الأربعاء 2023/11/01

آخر تحديث: 16:54 (بيروت)

روسيا تخشى التصعيد في سوريا:لا مصلحة بالانفجار

الأربعاء 2023/11/01
روسيا تخشى التصعيد في سوريا:لا مصلحة بالانفجار
increase حجم الخط decrease
تزايدت في الأيام الأخيرة التحذيرات الروسية من خطورة تفلّت الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وانتقالها إلى سوريا، ليثير ذلك تساؤلات حول دوافع موسكو، وما إن كانت لديها معطيات جديدة تنبئ بتوسع الحرب.
والثلاثاء، حذر مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا من عواقب وخيمة للضربات الأميركية في سوريا، معتبراً أن "الضربات يمكن أن تثير تصعيداً مسلحاً في المنطقة بأسره".
وفي تصريح مشابه، أكدت الخارجية الروسية رفضها توسيع رقعة الصراع تجاه سوريا وغيرها من دول المنطقة. وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في اتصال مع وزير خارجية النظام فيصل المقداد الثلاثاء، إن موسكو تعارض امتداد الصراع إلى سوريا.
وفي السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن "هناك تهديداً بتوسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، مما يخلف تداعيات مروعة على المنطقة بأكملها".

روسيا تعارض التصعيد
وعن القصد من التحذيرات الروسية، يقول المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف إن التحذيرات الروسية تأتي على خلفية تعرض القواعد الأميركية في سوريا للاستهداف، والقصف الأميركي لبعض المواقع العسكرية، و تدخل جماعة الحوثيين اليمنية على خط التصعيد من خلال المسيرات والصواريخ، إلى جانب زيادة الضربات الإسرائيلية لأهداف في سوريا، بالتزامن مع التصعيد غير المسبوق والضربات الإسرائيلية الوحشية ضد قطاع غزة.
ويضيف ل"المدن"، أن روسيا ترى أن هذا التصعيد والتسخين يُنذر بتوسع نطاق الحرب ليس فقط إلى سوريا، بل إلى كل دول المنطقة. ويقول إن "روسيا تعارض ذلك، وخصوصاً في سوريا حيث تتواجد القواعد الروسية، لأن ذلك سيشكل تحدياً لها".
وبذلك يضع أونتيكوف تحذير بلاده من توسع نطاق الحرب، في إطار "تخفيض مستوى التوتر الذي تعيشه المنطقة". ويقول: "ليس لروسيا المصلحة في انفجار المنطقة".
ويمكن أن يُقرأ من التحذيرات المتكررة، محاولة روسية للتذكير بوجودها في المنطقة التي تشهد زيادة في التعزيزات العسكرية من جانب الولايات المتحدة.

الأسطول الروسي محاصر؟
ويقول الخبير بالشأن الروسي نصر اليوسف ل"المدن"، إن كل المؤشرات تدل على عدم وجود نوايا حقيقية لدى حلفاء روسيا في "محور المقاومة" بتوسيع الصراع بين إسرائيل وغزة، مضيفاً "بالتالي دوافع التصريحات الروسية، هي التأكيد مجدداً على عدم شرعية الوجود الأميركي العسكري في سوريا".
وثمة تفسير آخر للتصريحات الروسية، وفق اليوسف، هو أن روسيا تخشى من زيادة الغضب في الشارع الإسلامي وأعمال الشغب في كل دول العالم في حال استمرار الحرب في غزة، على غرار ما جرى في محج قلعة، عاصمة جمهورية داغستان، المتمتعة بحكم شبه ذاتي ضمن الاتحاد الروسي.
وقبل يومين اقتحمت حشود مطار مدينة محج قلعة، بعد هبوط طائرة تحمل إسرائيليين، وقالت وزارة الداخلية الروسية، إن 20 شخصاً أصيبوا في أعمال الشغب، من بينهم ضباط شرطة ومدنيون
أما الكاتب والمحلل السياسي باسل المعراوي، فيرى أن روسيا تخشى من التورط في الصراع القائم حول غزة، بينما هي تريد أن تستفيد من الحرب دون أن تخسر شيئاً.
ويقول ل"المدن": التحذيرات الروسية تؤشر إلى الخوف من التصعيد وليس إلى ضبط التصعيد، خصوصاً أن الأسطول الروسي بات محاصراً في البحر المتوسط، والقواعد الروسية في سوريا تحتفظ في الحد الأدنى من قوتها، وهمها الحفاظ على ذلك التواجد وليس المجازفة به".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها