الخميس 2020/03/19

آخر تحديث: 11:21 (بيروت)

من يغتال رماة "التاو" في صفوف المعارضة السورية؟

الخميس 2020/03/19
من يغتال رماة "التاو" في صفوف المعارضة السورية؟
سهيل الحمود من أمهر رماة "تاو" في المعارضة السورية (انترنت)
increase حجم الخط decrease
ساد الجدل في أوساط المعارضة السورية حول الجهات المسؤولة عن محاولة اغتيال المقاتل في صفوف الفيلق الثاني التابع ل"الجيش الوطني"، سهيل الحمود، والملقب ب"أبو التاو"، في مدينة إدلب.

وأعادت الحادثة إلى الأذهان حوادث اغتيال مشابهة نجحت في معظمها خلال السنوات الماضية، واستهدفت رماة السلاح النوعي الوحيد الذي حصلت عليه المعارضة منذ أن تحول حراكها السلمي المناهض للنظام إلى المسلح مطلع العام 2012.

تعرض الحمود لإطلاق نار وسط مدينة إدلب، الأربعاء، بعد خروجه من مظاهرة أحيت الذكرى التاسعة للثورة السورية، وأصيب الحمود في قدمه اليسرى بطلق ناري أثناء اشتباكه مع مجموعة من الملثمين الذين حاولوا اعتقاله، وأُسعف إلى أحد المشافي في ادلب لتلقي العلاج.

وينحدر الحمود من بلدة أبديتا في جبل الزاوية جنوبي إدلب، وانشق عن جيش النظام في آذار/مارس 2012. واشتهر بدقة إصابته للمدرعات والمجموعات المتحركة لقوات النظام والمليشيات الموالية خلال عمله في صفوف الفصائل المعارضة كرامٍ على منصة إطلاق صواريخ "تاو" الأميركية الصنع، ويزيد عن 150 عدد الأهداف التي دمرها.

وكان الحمود من بين المقاتلين الذين أرسلتهم المعارضة إلى جبهات إدلب للتصدي للهجوم البري الذي شنته قوات النظام مؤخراً. وكان للصواريخ المضادة للدروع التي أطلقها الدور البارز في إيقاع خسائر كبيرة في صفوف المليشيات الإيرانية، وقتل خلال المواجهات في الشيخ عقيل قائد كبير في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، ويدعى الحاج إبراهيم، وهو الشخصية الثالثة من حيث الأهمية في قيادة المليشيات الإيرانية شمالي سوريا.

مواقع إعلامية مقربة من فصائل المعارضة في "الجيش الوطني" و"الجبهة الوطنية للتحرير"، اتهمت "هيئة تحرير الشام" بمحاولة اغتيال الحمود، وقالت إن قوة أمنية تتبع للهيئة حاولت اعتقال الحمود في حي الثورة في مدينة إدلب ولكنهم فشلوا بعد أن قاومهم حمود الذي كان يحمل سلاحاً فردياً، وجرى اشتباك بين الطرفين ما أدى إلى إصابة حمود وفرار المجموعة الأمنية التي أصيب عدد من عناصرها.

وفي السياق، أدانت إدارة التوجيه المعنوي التابعة ل"الجيش الوطني" محاولة اغتيال الحمود، وطالبت قادة الفصائل المعارضة والقوى الأمنية بتعقب خلايا المجرمين وإيقاع القصاص العادل بهم وكف شرهم، بحسب تعبير بيان إدارة التوجيه.

قادة في "تحرير الشام"، نفوا المعلومات المتداولة حول محاولة اغتيال الحمود في إدلب، وقالوا إن المحاولة التي نجا منها الحمود سبقتها بساعات وفي اليوم نفسه عملية اغتيال طالت القيادي في "أحرار الشام" علاء ابو أحمد، والذي كان له الدور الكبير في محاور العمليات في جبل الزاوية، وعمليات الاغتيال تقف وراءها جهات معروفة، وهي تحاول الإيقاع بين الفصائل.
وأكدوا أنه لا رابح من هكذا أحداث إلا نظام الأسد وحلفاءه، فمن غير المعقول أن تتم العملية أمام جمع من أصحاب الحمود، ونهاراً جهاراً، ولو كانت "تحرير الشام" تريد إلقاء القبض عليه لفعلت منذ أن دخل إلى إدلب قبل شهرين.

في حال لم يكن ل"تحرير الشام" يد فعلاً بمحاولة اغتيال الحمود، فإن أصابع الاتهام وجهت أيضاَ إلى النظام وروسيا وتنظيم "داعش"، عبر عملائهم المتواجدين في مناطق المعارضة في إدلب. وسبق أن استهدفت رماة الصواريخ الأميركية المضادة للدروع أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، أكثرهم شهرة العقيد الركن أحمد السعيد، والذي قتل في 6 تشرين الثاني 2016، في الراشدين جنوب غرب مدينة حلب، وكان أحد قادة "جيش المجاهدين" في ذلك الوقت، ويشغل منصب قائد كتيبة في الفصيل.

وظهر السعيد في تسجيل مصور يظهر استهداف مجموعة من "حزب الله" في تلة أحد جنوب حلب، بصاروخ "تاو" محققاً إصابة مباشرة في المجموعة. واغتال "داعش" في منتصف العام 2014، أحد أمهر رماة "تاو" في صفوف المعارضة، مثنى عبد الكريم الحسين، وكان يلقب ب"قناص الدبابات".
علاء رحمون رامي التاو (انترنت)
الناشط الإعلامي محمد رشيد أوضح ل"المدن"، أن نظام الأسد إغتال الملازم أول علاء رحمون، وهو قائد كتيبة المضادات، وأحد أمهر رماة "تاو" في "جيش النصر" منتصف العام 2017. وبحسب رشيد، قتل رحمون بطلق ناري أمام منزله في كفر بطيخ في ريف ادلب، مضيفاً أن "عمليات الاغتيال طالت المقاتلين المحترفين على السلاح النوعي الوحيد الذي تمتلكه المعارضة وهي محاولة لإضعافها، وأيضاَ طريقة للانتقام بسبب الضرر البالغ الذي سببه هؤلاء الرماة في صفوف العدو".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها