الجمعة 2023/11/10

آخر تحديث: 15:31 (بيروت)

الغارات الأميركية والإسرائيلية على سوريا:لضبط إيقاع إيران

الجمعة 2023/11/10
الغارات الأميركية والإسرائيلية على سوريا:لضبط إيقاع إيران
increase حجم الخط decrease
بدت الغارات الجوية التي استهدفت مواقع الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الموالية لها في سوريا محملة بالرسائل السياسية لإيران، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية على خلفية الحرب في غزة وارتفاع معدل الهجمات التي تستهدف القواعد الأمريكية في سوريا والعراق.
فقد نفذت الولايات المتحدة غارات جوية استهدفت منشأتين مرتبطتين بالمليشيات المدعومة من إيران، وفق بيان صادر عن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، رداً على سلسلة الهجمات بطائرات دون طيار وصواريخ ضد القوات الأمريكية في المنطقة.
وتزامن القصف الأميركي مع غارات إسرائيلية على مواقع تابعة للمليشيات الإيرانية وحزب الله في ريف دمشق، طاولت محيط إدارة الحرب الالكترونية الواقعة بين مدينتي السيدة زينب وعقربا، إضافة إلى مواقع في أرياف القنيطرة والسويداء، أدت إلى مقتل 3 عناصر وإصابة آخرين.

رسائل سياسية

ورغم أن الهجمات الأخيرة التي تعتبر الأوسع ضد المليشيات الإيرانية منذ سنوات، تندرج في سياق قواعد الاشتباك المنضبطة التي يسير فيها الصراع  في سوريا والعراق، إلا أنها عززت مخاوف ارتفاع عتبة التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، في ظل التحذيرات من انفجار قادم يهدد بنشوء ساحة صراع جديدة.
لكن مراقبين تواصلت معهم "المدن"، لا يعتبرون الهجمات الأخيرة وتبادل القصف، مؤشراً على قرب مواجهة عسكرية، بقدر ما يحاول القائمون عليها إيصال رسائل سياسية من جهة وتحذيرية من جهة أخرى.
وأولى هذه الرسائل السياسية قد بدأتها إيران بالفعل، كانت إظهار نوع من التضامن مع غزة كجزء من المقاومة، وأخرى استباقية تحذر من امتداد الحرب على حركة حماس إلى وكلائها في العراق وسوريا ولبنان.

ويرى الناشط السياسي فراس علاوي أن الهجمات المتبادلة بين طهران وواشنطن تقف وراءها رسائل سياسية يحاول من خلالها كل طرف الوصول إلى أهداف محددة، دون الإضرار بالتفاهمات غير المعلنة.
ويقول ل"المدن": "تريد واشنطن إيصال رسائل سياسية وعسكرية لطهران، أنها عائدة وبقوة لضبط إيقاع المنطقة، من خلال التأكيد على أن أي توسع للتحالفات المضادة سيواجه برد فعل أميركي، والتشديد على قواعد الاشتباك والخطوط الحمراء التي يمنع تجاوزها من قبل طهران ووكلائها".
ويوضح أن "واشنطن تحاول من خلال الإستهدافات الأخيرة، الحفاظ على انضباط الاحتكاك بقواتها، خاصة بعد المحاولات الإيرانية توجيه رسائل لجمهورها أنها قادرة على ضرب أميركا في المنطقة، مستغلة انشغال العالم بالأحداث الجارية في غزة".
ويضيف أن "القوات الأميركية تعمل على حفظ إيقاع المنطقة من خلال استخدام القوة ومنع تمدد العمليات ضد جنودها في سوريا والعراق، حتى وإن كانت في إطار تنفيس احتقان جمهور محور المقاومة ضدها".
وكان وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن قد أكد في تصريحات خلال زيارته إلى العراق، أن قصف القواعد العسكرية الأميركية أمر غير مقبول على الإطلاق، مضيفاً "كان من المهم إرسال رسالة واضحة للغاية إلى أي شخص قد يسعى لاستغلال الصراع في غزة لتهديد عسكريينا هنا أو في أي مكان آخر في المنطقة، لا تفعلوا ذلك".

لا نية للمواجهة حالياً

ويرى العقيد السوري المنشق مالك الكردي في حديث ل"المدن"، أن "قوى الصراع في المنطقة ما تزال تحافظ على قواعد الاشتباك المعمول بها، ولا تزيد الضربات العسكرية عن صندوق بريد في ما بينها، فعلته الأحداث الجارية في غزة وظهر بتنسيق القصف بين أميركا وإسرائيل أخيراً".
ويقول إن "ردود الأفعال الإيرانية تجاه التصعيد في غزة، من قصف القواعد الأميركية، وإطلاق بضعة صواريخ على مناطق أغلبها غير مأهولة أو أهدافا ليست بمستوى الأهمية في الأراضي المحتلة، لا يمكن اعتبارها إلا قذائف حفظ ماء الوجه".
ويضيف أنه "بالنسبة لأميركا فهي تحذر من مغبة الانجرار إلى ساحة الصراع التي اشتعلت في غزة، بينما أرادت إسرائيل أن توجه رسائل للإيرانيين تحذرهم من إدخال مزيد من الصواريخ إلى المسافة المحظورة لهذا النوع من الأسلحة وتحذرهم أيضاً من السماح لبعض التنظيمات الأخرى من دخول هذه المنطقة".
ويعتبر الكردي أن التزامن بين الولايات المتحدة وإسرائيل في استهدافهم مواقع إيرانية "هي رسالة للعالم عن الالتزام الأميركي التام بدعم حليفته وتلازمه معها في قضية غزة، رغم تنامي الضغوط الشعبية على الإدارة الأميركية في الولايات المتحدة وفي العالم".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها