"في حب مصر" تحصد البرلمان..والسلفيون يحتجون

لم تأت المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية المصرية، التي استمرت على مدار يومي 21 و22 نوفمبر/ تشرين الثاني في 13 محافظة، بأكثر مما جاءت به المرحلة الأولى الشهر الماضي، سواء على صعيد نسبة المشاركة المتدنية، أو حتى على صعيد القوائم الرابحة التي تنبئ بإنتاج شكل سياسي شبيه لما كان عليه في زمن الرئيس المخلوع حسني مبارك.

المرحلة الثانية انتهت بنسبة مشاركة وصلت 29.83 في المئة، بإجمالي أصوات بلغ أكثر من 8.4 مليون. وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية المستشار أيمن عباس فوز قائمة "في حب مصر"، المقربة من السيسي، بـ60 مقعداً مخصصة لنظام القوائم في كل من قطاعي القاهرة وشرق الدلتا، بالإضافة إلى نجاح 9 مرشحين في الجولة الأولى، بينما تقرر إجراء جولة إعادة في 99 دائرة، من أصل 102 دائرة في محافظات المرحلة الثانية.

وقال المستشار أيمن عباس إن انتخابات الجولة الأولى من المرحلة الثانية ضمت 2893 مترشحاً تنافسوا على 222 مقعداً بالنظام الفردي، و60 مقعداً بنظام القائمة.وأشار إلى أن الانتخابات جرت في 139 مقراً للبعثات الدبلوماسية في الخارج، بمشاركة 37 ألف و141 ناخباً، أي بزيادة تصل نسبتها إلى 21.6 في المئة عن عدد المصوتين في الجولة الأولى من المرحلة الأولى بالخارج.

وذكر عباس أن النسبة الأعلى من التصويت في الخارج حصلت في السعودية وبلغت 30.4 في المئة، تلتها الكويت بنسبة 18.3 في المئة، ثم الإمارات بـ12.7 في المئة. بينما لم تشهد دول أخرى منها بنما، وصربيا، وبنين، وموزمبيق، وليبيريا أي تصويت، على الرغم من إقامة لجان فيها.

أما عن عمليات التصويت في الداخل، فقال عباس إن عدد الناخبين في الـ13 محافظة يبلغ 28 مليون و204 آلاف و225 ناخباً، أدلى منهم حوالى 8 ملايين و412 ألفاً بأصواتهم، كان منها نحو 572 ألفاً و400 صوتاً باطلاً، و7 ملايين و839 ألف صوت صحيح.

وبينما سجلت محافظة شمال سيناء النسبة الأعلى من الإقبال  بنسبة 41 في المئة، وتلتها كفر الشيخ بنسبة 36.8 في المئة، كانت السويس الأقل تصويتاً، بنسبة 18 في المئة.

وكان ائتلاف "في حب مصر" قد قال في أول تعليق له عقب انتهاء فرز الأصوات إن المؤشرات الأولية تظهر فوز القائمة بقطاعات القاهرة ووسط وشرق الدلتا. وأعلن عضو اللجنة التنسيقية للقائمة النائب مصطفى بكري أن "في حب مصر" فازت في قطاع القاهرة بنسبة تجاوزت 60 في المئة من الأصوات، وفي قطاع شرق بنسبة أكبر بكثير من 50 في المئة. وأضاف "بذلك يكون للقائمة 120 نائباً بالبرلمان".

من جهة ثانية، تعرض حزب "النور" السلفي إلى هزيمة كبيرة خلال الانتخابات البرلمانية، الأمر الذي دفع بنائب رئيس الدعوة السلفية الدكتور ياسر برهامي إلى اتهام وزارة الداخلية بأنها كانت سبباً في تراجع حزب "النور" في انتخابات البرلمان. وقال برهامي، في تصريحات صحافية، إن "هناك ما يزيد على 50 عضواً بحزب النور تم إلقاء القبض عليهم في الأيام الماضية، وهذه ممارسات بالطبع أدت إلى الخسارة". وأضاف "أيضاً، الآلة الإعلامية للإخوان شوهت السلفيين، ما تسبب في فقدان الحزب نسبة كبيرة من الإسلاميين الذين كانوا يدعمونه في السابق، وهو ما وضح جلياً في تراجعنا عن الماضي، كما أن الإعلام الحكومي والإعلام الخاص أسهما في تشويه صورتنا بقدر كبير". واعتبر أنه "أمام كل هذا، وفي ظل عدم امتلاكنا أدوات إعلامية كان من الطبيعي أن نفقد مقاعد، لكن وبكل صراحة لم نكن نتوقع أن تكون الخسارة إلى هذا الحد الذي فاق كل تخيلاتنا". وأكد أن "رأس المال تحكم بشكل قوي في الإعلام ومجموعة كبيرة من الناخبين، في الوقت الذي أهملت فيه الدولة الأمر تماماً، ما أتاح الفرصة لدخول أشخاص غير أكفاء مطلقاً".