الأحد 2021/09/05

آخر تحديث: 13:20 (بيروت)

ديرالزور: المدرسة الدينية الإيرانية..بديل المدرسة العادية

الأحد 2021/09/05
ديرالزور: المدرسة الدينية الإيرانية..بديل المدرسة العادية
© Getty
increase حجم الخط decrease
مع إعلان النظام السوري عن انطلاق العام الدراسي الجديد في 5 أيلول/سبتمبر، تشهد محافظة ديرالزور شرقي سوريا حاجة شديدة للمدارس المؤهلة لاستقبال الطلاب بسبب سيطرة قوات الأسد والميليشيات الإيرانية على الكثير منها.

فالمحافظة التي كانت تمتلك قبل عام 2011 قرابة 1254 مدرسة بمراحلها الثلاث (الأساسي حلقة أولى وحلقة ثانية، والتعليم الثانوي بفروعه المختلفة العامة والمهنية) باتت لا تمتلك أكثر من 400 مدرسة حالياً، بينما تحولت البقية لركام بسبب قصف طيران النظام وروسيا والتحالف الدولي، أكثر من نصفها يفتقد للمرافق كالأبواب والنوافذ والمياه النظيفة.

وتوجه عدد من أساتذة المدارس إلى مكتب مدير التربية في المدينة لتقديم شكوى تفيد بأن معظم القرى ليس فيها مدرسة لاستقبال طلبتها، لأن الميليشيات الإيرانية وضعت يدها عليها وتستخدمها كثكنات لها، فيما كان رد مدير التربية واضحاً بتوزيع طلاب وأساتذة تلك القرى على القرى المجاورة.

وفي البوكمال قامت الإدارة الدينية الشيعية التي تتخذ من المركز الثقافي في المدينة مركزاً لها، بالسيطرة مدرسة ابتدائية وحولتها إلى مدرسة دينية للأطفال من عمر 6 سنوات حتى 14، وهو ما ترك طلبة الصف الابتدائي في المدينة أمام خيار الالتحاق بمدرسة تقع في القسم الشرقي مع العلم أنها تحتاج لصيانة.

وكان النظام خلال السنوات الماضية يروج إعلامياً أنه يعيد بناء المنشآت التعليمية في المحافظة، ولكنه يشتكي من عدم قدرته على فعل ذلك بالسرعة المطلوبة لأسباب سياسية وللحصار التي يتعرض له، ولكن الأستاذ علي الصالح وهو مسؤول سابق في قطاع التعليم في دير الزور، قال ل"المدن": "أعتقد أنه لو أراد النظام ترميم المدارس لفعل لأن المنظمات الدولية الفاعلة في مجال التعليم وإعادة الإعمار وترميم المدارس قادرة على ذلك إن سُمح لها، فالنظام لا يريد ترميم المدارس لأجندات طائفية وسياسية مرتبطة خارجياً، ولأن تدمير التعليم يعني القضاء على أهم الموارد الحيوية وهي الموارد البشرية، فبعد 10 سنوات من التجهيل يحصل على مجتمع فارغ ينقاد له حيث يريد".

وأكد أن "الأمر ليس طبيعياً ولم يكن نتاج ما يحدث بل ما يحدث كان يستهدف تحطيم الخدمات الأساسية وعلى رأسها التعليم".

بدره أكد الصحافي ياسر العلاوي أن "العملية التعليمية تحتاج إلى إعادة تأهيل المدارس وتوفير المستلزمات التي يحتاجها المعلمون ومنهاج ثابت يُعطى بشكل منتظم، كما تحتاج إلى دفع من السلطات والقوى المسيطرة على ريف ديرالزور ومزيداً من الاهتمام بالأمن وحماية المعلمين، في منطقة تشهد فلتاناً أمنياً منذ فترات طويلة".

وفي الوقت الذي تروج فيه إيران لمدارسها الدينية بأنها بديل آمن ومؤقت للمدارس العادية ولتلافي التقصير الحاصل يرى الصالح أن "المشروع الايراني كبير وليس بجديد، لذلك هي تسعى لصنع عدو داخلي من المجتمع المحلي لتجنيده في ما بعد وتصبح هي الداعم فقط (أي صناعة مليشيات تحارب عنها بالوكالة)". وبالتالي يضيف أنها "بحاجة الى المدارس الدينية لإنتاج هذا العدو، بحيث لو خرجت من المنطقة يوماً ما بضغوط دولية أو محلية فهناك من المجتمع المحلي من يقوم بالدور بدلاً عنها، وليس لبنان أو اليمن ببعيد".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها