الأربعاء 2021/05/26

آخر تحديث: 15:09 (بيروت)

يوم ديرالزور الانتخابي:عرس للتشبيح على السوريين

الأربعاء 2021/05/26
يوم ديرالزور الانتخابي:عرس للتشبيح على السوريين
increase حجم الخط decrease
ليست الانتخابات الرئاسية في سوريا "عرساً" كما يُطلق عليها مسؤولو النظام السوري وأجهزته الإعلامية. ومدينة دير الزور شاهدة على كمّ من التشبيح والاقتراع تحت التهديد والوعيد، بما لا يترك متنفساً للقاطنين في مناطق سيطرة النظام لأي شكل من أشكال التعبير الديمقراطي في اليوم الانتخابي المزيف.

وبدأ "العرس الوطني" في دير الزور منذ الثلاثاء، مع توجيه دوائر الحكومة خطاباً لموظفيها بضرورة الحضور إلى مراكز تلك الدوائر للانتخاب، متوعدةً من لا يحضر بالفصل من وظيفته، ما دفع الكثيرين من الموظفين القاطنين في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية إلى التجمهر أمام المعابر المائية التي تفصل ضفتي الفرات، ومطالبة قسد بالسماح لهم بالتوجه الى مناطق سيطرة النظام.

رضخت قسد وفتحت لهم معبر البصيرة، الذي شهد عبور أكثر من 800 مدني خلال يوم واحد، وانقلاب عبارتين لنقل الركاب في الفرات. ولم تنتهِ المأساة عند هذا الحد، بل إن عدداً  من الموظفين الذين لا يملكون مكاناً يبيتون فيه في المدينة اضطروا لافتراش الأرصفة ليل الثلاثاء أمام دوائرهم ليتسنّى لهم الاقتراع.

وشهد حي الوادي اكتظاظاً غير مسبوق، ومشاحنات بين الميليشيات التي كانت خلال أيام الأسبوع الماضي، تفتّش المدنيين وتبتزهم وترهبهم للذهاب باتجاه ما سُمي ب"خِيم الوطن"، حتى أن دورية للأمن العسكري كادت تطلق النار على سيارة تابعة ل"حزب الله"، وذلك بعد أن قامت الأخيرة بسوق عدد من الشباب من خيمة الفرع وأخذهم لخيمة أخرى تقع في حي القصور، بحسب ما أبلغ شهود عيان "المدن".

أما صباح الأربعاء، فشهدت قرى سبيخان والكشمة وعدد من القرى الأخرى قدوم سيارت عسكرية -تابعة لميليشيا العباس- إلى مراكز تلك القرى وإجبار السكان على الركوب فيها والذهاب لمركز مدينة العشارة والانتخاب هناك، ومن ثم أجبروهم على البقاء أمام المركز والهتاف لبشار وحاصروا مداخل المدينة لمنع المدنيين من العودة لقراهم.

ولم تكن مدينة الميادين أفضل حظاً من بقية مدن وبلدات المحافظة، ففي الساعة السابعة صباحاً كانت سيارات الميليشيات تجوب شوارع المدينة وتحثّ المواطنين عبر مكبرات الصوت على الانتخاب، وبأن كل شخص لا ينتخب هو "خائن للوطن"، ومن ثم بدأوا بطرق أبواب المنازل وسوق الناس باتجاه مراكز الاقتراع، وقاموا ببيع أعلام وصور الأسد للمواطنين بالإكراه، حيث وصل ثمن العلم قرابة 5000 ليرة سورية، واعتقل المواطن حسن بريش العبدالله وهو من قرية الفاطسة لرفضه شراء علم لأنه يحمل معه علمه الخاص، وتم ضربه أمام الخيمة في وسط المدينة.

وقامت مديرية المياه في المدينة بأكبر خرق حتى اللحظة. وقال أحد سكان المدينة ل"المدن"، إن مدير المركز الانتخابي أمر باصطفاف الناخبين بالدور أمام المديرية وتسليم هوياتهم، وقام موظفو المركز بالاقتراع بدل المواطنين، ومن ثم تحفظوا على جميع الهويات ليجبروهم على البقاء أمام المديرية ورفع الأعلام والصور حتى انتهاء الدوام الرسمي.

ورصد الناشطون أكثر من 15 حالة اعتقال في المدينة حتى اللحظة قامت بها جهات مختلفة، أكثر من نصف تلك الحالات هي لأشخاص اعتقلوا تعسفياً ولأسباب مجهولة، وأغلب الظن أنها اعتقالات لأسباب تتعلق بالانتخابات.

وشهدت مدينة البوكمال قدوم قرابة 600 مواطن عراقي يحملون الهويات المدنية السورية بالإضافة لعدد من المتشيعين من أهل المدينة، ليقوموا بالانتخاب في المركز الثقافي الإيراني، وبعدها ساروا في أحياء المدينة بمشهد كرنفالي، فيما صدحت الجوامع منذ الصباح بالدعوة لانتخاب "مخلص الوطن".

بالكاد مرّ نصف اليوم الانتخابي ليكشف كمّ "الديمقراطية" التي يتعامل بها نظام الأسد مع السوريين، حسب ما يصف المشهد ساخراً أحد الناشطين في دير الزور، لتتبين حقيقة أن معظم أولئك الذي يظهرون اليوم على الشاشات هاتفين للأسد لم يُجبروا فقط على الحضور، بل جرى جرهم بالقوة أو حضروا خوفاً من بطش النظام وميليشياته.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها