الإثنين 2015/12/07

آخر تحديث: 14:44 (بيروت)

إسرائيل تستغل تهديدات "داعش"..لتصفية فلسطيني الداخل

الإثنين 2015/12/07
إسرائيل تستغل تهديدات "داعش"..لتصفية فلسطيني الداخل
يديعوت أحرونوت: "داعش" نشر مؤخراً مجموعة أشرطة مصورة تضمنت تهديدات لإسرائيل (إنترنت)
increase حجم الخط decrease

يروج أمنيون إسرائيليون أنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" سيشن هجوماً ضد إسرائيل من سيناء أو سوريا، أو من الداخل الفلسطيني المحتل، مشيرين إلى أنّ هجوماً كهذا هو مسألة وقت فحسب، وذلك على خلفية الهجمات الأخيرة التي وسع بها التنظيم تواجده عالمياً.

في ثنايا الترويج الإسرائيلي، يظهر أنّ الحقيقة مختلفة عن التقديرات والترجيحات، إذ إنّ الإعلان الجديد يشي بخطوات ضد فلسطيني الداخل المحتل، عندما أقدمت إسرائيل على وضعهم في خانة واحدة مع التنظيم في سيناء وسوريا، وهو ما له ما بعده بكل تأكيد.


وتشن إسرائيل حرباً من نوع جديد ضد فلسطيني الداخل، فبعد حظرها "الحركة الإسلامية" برئاسة الشيخ رائد صلاح، باتت عينها على "التجمع الوطني الديموقراطي" الذي أسسه الدكتور عزمي بشارة، وذلك على خلفية مشاركة شريحة عربية واسعة في بداية هبة الانتفاضة الحالية.


وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الاثنين، إنّ التقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي تشير إلى أنه كلما ازدادت الضغوط على "داعش" جراء الغارات الأميركية والروسية، فإن التنظيم سيوجه هجماته خارج سوريا، مثلما حدث في الهجمات التي وقعت مؤخرا في أوروبا والولايات المتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن "داعش" نشر مؤخراً مجموعة أشرطة مصورة تضمنت تهديدات لإسرائيل، وبعض هذه التهديدات جاءت على خلفية تصاعد التوتر في المسجد الأقصى، بسبب استمرار اقتحامات المستوطنين، والتهديد بشن هجمات على إيلات من سيناء.


والأكثر حيرة في الإعلان الإسرائيلي، هو التأكيد على أنه ليس لدى إسرائيل أهداف لـ"داعش" يمكن الرد بقصفها، خلافاً لـ"حركة حماس" وحزب الله. وزعمت "يديعوت أحرونوت" أنه خلال العام 2015 الحالي ارتفع عدد المواطنين الفلسطينيين في الداخل المتهمين بالضلوع في نشاط "داعش"، وأنه تم التحقيق في 14 قضية واعتقل 34 مشتبهاً به، بينما جرى التحقيق في ثماني قضايا كهذه في العام 2014.


وروج جهاز "الشاباك" مؤخراً، أنّ مئات من المواطنين العرب في إسرائيل يؤيدون فكر "داعش"، وأن 32 شخصاً موجودون في سوريا ويشاركون في القتال في صفوف التنظيم، وأن عدداً قليلاً آخر موجود في العراق، وأن سبعة منهم قتلوا في سوريا.


من جهة ثانية، يرى الكاتب والمحلل السياس الفلسطيني أنور أبو جاسر، أنّ مغزى الاعلان الإسرائيلي الجديد ليس "داعش" ولا الهجمات المتوقعة، بل هي حرب إسرائيلية جديدة قديمة ضد فلسطينيي الداخل المحتل، ويراد توفير غطاء لها، فلم تجد إسرائيل أفضل من "داعش".


ولفت أبو جاسر لـ"المدن" إلى أنّ أهداف المعركة واضحة ضد الفلسطينيين، وأنّ فلسطينيي الداخل المحتل أمام مفترق طرق جديد في ظل العنجهية التي يتمترس خلفها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مشيراً إلى أنه بعد فشل إسرائيل في ضرب البنية الوطنية لفلسطيني الداخل باتت طريقه مسدودة، إلا من اختراع يجيش ضدهم الآخرين، ومنهم المجتمع الدولي.


ويعتقد أبو جاسر أنّ على فلسطينيي الداخل مواجهة التحدي الجديد بمزيد من التوحد، وبقرار وطني شامل، يدفع إلى منع انزلاق الأمور، ويوقف الاحتلال الإسرائيلي وحكومة نتنياهو عند حدها، مشدداً على أنّ المطلوب هو سرعة مواجهة هذا الزعم والتحريض الجديد، وليس انتظار ما يمكن أنّ تصل إليه الأمور والأحداث ومن ثم التفكير بالرد عليها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها