الأربعاء 2023/03/01

آخر تحديث: 21:36 (بيروت)

وفد برلماني إيراني إلى دمشق..منافسة البرلمانيين العرب ومراقبة المساعدات

الأربعاء 2023/03/01
وفد برلماني إيراني إلى دمشق..منافسة البرلمانيين العرب ومراقبة المساعدات
increase حجم الخط decrease
اختارت طهران أن ترسل وفداً برلمانياً إلى دمشق، بعد أيام من زيارة أجرتها وفود برلمانية عربية الى سوريا، لترسل بهذه الزيارة وتوقيتها اللافت إشارات مفادها أن الانفتاح العربي على دمشق الذي تصاعد بعد زلزال 6 شباط/فبراير 2023، إنما يجري بموافقتها ولن يكون على حساب نفوذها.

ومساء الثلاثاء، وصل وفد برلماني إيراني برئاسة نائب رئيس جمعية الصداقة البرلمانية الإيرانية-السورية عباس كلرو للوقوف على تداعيات الزلزال في الشمال السوري.

ونقلت وكالة أنباء النظام (سانا) عن كلرو قوله لدى وصوله دمشق، إن "الزيارة تهدف إلى المساعدة في إغاثة المناطق المتضررة، والإسهام في تعزيز وتوثيق العلاقات البرلمانية المشتركة، والسعي لتفعيل اتفاقيات التعاون ولا سيما في المجال الاقتصادي".

وقالت نائبة رئيس لجنة الصداقة البرلمانية السورية الإيرانية هيفاء جمعة إن "إيران قدمت كل أنواع الدعم للشعب السوري، وأرسلت الوفود والمساعدات الإغاثية للمتضررين من الزلزال، ويتطلع الجانبان إلى تطوير وتعزيز العلاقات البرلمانية".

والهدف من الزيارة، حسب مصادر "المدن" هو الوقوف على توزيع المساعدات الدولية التي وصلت مناطق النظام السوري بعد الزلزال، مضيفة أن "إيران تريد ضمان وصول المساعدات لميليشياتها والمناطق السورية التي تنشط فيها على الصعيد المجتمعي والديني، بما يضمن ويخدم تنفيذ مخططاتها".

وكانت الميليشيات المرتبطة بإيران قد استحوذت على قسم كبير من مساعدات المنكوبين من الزلزال في حلب، وأشرفت على توزيع المساعدات ومراكز الإيواء، بالتنسيق مع القنصل الإيراني في حلب نواب نوري، الذي تجول بين المناطق المنكوبة لأكثر من مرة.

ويرى الكاتب المهتم بالشأن الإيراني عمار جلو في الزيارة أكثر من هدف، ويقول ل"المدن"، إن "الزيارة تصب في الاستثمار الإيراني الهادف إلى تعميق نفوذ طهران في سوريا، وعلى جميع الأصعدة، السياسية والعسكرية والاقتصادية والتجارية". ويضيف "غالباً ما تكون الزيارة للتماهي مع زيارة الوفد البرلماني العربي، مع محاولة كشف موقف النظام السوري من نافذة الانفتاح العربي التي أحدثها الزلزال".

وما يلفت اهتمام جلو هو حديث المسؤول الإيراني كلرو عن ضرورة تفعيل اتفاقيات التعاون، ولا سيما في المجال الاقتصادي، ويقول إن "التصريح يؤشر إلى عدم تنفيذ النظام السوري لجانب من الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة".

ويضيف أن الزيارة تعكس كذلك الاستنفار الإيراني لاستغلال الكارثة لتنفيذ أهدافها التكتيكية والاستراتيجية في سوريا، من السطو المبكر على المساعدات الأممية المقدمة، وتوزيعها بمسميات إيرانية أو شيعية، واستخدامها أداة بناء حاضنة شعبية تؤمن بالمذهب الشيعي أو تدور في فلكه، مع توزيعها للمقربين من ميليشياتها.

من جانب آخر، يلفت جلو إلى عمليات هدم الأبنية المتضررة من القصف في حلب بدعوى أنها متضررة من الزلزال، ويقول:"سيتبع هذه العمليات عملية تغيير لسكان هذه الأبنية والمناطق، وتسريع وتيرة التغيير الديمغرافي في المناطق المهمة لإيران في حلب وحمص واللاذقية ودمشق".

وبعد الزلزال أرسلت إيران نحو 15 طائرة قالت إنها محملة بالمساعدات للمناطق السورية المنكوبة، وهو ما زاد من منسوب القلق الإسرائيلي، من أن تستغل إيران الكارثة لترسل أسلحة إلى سوريا تحت ستار المساعدات الدولية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها