألبوم خلال الأشهر القادمة، البزق والتومباك (رازا) وتوابعهما مع مجموعة أدوات حديدية ذات أصوات مختلفة، مقابل تخفيض استعمال الـPedals ونسبة الأصوات والأدوات الإلكترونية التي طغت على السنوات الثلاثة الماضية.

في أعمال الثنائي السابقة، حضرت آلة البزق بشكل عام والأصوات الآكويستيك (ما عدا الإيقاع)، في شكل طبقات قصيرة، أو مجموعة نوتات قصيرة هنا وهناك، ما ينطبق أيضاً على التأثيرات Effects التي يستخدمها الإثنان في آلاتهما، والتي يصفها عبد قبيسي بـ"رغبتهما استعمال ما يكتشفانه من تأثيرات صوتية جديدة، كلما أرادا العزف، وهذا ما يعني إدخال المزيد من طبقات التأثيرات الصوتية على المقطوعات".


لكن، إلى جانب هذه الأسباب، هناك دافع آخر يضيفه قبيسي للتقليل من الصوت الإلكتروني، هو نمط من التفكير السائد، يرى أن الموسيقى لتصبح معاصرة، يجب زيادة دور الصوت الإلكتروني فيها. ويحصل أن الجزء الأكبر من عروض الفرقة، حتى الآن، كان خارج لبنان. وفي كل الأحوال تبقى الموسيقى الإلكترونية جديدة على الثنائي اللذين عملا في السابق ضمن إطار أكثر تقليدية، منها تجربتهما مع "أصيل" ومصطفى سعيد، وأعمال مسرحية تركز على مواضيع مرتبطة بالثقافة الشعبية التقليدية.

يقول قبيسي: "الآن التأليف أصبح مختلفاً بشكل كلّي، حيث صرت أبحث عن الحلول داخل الآلة نفسها، لا في أمكنة أخرى، أما التأثيرات الإلكترونية فأستعملها فقط عند الحاجة من أجل النتيجة النهائية، وأستفيد مما يتيحه الميكرو من تضخيم، لكن لن يكون بإمكان المستمع التفريق بين الصوت الحقيقي للآلة وذلك المعدل بكل الأحوال".

وكما في الـEP السابق: "مقدمة للرجل المنتصر"، ما زالت الأصوات الحادة حاضرة، وتبدو كأنها سجلت في طرقات سريعة، كسارات وورش ومعامل، لكنها منظمة، حيوية ومحفزة للرقص، ناقلة عنفها السابق إلى مآلات جديدة. هذه الموسيقى، متعددة المنابع والتي استفادت من التراث الموسيقي لأوروبا الصناعية وألمانية بشكل خاص، صنعت بمجموعة من الأدوات الحديدية يدوية الصنع، التي تستعمل في أمكنة أخرى بشكل أكثر عشوائية وتجريبية، تؤدي حوارات شبه مسرحية بين بعضها البعض.


يمكننا القول إن الثنائي الحوت وقبيسي رغم تجاربهما القليلة خلال السنوات الماضية، بسبب عيش كل واحد منهما في بلد (علي الحوت في إيطاليا وعبد قبيسي في لبنان)، ينفردان في تقديم عروض صوتية مسرحية الطابع وذات بنية سردية، كما أنهما من القلة التي أخذت آلاتها الشرقية إلى مآلات موسيقية شديدة الإختلاف، من دون مزجها بشكل فج بأنماط أخرى، ولا يمكن سوى أن تثير الدهشة المقدرة الصوتية التي تحملها آلة البزق مع قبيسي، والمساحة الكبيرة التي يمكن لآلات الإيقاع الشرقية أن تتحرك فيها مع الحوت.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها