الخميس 2015/05/07

آخر تحديث: 17:14 (بيروت)

مجلس الأمن يناقش هجمات الكلور..والنظام يحشد لاستعادة جسر الشغور

الخميس 2015/05/07
مجلس الأمن يناقش هجمات الكلور..والنظام يحشد لاستعادة جسر الشغور
أشتون كارتر: إقامة منطقة إنسانية آمنة في سوريا يتطلب مهمة قتالية كبيرة (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
يناقش مجلس الأمن الدولي في اجتماع مغلق يعقده الخميس، الادعاءات حول استخدام الأسلحة الكيماوية وغاز الكلور المتزايد في الآونة الأخيرة، في سوريا، والأدلة المتوفرة عن استخدام الغاز. ومن المقرر أن تقدم الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح في الأمم المتحدة، أنجيلا كين، عرضاً لأعضاء المجلس خلال الاجتماع. وذكرت مصادر دبلوماسية أن المجلس سيتناول أيضاً مشروع قرار أعدته الولايات المتحدة الأميركية، وينص على تشكيل لجنة دولية مستقلة من أجل تحديد مرتكبي هجمات غاز الكلور. ويطلب المشروع المذكور من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تشكيل لجنة من الخبراء، تعمل على كشف منفذي الهجمات.

وأفادت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" أن مروحية لقوات النظام، ألقت برميلاً متفجراً يحوي غاز الكلور، على بلدة الجانودية التابعة لمدينة جسر الشغور، بريف إدلب. وذكرت الشبكة أن 55 مدنياً تعرضوا لإصابات، متأثرين بالغاز، بينهم أطفال، وقد تم نقلهم إلى المراكز الطبية لتلقي العلاج. بينما ذكرت وكالة "سمارت" أن الطيران المروحي ألقى برميلين متفجرين، يحتويان على غاز الكلور السام، على قريتي الجانودية البشيرية في ريف جسر الشغور. كما أصيب 15 طفلاً و6 نساء بحالات اختناق، ليل الأربعاء-الخميس، إثر إلقاء الطيران المروحي برميلاً متفجراً، يحتوي على غاز الكلور، على قرية كفر بطيخ بإدلب.

من جهة أخرى، مدّد الرئيس الأميركي باراك أوباما، الأربعاء، العقوبات المفروضة ضد النظام السوري لمدة سنة واحدة. وجاء في نص الرسالة التي وجهها أوباما، إلى قادة الكونغرس الأميركي، أن "الرئيس السابق جورج بوش وقع في 11 أيار/مايو عام 2004، مرسوماً يقضي بإيقاف ممتلكات بعض المواطنين السوريين، بالإضافة إلى فرض حظر على تصدير بعض البضائع إلى سوريا"، وأن الرئيس السابق اتخذ هذه الإجراءات بسبب ظهور "تهديد غير عادي وطارئ للأمن القومي للولايات المتحدة، وسياستها الخارجية واقتصادها". وقال أوباما إن "الوضع لم يتغير" منذ عام 2004، ما دفعه إلى اتخاذ قرار بشأن "ضرورة تمديد حالة الطوارئ التي أعلنت بسبب هذا التهديد، والعقوبات التي تم فرضها رداً على ذلك". وأكدت الرسالة، على أن تصرفات قيادة النظام تقود إلى "زعزعة الاستقرار في المنطقة"، إضافة إلى مواصلة سلطات النظام في" ممارسة الضغط على مواطنين أميركيين".

إلى ذلك، قال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، الأربعاء، إن "إقامة منطقة إنسانية آمنة في سوريا يتطلب مهمة قتالية كبيرة". وأكد كارتر أمام أعضاء من الكونغرس الأميركي على التحديات التي تنطوي عليها إقامة منطقة عازلة، وحذر من أن حكومات أخرى في المنطقة، قد لا تكون مستعدة للمساهمة في إقامتها. وأشار الوزير الأميركي أمام أعضاء اللجنة الفرعية الى مخصصات الدفاع، إلى أنه "سيكون علينا خوض قتال لإقامة مثل هذه المنطقة، وبعد ذلك القتال من أجل الحفاظ عليها، ولهذا فان هذه مسألة يصعب التفكير فيها".

من جهته، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، إن القادة الأميركيين وضعوا خططاً طارئة لإقامة منطقة آمنة بالتشاور مع نظرائهم الأتراك، وأضاف في الجلسة ذاتها: "نحن نخطط لمثل هذه الطوارئ منذ فترة". وأكد ديمبسي أن "القوات الأميركية قادرة على إقامة منطقة عازلة في سوريا، إلا أن هذا قرار سياسي كبير، وسيعني أن القوات المتمركزة في مناطق أخرى، لن تكون متوفرة للقيام بمهمات أخرى"، مشيراً إلى أنه "لكي يكون ذلك، عملياً وفعلياً، يجب أن يشارك فيه شركاء إقليميون".

على صعيد آخر، قامت قوات النظام بتجهيز حشود عسكرية في قريتي فريكة وجورين وتل القرقور بريف إدلب الغربي، من أجل استعادة السيطرة على مشفى جسر الشغور، وتحرير عناصرها المحاصرين من قبل المعارضة. ويأتي ذلك بعد أن وعد رئيس النظام السوري بشار الأسد بذلك، في كلمته بمناسبة عيد الشهداء، الأربعاء. وقالت وكالة "مسار برس" إن قوات النظام استقدمت الخميس، إلى المنطقة حوالي 200 عنصر من مليشيا "صقور الصحراء" المزودين بأسلحة فردية متطورة، في سعي منها لرفع معنويات عناصرها المنهارة.

وأكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" استمرار الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة، و"لواء الفاطميين الأفغاني ومقاتلين عراقيين من الطائفة الشيعية وضباط إيرانيين وحزب الله اللبناني وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى"، في محيط حاجز العلاوين وتلال محيطة بقرية فريكة في ريف جسر الشغور. وسط تنفيذ الطيران الحربي ما لا يقل عن 20 غارة منذ صباح الخميس، على محيط المنطقة.

وألقى الطيران المروحي، الخميس، براميل متفجرة على قرى العنكاوي عيدون والقنيطرات وسليم، بريف حماة الغربي. وقصفت قوات النظام بالرشاشات الثقيلة أطراف بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي. وقصفت قوات النظام، المتمركزة في جبل البحوث العلمية، قرية بريغيث في الريف الجنوبي بمدافع 57 ملم. وكان الطيران المروحي قد كثف قصفه ليلة الأربعاء-الخميس، على قرى بريف حماة الشمالي الغربي، وذلك للتغطية على مرور رتل كبير لقوات النظام من حاجز البحصة إلى حاجز التنمية الريفية في بلدة الزيارة، بحسب وكالة "مسار". كما استهدفت قوات النظام المتمركزة في بلدة الزيارة، القرى القريبة منها بالرشاشات الثقيلة، وذلك خوفا من تسلل الثوار وإمكانية استهداف الرتل الداخل إلى حاجز التنمية الريفية. وتزامن ذلك مع قصف مدفعي عنيف طال قرية زيزون في سهل الغاب الشمالي.

وفي دير الزور قتل سبعة عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية"، الأربعاء، خلال اشتباكات مع قوات النظام في أحياء المدينة، بحسب وكالة "سمارت". وكان التنظيم قد شنّ هجوماً واسعاً استهدف مقرّات قوات النظام في أحياء الجبيلة والصناعة والرصافة، ومنطقة الرديسات. وقصف التنظيم بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، تجمعات قوات النظام على الجبل المجاور لمدينة ديرالزور، تزامناً مع استهداف حاجز جميان بعربة مفخخة. وفجّر التنظيم نفقاً تحت مقرٍ لقوات النظام في حي الجبيلة، وسط قصف مدفعي على مواقع الأخيرة في حي الصناعة. كما سيطر التنظيم على "القطاع الدولي" جنوبي مطار ديرالزور العسكري، في حين دمّر بصواريخ "ميتس"، مدفعين لقوات النظام على الجبل المجاور للمدينة.

في المقابل، ألقى الطيران المروحي ثلاثة براميل متفجرة على قرية المريعية المحاذية للمطار العسكري، في حين شنّ الطيران الحربي غارة على بلدة البوليل. كما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على حيي الحويقة الشرقية والغربية، فيما قصف الطيران الحربي أحياء الرصافة وخسارات وكنامات ومنطقة حويجة صكر.

كما قتل 8 عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" الأربعاء، في حي الناصرة بمدينة الحسكة، نتيجة مواجهات مع قوات "الآسايش"، بعد انفجار سيارة مفخخة، قرب مقر "الأسايش" العام، ما تسبب في مقتل 16 عنصراً منها. واقتحم عناصر التنظيم، متنكرين بزي كردي، مقر "الشبيبة الثورية" الكردية في حي الكلاسة. كما قُتل أربعة مدنيين بينهم ثلاث نساء، نتيجة سقوط قذائف هاون على حيي الصالحية والمفتي، من مواقع تنظيم "الدولة" في قرية مجرجع.

وفي ريف دمشق، قُتلت متطوعة في فريق "الهلال الأحمر العربي السوري"، الأربعاء، جراء استهداف قوات النظام لقافلتهم في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. ودخلت قوافل منظمتي "الهلال الأحمر" و"الصحة العالمية" المدينة بعد صفقة تبادل بين "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، وبين قوات النظام.

وفي درعا، شن لواء "شهداء اليرموك" هجوماً مباغتاً بالدبابات والرشاشات الثقيلة على حاجز مشترك لـ"جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام الإسلامية" في بلدة حيط، في الريف الغربي من درعا. ويعد هذا الهجوم أبرز توتر تصل إليه العلاقة بين اللواء والفصيلين المتشددين، وكان قد سبقه هجوم مماثل شنّته قوات "شهداء اليرموك" على مقرات "النصرة" في بلدة سحم الجولان المجاورة لبلدة حيط. ويتهم لواء "شهداء اليرموك" بمبايعة تنظيم "الدولة الإسلامية" في درعا، وشهدت الفترة السابقة مواجهات مستمرة بينه وبين "جبهة النصرة"، كان أعنفها ما حصل الخميس، حيث أدى الاقتتال إلى هروب عدد من السكان من محيط البلدة خشية أن تتطور المعارك بين الطرفين إلى اشتباكات داخل الأحياء السكنية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها