الأربعاء 2023/11/29

آخر تحديث: 11:17 (بيروت)

مدنيو دير الزور ودرعا..دروع بشرية لحماية الميليشيات الإيرانية

الأربعاء 2023/11/29
مدنيو دير الزور ودرعا..دروع بشرية لحماية الميليشيات الإيرانية
القوات الأميركية استهدفت مواقع للميليشيات الإيرانية في دير الزور (AP)
increase حجم الخط decrease
تتعاظم مخاوف سكان المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في دير الزور شرق سوريا، من خطر تعرضهم للاستهداف من قبل القوات الأميركية، جراء تحويل المليشيات الإيرانية أحياءهم السكنية إلى مخابئ يفرون إليها بعد قصفهم قواعد التحالف الدولي في المنطقة.
ويعاني أهالي مدينة دير الزور من وجود المليشيات وانتشار المقار العسكرية والمربعات الأمنية ومنصات لإطلاق الصواريخ داخل المناطق السكنية، في ظل التشديد الأمني وعزل الأحياء بالحواجز العسكرية وقرارات حظر التجول.

شكاوى ضد الوجود الإيراني

ومع تصاعد التوترات بين القوات الأميركية وإيران، وارتفاع وتيرة الهجمات العسكرية ضد قواعد التحالف الدولي شرق سوريا، قدّم أهالي منطقة الميادين بريف دير الزور شكوى لدى اللجنة الأمنية التابعة للنظام، بسبب فرار عناصر المليشيات الإيرانية إلى المدينة بعد استهدافهم القوات الأميركية في المنطقة، الأمر الذي يعرض حياة المدنيين لخطر القصف.
وكانت نائبة السكرتير الصحافي للبنتاغون سابرينا سينغ قد أعلنت تعرض القوات الأميركية في العراق وسوريا للهجوم 66 مرة منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، 34 منها في سوريا، مما أدى إلى إصابة أكثر من 60 شخصاً.
وبحسب مصادر محلية، فإن السخط الشعبي تزايد بعد سقوط قتيلين وإصابة عدد من سكان المدينة، جراء استهداف قوات قسد مقرات إيرانية منتشرة ضمن الأحياء السكنية، رداً على قصف مواقعها على الضفة اليسرى من نهر الفرات، ما دفعهم إلى تقديم شكوى تطالب بخروج المسلحين.
وتؤكد المصادر استخدام المليشيات الإيرانية المدنيين كدروع بشرية لحماية نفسها من الغارات الانتقامية، خاصة بعد قيام القوات الأميركية بالرد على استهداف قواعدها الأسبوع الماضي، وتوعدها بالقضاء على التهديدات التي تضر وجود قواتها في سوريا، وهو ما يثير مخاوف السكان من تحول مناطقهم إلى ساحة حرب جديدة.
ونقل موقع نهر ميديا المختص بنشر أخبار المنطقة الشرقية في سوريا، عدم استجابة النظام لشكاوي الأهالي، الذين قاموا برفعها إلى مسؤولي النظام في العاصمة دمشق.

السلطة بيد الحرس الثوري

ورغم أن اللجنة الأمنية تعدّ أعلى سلطة عسكرية وأمنية ممثلة للنظام في دير الزور، إلا أنها عاجزة أمام النفوذ الإيراني في المنطقة، بحسب الناشط أحمد الحسن، الذي أشار إلى إصدارها تعميماً سابقاً يلزم عناصرها بالانصياع للأوامر الإيرانية في المناطق والعمليات المشتركة.
ويوضح أن قوات الحرس الثوري الإيراني والمجموعات التابعة له، عملت منذ سنوات على ترسيخ وجودها في دير الزور، لاسيما المناطق الواقعة على الضفة اليمنى من نهر الفرات بدايةً من الميادين وصولاً إلى مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، من خلال تفريغ الأحياء السكنية وشراء المنازل والاستيلاء على عقارات المعارضين وتحويلها إلى مقرات ومستودعات للأسلحة.
ويقول: "لم تكن شكوى أهالي الميادين الأولى ضد المليشيات الإيرانية، إذ سبقها احتجاج سكان مدينة دير الزور والبوكمال على انتشار المليشيات ونصب قواعد لإطلاق الصواريخ ضمن الأحياء السكنية"، لافتاً إلى أن "المليشيات ترد بتشديد إجراءاتها وشن حملات اعتقال ضد المدنيين، الأمر الذي دفع الكثيرين لترك منازلهم والفرار نحو مناطق سيطرة قسد".
ويوضح أن "الاحتماء بين المدنيين يمثل إستراتيجية استبقها الحرس الثوري بالسيطرة على عدد من المدن والأحياء في دير الزور منها أحياء الجبيلة والقصور وهرابش، لتقليل نسبة استهدافهم من قبل التحالف الدولي".
رغم نجاح المخطط الإيراني في عسكرة مناطق شرق سوريا الخاضعة لسلطته، وتحويل المدنيين إلى دروع حماية لامتصاص نقمة التحالف الدولي، إلا أن الخطر الأبرز يتمثل بتوجه أميركي محتمل إلى تفعيل دور مجموعتها المحلية باستهداف الوجود الإيراني.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها